(تحقيق صحفي عن القصة الومضة)
أجرى التحقيق :الكاتب الصحفي مصطفى علي عمار
نظرا للخلط والحيرة في القصة الومضة ماهيتها ونشأتها وبصفتي صحفي قمت بعمل
تحقيق صحفي حولها
- حاولنا طرح بعض الأسئلة على كبار النقاد والكتاب في الوطن العربي في هذا التحقيق لنتبين من الإجابات حقيقة القصة الومضة أو القصة الحكمة.
بعنوان: (القصة الومضة ماهيتها وما لها وما عليها)
-القصة الومضة لون أدبي جديد ظهر على الساحة الأدبية قبل سنوات قليلة، وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي على انتشارها وانقسم الرأي حولها ما بين مؤيد ومعارض، ومن يقول أنها قديمة ومن يؤكد أنها حديثة مبتكرة على يد الأديب المصري مجدي شلبي… (سماء عربية) قررت استجلاء الأمر بسؤال أدباء ونقاد من شتى بلدان العروبة للتعرف على حقيقة القصة الومضة ماهيتها ومزاياها وعيوبها ومؤسسها، ومفهومها وبنائها الفني وشروطه وعناصره التي تميزه عن غيره وقصة بدايتها، وهل ثمة علاقة تماس بينها وبين الفنون الأدبية العربية؟ أم أن الادب الغربي له السبق في تلك العلاقة، وما موقعها قياسًا للقصة الومضة العالمية، وأبرز كتابها والتيارات العربية التي عبرت عنها… وكانت هذه السطور الحاملة للأسئلة و لإجابات تعكس رؤية كافة الأطراف.
ـ ظهرت في الآونة الأخيرة أشكال أدبية حديثة، منها على سبيل المثال: قصيدة النثر ـ الهايكو العربي ـ القصة الشاعرة ـ القصة الومضة… إلخ؛ فهل ترى أن الأدب العربي بقوالبه الأدبية التقليدية في حاجة لمثل هذه القوالب الأدبية الجديدة؟
وإذا ما قصرنا الحديث الآن عن (القصة الومضة) تحديدا؛ ماهي القصة الومضة في وجهة نظرك وما مفهومها ومتى بدأت؟!
هل ترى أن بناءها الفني له خصوصيته وشروطه وعناصره التي تميزه عن غيره؟ وماهي تلك الشروط والعناصر؟
ـ هل ترى أن ثمة علاقة تماس بين (القصة الومضة) وبعض الفنون الأدبية العربية؟ أم أن الأدب الغربي له السبق في تلك العلاقة؟
ـ اختلفت الآراء حول بداية (القصة الومضة) وعن اسم منشئها؛ فهل ترى لها بداية محددة وروابط ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي بعينها تخصصت في نشر إبداعات الكتاب فيها؟ اذكر أسماء بعض هذه المجموعات التي تابعتها أو شاركت فيها أو سمعت عنها على مواقع التواصل الاجتماعي؟
ومجموعات القصص الومضة التي عبرت عنها خير تعبير على مواقع التواصل الاجتماعي؟
ومن أبرز كتابها؟
ماهي التيارات العربية التي عبرت عنها
وكيف تجد القصة الومضة العربية قياسا للقصة الومضة العالمية؟!
ـ هل ترى أن كتاب القصة الومضة قد استطاعوا التعبير عن حالة التجديد والتجدد التي هي من سمات الإبداع ذاته من خلال نصوصهم التطبيقية؟ وما أسماء هؤلاء الذين تركوا بصمة إبداعية في هذا المجال، وأصبحوا فيه أعلاما؟
ـ ما رأيكم في حاضر (القصة الومضة): مزاياها وعيوبها، وكيف ترون مستقبلها؟
*********************************
★الأديبة والصحفية سليمة مليزي
الجزائر 19 مايو 2023م
–قصيدة النثر تعتبر نهضة جديدة في عالم الشعر ، رغم أن الكثير لا يعتبرها صنف من أصناف الشعر الموزون، وقصيدة النثر المنتشرة عالميًا اجتاحت الساحة الأدبية العربية، وغدت لونًا مفضلًا للمواهب الشابة؛ لما توفره من حرية في التعبير والتطرق لآفاق رحبة، وبغض النظر عن أعلام قصيدة النثر في العالم العربي منذ خمسينات القرن الماضي، إلا أن روَّاد هذا اللون لا يزالون في جانبٍ متفرِّد، ولا يزال أيضًا قياس الموهبة الشعرية قلبه وجوب إتقان كتابة القصائد الموزونة، نستطيع أن نقول أن قصيدة النثر ولدت أيضا عند شعراء النهضة في أوروبا، ولا ننسى أن من ابتكر قصيدة النثر في العالم العربي هو الشاعر الكبير نزار قباني وغيره من شعراء عصره.
ومبتكر قصيدة النثر هو الكاتب الياباني ماتسوو باشو Matsuo Bacho (1644 -1694)، وهو أشهر شعراء حقبة “الإيدو” Edo في اليابان خلال القرن السابع عشر، والذي ابتكر سابقًا قصيدة الهايكو Haiku؛
أما قصيدة الهايكو فهي من أصول يابانية أيضا، وتبناها العالم ، ومنها عالمنا العربي ، لما تتميز من خفة وسرعة البديهة في كتابتها ، وتكثيفها العميق في المعنى، استطاعت أن تتربع على قلوب الشعراء ، وهي اليوم فرضت وجودها بقوة ، وذالك بسبب الاهتمام الكبير الذي حظيت به من خلال النوادي التي فتحت عبر شبكة التواصل الاجتماعي ، ومنها نادي الهايكو العربي، أول نادي أسسه الأديب الشاعر الكبير محمود الرجبي من الأردن الشقيق ، وكان هذا النادي بمثابة مدرسة ، وتعلمنا من خلاله قواعد وأصول كتابة قصيدة الهايكو ، أما في ما يخص القصة الومضة ، هي الأخرى لقت اهتماماً كبيرا من طرف الأدباء العرب ، كالمسابقات اليومية للقصة الومضة ، التي كان ينظمها رائد القصة الومضة في العالم العربي الأديب مجدي شلبي ، الذي هو الأخر بدوره ، فتح مدرسة للتدريب على كتابة وإتقان القصة الموضة ، ونعترف أننا تعلمنا تقنيات هذا النوع من الأدب ، الجميل ، الذي فعلاً أنا في البداية كنت متخوفة منه ، وكتبت مقال ، أن هذا النوع من الأدب ، الذي يواكب عصر السرعة ، العالم الذي أصبح مجرد ، ومضة عين ، سيلغي أو نتناسى القصة الكلاسيكية الجميلة ، التي ألهمتنا من خلال قراءتها لكبار الأدباء ، لكن عندما عينني الأستاذ مجدي شلبي ، من بين الأدباء العرب ، في لجنة التحكيم والقراءة ، في المسابقة اليومية للقصة الومضة ، وكنتُ اكتب قراءات نقدية مكثفة وقصيرة في نصوص القصة الومضة ، استحسنت الأمر وأصبحت اكتبها وفزت بعدت جوائز.
اعتقد أن الأدب العربي يجب عليه أن يستقبل ويحتضن كل قوالب الأدب التي تعتصرنا ، حتى يبقى هذا الأدب مواكب مع العصر، لكننا لن ننسى محاسن الأدب العربي عبر العصور ، الذي ترك بصمته فيه ، في الأدب والفنون والعوم .
– فعلا البناء الفني للقصة الومضة ، لها خصوصياتها وشروطها ، وتتميز بعناصرها عن بقية الفنون الأديبة الحديثة ،
حيث يجب على المبدع ، أن يتمهن جيدا في تكثيف القصة ، بشكل عميق ، التي تتميز من عناصر ثلاثة العنوان ، يجب أن يكون كجزء من بداية القصة ، ثم الحدث الرئيسي الذي يشمل عمق القصة ، ثم النهاية التي تكون مكتملة بالدهشة ، وكذلك الإيحاء عالي الدلالة بعيداً عن الحشو والإطناب،
– ربما التماس القريب من القصة الومضة ، هو قصيدة الهايكوا ، رغم أنها هذه الأخيرة تختلف نوعاً ما ، لكنها تشابه في النهاية في الدهشة ، وأيضا هناك بعض النقاد من اجزموا على انو القصة الومضة ، بين من يجدها «ابنة القصة القصيرة جداً»، وتشترك معها في السمات والعناصر والملامح، وتختلف عنها في الحجم، وأيضا في السرد الطويل ،
طبعا أدب الغرب كان سباقا في ابتكار القصة الومضة ، القصة الومضة» ، أو «القصة المصغرة» micro – story، أو «، بدأ التأسيس لها، اصطلاحيا، في الأدب الغربي، ابتداء من أوائل العقد الأخير من القرن العشرين، وإن كان لهذا الشكل جذور قديمة تعود إلى «خرافات إيسوب» وإلى «جولستان» لسعدي الشيرازي، كما كان له إرهاصات إبداعية لاحت في بعض الأعمال لكتاب القصة القصيرة (الكلاسيكية): أو. هنري، وكافكا، وهيمنغواي، وخوليو كورتاثار، وآرثر كلارك، وراي برادبري، وفريدريك براون، وليديا ديفيز.
–هناك من يقول ان القصة الومضة ليست حديثة العصر بل هي قديمة ومنأها اليابان كما ذكرت من قبل في السؤال عن تاريخ القصة الومضة وقصيدة الهايكو ،
اعتقد في العالم العربي بدأ انتشار القصة الومضة في بداية 2912 ، حيث ظهرت بعض المجموعات والنوادي العربية التي تهتم بفتح شبه مدارس لتعليم كيفية كتابة القصة الومضة ، ومن بينها رابطة أدباء القصة الومضة ، وصفحة ارشادات كيفية كتابة القصة الومضة ، ورابطة أدباء القصة الومضة للدكتور حسن الفياض ، ورابطة والمسابقة اليومية للقصة الومضة للأستاذ مجي شلبي ، وغيرها من المجموعات التي تهتم بالقصة الومضة.
– فعلا هناك القليل من الأدباء العرب الذين خذوا تجربة القصة الموضة ، أو غامروا بها ، لأنها في البداية كانت شبه مرفوضة من كتاب القصة الكلاسيكية ، انا شخصيا ، كنت ضدها ، لأنني رايتها دخيلة عن الأدب الكلاسيكي خاصة اننا تتلمذنا وتعلمنا عن عباقرة القصة القصيرة أمثال يوسف إدريس غسان كنفاني ، و زكريا تامر ، جبران خليل جبران ، ونخيل نعيمة ، والقاص الجزائري عبد الحميد بن هدوقة ومولود فرعون وزهور ونيسي ،
سنوات فيما يخص الأسماء التي غامرت وانتهت في كتابة القصة الومضة خلال 8 سنوات الماضية ، هناك طبعا مبتكر القصة الومضة العربية ، الأديب مجدي شلبي ، الذي حارب من اجل ترسيخ هذا الصنف من الأدب ضمن أصناف القصة في العالم العربي ، والجميل انه خدم على ارض الواقع ، من خلال طبع كتب كل سنة تجمع أجمل القصص الفائزة بجوائز المسابقة اليومية للقصة الومضة ، وسعدت جدا انني تعلمت هذا النوع على يد الأديب مجدي ، شلبي ، وكان لي الشرف انني كنت ضمن أساتذة في لجنة التحكيم ، والقراءات النقدية المكثفة ، هناك ايضا الأديب الدكتور حسن الفياض الذي خدم كثيرا وطور هذا الصنف من الادب ، وايضا الدكتورة سماح عبد الحليم ، التي فتحت مجموعتها ، واجتهدت كثيرا في المسابقة اليومية للقصة الومضة ، وانا فزت معها بالجائزة الاولى ، كم من مرة
- اعتقد ان حاضر القصة الومضة ، تراجع نوعاً ما كما تراجعت بقيت الفنون الادبية ، بسبب تربع الرواية العربية والشعر على عرش الادب ، ارى ان القصة الومضة ، لا تصمد كثيرا ، وارى ايضا العودة الى القصة القصيرة الكلاسيكية من خلال المسابقات التي تنظم عبر العالم العربي ، وانا شخصيا حلمي اعود الى القصة القصيرة والقصيرة جدا ، وارى انها هي التي ستصمد اكثر ، انا مستقبلها فهوا رهينة في ايادي الادباء الذين دافعوا عنها ورسوخها كنوع من الادب ، وهي مواصلة في انشاء المسابقات ، ولما لا المهرجانات الادبية والبحوث ، والمحاضرات
حول هذا الصنف من الادب ، حتى يتمكنون من فرضها وصمودها في وجه بقيت التيارات التي تنشأ ، حديثا،
————————
★لقمان محمد حسين (كاتب ورسّام) مواليد القاهرة- مقيم بالسعودية
– بداية أشكركم على مشاركتي المتواضعة في هذا التحقيق الواسع مفهومه، والجدير بالاهتمام. وبما أنني لست بناقدٍ، إلا أنني سأجاوب هنا بصفتي محبًا لكل الأشكال الأدبية التقليدية منها والحديثة.
وأمّا عن السؤال الأول: فما من شك في أن القوالب الأدبية الجديدة التي ذكرتها قد جذبت إليها كثيرًا ممن لديهم الرغبة في الكتابات المختصرة وأقصد بهذا المعنى، أنها تلك الكتابات التي تعكس إلى حدّ كبير ملامح هذا العصر من حيث السرعة والحداثة، ولا شك أيضًا أنها قد حظيت باستحسان بعض القراء والمتابعين، إلا أن البعض منها حتى الآن لا يزال في مراحل التجريب. الأدب العربي بحر واسع ينهل منه كل من له دراية باللغة وأصول الكتابة. لكن يظل نجاح العمل الأدبي مرهونًا بشروطه وأطره التي قام عليها كل قالب. ولا مانع من استحداث قوالب أدبية جديدة تعكس متطلبات العصر لكن لا بد لها من تأصيل وتأسيس مناسب. لكن في نفس الوقت لا غنى أبدًا عن قوالبنا الأدبية التقليدية فهي كل شيء في عالمنا الأدبي.
–وأما عن سؤالك الثاني: حول القصة الومضة، فأنا لم أسمع بها في أي مكان قبل أن أجدها على مواقع التواصل الاجتماعي في صفحة للأديب الأستاذ مجدي شلبي، لم أكن أعرف شيئًا عنها من قبل، لكن بعد قراءتي لها ومتابعتي لمسابقته اليومية التي خصصها تشجيعًا منه على كسب وانجذاب العديد من الكتاب والقراء، وبالفعل كنت أرى نصوصًا عديدة من جميع الكتاب في الوطن العربي وفي غير الوطن العربي. ومن خلال تلك النصوص علمت أن للومضة خصائص وشروط وشكل، دائمًا ما كان الأستاذ شلبي يوجه ويصحح ومن ثم ينشر. وأذكر أول مشاركة كانت لي وقتئذ منذ ما يزيد عن 10 سنوات.
واقع
خرج من السينما؛ وجد نفسه على خشبة المسرح.
وللومضة خصائص وشروط وعناصر تميزها عن غيرها وإجمالًا فهي كما بينها الأستاذ مجدي شلبي:
هي نص أدبي مبتكر يتكون من شطرين.
وطبقا لهذا: (كل نص يتكون من شطر واحد لا يمكن بحال من الأحوال اعتباره قصة ومضة).
ثانيا: بدن القصة الومضة (أدب الحكمة: صوت العقل، سحر البيان، سلامة الفكرة، قوة اللفظ، وبلاغة التعبير)، وما ثوب القص إلا غلالة رقيقة شفافة وضيقة؛ هدفها إبراز مفاتن النص الذي هو الأصل.
وطبقا لهذا: (كل نص يطغى فيه فن القص على أدب الحكمة؛ لا يمكن بحال من الأحوال اعتباره قصة ومضة)
ثالثا: (الومضة) برقة خاطفة، ظهورها مفاجئ، ومبهر، وعابر؛ زمنها لا يستوعب سردا حكائيا.
وطبقا لهذا: (كل نص لا يراعي زمن الومضة (البرقة) ويعتمد تفاصيل السرد الحكائي حتى لو جاء في شطرين؛ لا يمكن بحال من الأحوال اعتباره قصة ومضة).
رابعا: الومضة (برقة) تنتج عن اصطدام بين شطرين (سحابتين) أحدهما بشحنة موجبة والأخرى شحنته سالبة، وتتوقف قوة الومضة على عوامل عديدة منها قوة الشحنة، وشدة الاصطدام.
وطبقا لهذا: (كل نص لا يعتمد على المفارقة القوية والإدهاش الشديد؛ هو نص باهت لا يمثل بحال من الأحوال إبداع القصة الومضة)
خامسا: يومض البرق، ويقصف الرعد؛ فتحدث الصاعقة.
وطبقا لهذا: (كل نص لا يترك في نفسك أثرا قويا وصادما؛ لا يمكن بحال من الأحوال اعتباره قصة ومضة).
سادسا: يعقب الصاعقة؛ هطول المطر.
وطبقا لهذا: (كل نص لا يفتح باب التأويل لانهمار الدلالات والمعاني لا يمكن بحال من الأحوال اعتباره قصة ومضة).
–نعم يوجد تماس بين (القصة الومضة) وبعض الفنون الأدبية العربية فهي نص أدبي فيه كل عناصر القصة (السرد والحدث والشخصيات والزمان والمكان) ولكن بصورة موجزة تتفق مع طبيعة نمطها القصصي. كما أنها تتميز عن القصة القصيرة جدًا بالحكمة فإذا انتفت الحكمة انتفت كومضة. لا علم لي بأسبقية الأدب الغربي لما يسمى عندنا بالقصة الومضة.
–كما أشرت بدايتي مع القصة الومضة كانت منذ 10 سنوات وكانت من خلال صفحة الأديب الأستاذ مجدي شلبي على الفيسبوك، حيث المسابقة اليومية التي كان يقوم عليها. لكن بعد هذا الوقت بسنتين أو ثلاث خرجت بعض المجموعات الأخرى التي تحمل أسماءً شبيهة بأسماء الصفحة الأم. وجاءتني منها العديد من الدعوات. وللأسف بعضها لم يكن على نفس الطريق الصحيح فكانت مليئة بالأخطاء اللغوية وكذلك أخطاء في البنية وشكل وخصائص الومضة. ولحد كبير لم أشارك فيها إلا القليل منها تحت إلحاح الأصدقاء فيها، ولكن بمجرد خروجها عن النسق تركتها فورًا.
–نعم استطاعوا وبحرفية جيدة، وتوجد العديد من الأسماء كتابًا كانوا ونقادًا لهم من النصوص والتعليقات ما يثلج الصدر، والقائمة تطول، لكن إن أردت أن تطلع على هذه الأسماء فعليك بالكتاب الأول (كنوز القصة الومضة) الذي يحتوي على 206 نص ل 112 كاتب هذا بخلاف المقالات ورؤى النقاد. لكن هذا لا يمنع من وجود أسماء أخرى تلت هذه الأسماء. وأعتقد أن البصمة في النص أكثر منها في اسم كاتبها، فربما الكاتب بعد سنين من كتابة النص يرى فيه شيئًا لم يعجبه أو يرى فيه شيء آخر لم يلحظه حينها. وكما قال عماد الدين الأصفهاني: “إني رأيت أنه لا كتب أحد كتابًا في يومه إلا قال في غده لو غٌيّر هذا لكان أحسن. ولو زيد هذا لكان يستحسن. ولو قُدّم هذا لكان أفضل. ولو تُرك هذا لكان أجمل…”
–على الرغم من حداثة الومضة، ومرور سنوات قليلة على هذا القالب الأدبي الجديد، إلا أنه قد صدر عنه العديد من الكتب، حيث أصدر الأستاذ مجدي شلبي 4 إصدارات من كتاب كنوز القصة الومضة والتي تحتوي على مجموعة كبيرة من نصوص الكتاب وأراء ومقالات النقاد، كما أُصدر أيضًا العديد من الكتب الفردية لبعض الكتاب الذين اهتموا بشكل كبير بهذا القالب الجديد ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر كتاب (ذئب وحكايات في ومضات) للكاتب أحمد فؤاد الهادي، وكتاب (نكزات وامضة) (سهام بارقة) للكاتب إبراهيم الشابوري، وكتاب (قطرات حبر) للكاتب إبراهيم مشلاء. أيضًا بخلاف كتابي (غربة) الذي يحتوي على 300 ومضة متنوعة. وهذا كله إنما يدل على نشاط ملحوظ أتوقع له المزيد فيما هو قادم بإذن الله.
لكن من الأشياء المعيبة في هذا الشأن هي إقبال كل من هب ودب على كتابة الومضة من دون التقيد بخصائصها وشروطها وشكلها المضمون الذي يحافظ عليها. كذلك استهتار البعض والتقليل منها ومن كتابها وكأنهم أجرموا في كتابة مثل هذه النصوص المكثفة.
هي ليست شعرًا أو رواية أو مسرحية أو قصة قصيرة لتقارنوها بها. بل هي نص أدبي مكثف يجب أن يُنظر له بعين ناقد منصف يتفق بما يتماشى به واقع العصر السريع، ومتطلبات الحياة.
——————————-
★أحمد فؤاد الهادي
كاتب وأديب
عضو اتحاد كتاب مصر
رئيس قسم الأدب والقصة بجريدة على باب مصر
– الأدب مرآة للواقع، يجاريه ويعبرعنه ويواكب تغيراته، واستحداث لون جديد لابد أن يمثل إضافة للأدب، مع احترام الصنوف التقليدية المتعارف عليها، و ألا يكون مسخا لإحداها بحجة التحديث.
— تقصد الومضة القصصية بالطبع، هي جنس أدبي أراه رافدا من فن القص، ولكنه تميز بالإيجاز الشديد دون الإخلال بالثوابت من فكرة وعنوان وخط درامي ونهاية، وهذا الإيجاز جعل الومضة القصصية متعددة التأويلات.
وهي تأتي في شطرين بينهما فاصلة منقوطة، الشطر الأول يثير الموضوع والشطر الثاني يأتي بالنهاية التي يشترط فيها ألا تكون نتيجة منطقية للشطر الأول وإلا أصبحنا بصدد جملة خبرية لا قصة فيها، بل يجب أن تمثل نهاية مدهشة وغير متوقعة ولكنها واردة الحدوث وليست مستحيلة.
— الأشكال الأدبية تتشابه رغم اختلاف البلدان واللغات، وهذا لا يعنى النقل أو التقليد، بل أنها إبداعات تلقائية لكل الشعوب، والسبق فيها لا يعني التميز، بل التميز يأتي من الإجادة، فلا يهم أين ظهرت أولا، المهم الاعتناء بها ونشرها وتدريسها ضمن ما يدرسه المهتمون بالآداب وأن يصبح لها عشاقا ونقادا وناشرون.
–ما أعرفه هو أن الومضة القصصية استحدثها الأديب الكبير الأستاذ/ مجدي شلبي منذ عشر سنوات تقريبا، واهتم بوضع ضوابطها ونشرها بين الكتاب بعدة وسائل كان من أبرزها إنشاء الرابطة العربية للقصة الومضة التي من خلالها أجريت مسابقة يومية استمرت لعدة سنوات شارك فيها الآلاف من المبدعين ما بين متسابقين ولجان تحكيم، وصدرعن الرابطة عدة كتب توثق للومضات الفائزة وتنشر المقالات التي تناولت الومضة القصصية بالشرح أو النقد، وكذلك قام الأستاذ/ مجدي شلبي بإنشاء بلوج خاص بالرابطة توثيقا لجميع الومضات الفائزة يمكن الرجوع إلية للبحث بالتاريخ أو الكاتب أو العنوان. هذا بخلاف منتدى الومضة القصصية الذي عقد في مكتبة مصر بالمنصورة.
–بكل تأكيد، فقد استحسنها المئات من الكتاب وخرجوا علينا بدرر من إبداعهم، بل وأصدروا فيها كتبا متخصصة بأسمائهم.
ولا مجال هنا لذكر أسماء دون غيرها، فكل من شارك فهو مبدع.
–للأسف، بعد ظهور الرابطة العربية للومضة القصصية وزيادة الإقبال اليومي على مسابقتها ظهرت مجموعات بأسماء متنوعة وحاولت جذب الأضواء عليها وأن تدعي لنفسها السبق في استحداث الومضة، وتشتت الجهد ولم يعد الاستمرار في المسابقة اليومية عملا ممكنا فتوارت الومضة بعض الشيء إلا أنها لم تمت واستمر محبوها في إضافة جديد إبداعهم منها حتى الآن.
ولكنني أؤكد أن الومضة القصصية باقية وستبقى ككل صنوف الإبداع الأخرى وإن خبت لفترة.
———————–
★المهندسة سمر محمد عيد- كاتبة – سورية
–طبعا، لابد أن يواكب الأدب العربي تطورات العصر، ويأخذ قوالب أدبية جديدة، دون تشويه أو تحريف ودون المساس بالأجناس الأدبية القديمة، والاستمرار فيها أيضا، فلكل جنس أدبي رواده وعشاقه…
والفرع لا يغني عن الأصل.
–نعم، للقصة الومضة بناء فني خاص بها، يميزها عن غيرها، فهي المولود الأحدث، والأكثر تكثيفًا وتوهجا. ولا تكتمل بدون عنصر الإدهاش والمفارقة والإيحاء، والنهاية المباغتة غير المتوقعة، وبدون هذه السمات؛ تتحول الومضة إلى جمل خبرية عادية لأتحمل أي بريق، وتفقد الومضة معناها..
الومضة هي أصغر قالب أدبي يمكن أن يعبر عن معنى ومغزى عميق، وحكمة تدعو للتأمل والتفكر، ولكن في جملتين فعليتين قصيرتين تربط بينهما فاصلة منقوطة وينتهي الشطر الثاني بنقطة. كبناء فني للومضة القصصية.
–القصة الومضة موجودة وفي الأدبين العربي والغربي، ولكنها لم تتبلور وتظهر وتأخذ قالبا معينا إلا في السنوات الأخيرة.
–على الرغم من كثرة المجموعات الأدبية التي تبنت هذا المولود الجديد، وكثرة الكتاب الذين كتبوا ومضات قصصية وأنشأوا مجموعات خاصة بهم،
إلا أن رائد وراعي الومضة القصصية هو الأستاذ مجدي الشلبي بلا منازع
وقد أنشأ مجموعة أدبية خاصة بها، ومسابقات نزيهة تجلى فيها الإبداع في هذا المجال
– هل ترى أن كتاب القصة الومضة قد استطاعوا التعبير عن حالة التجديد والتجدد التي هي من سمات الإبداع ذاته من خلال نصوصهم التطبيقية؟ وما أسماء هؤلاء الذين تركوا بصمة إبداعية في هذا المجال، وأصبحوا فيه أعلاما؟
-في الحقيقة استطاع الكثير من الكتاب التعبير عن حالة التجديد، ومنهم من توقف عند حد معين ومنهم من استمر..
هناك الأستاذ مجدي الشلبي الرائد للومضة القصصية، أ. لقمان محمد، أ.مصطفى عمار، أ. مصطفى شلقامي. حمدي عليوة، أ.سماح عبد الحليم أ.حسن الفياض، أ.بوغريبي علام. وأسماء كثيرة لا يمكن حصرها.
–لست راضية عن حاضر الومضة، فقد تزايد الكم على حساب الجودة والنوع
فالكثيرون استسهلوا كتابتها، وشوهوا ملامحها، ولم يتقيدوا ببنائها الفني، فبهتت وتحولت إلى جمل خبرية باردة لأتحمل أي معنى أو مغزى أو إدهاش ..
أتمنى أن يعود للومضة القصصية بريقها ووهجها وتألقها كما كانت
وشكرا لكم.
—————————————–
★أيمن دراوشة
ناقد أدبي وشاعر- الأردن- مقيم بقطر
–نحن بحاجة إلى الانفتاح والتجريب من الآخر، فاللغة لا تقبع في مكانها فهناك ألفاظ تموت، وهناك ألفاظ تحيا، دخول أجناس أدبية جديدة إلى أدبنا العربي يزيد اللغة قوة وحداثة، فاللغة التي تتطور في نطاق جغرافيا محدودة تبقى عاجزة عن الانفتاح على الآخرين والتأثر بأدبهم، والدليل على كلامي أننا نقترض ألفاظ ونعرب ونترجم، وهذا شيء طبيعي لتقدم الشعوب ولغتها.
–القصة الومضة ليست سهلة كما يظن البعض، فهو فن راقٍ ومطور، ويعتمد على التكثيف وقلة المفردات التي لا تتجاوز الخمس كلمات أو ستة على أبعد تقدير، ويمثل عنصر المفارقة فيها عنصرًا هامًا لا يمكن الاستغناء عنه، ويعد التشكيل فيها إلزامي بجميع حروفها، ولا مجال فيها للخطأ، لا نحويًا ولا لغويًا ولا إملائيًا، وأيضًا استخدام علامتي الترقيم في موضعهما الصحيح، وهما (الفاصلة المنقوطة والنقطة) وإذا أهملت إحداها فهو فشل، حتى لو نسيان.
تتكون الومضة من جملتين فعليتين، حيث يُعد الشطر الثاني نتيجة للشطر الأول الذي يبدأ بالفعل الماضي، وكذلك الشطر الثاني حيث يبتدئ بفعل ماضٍ
أيضًا، ولا بدّ أن يكون لنص الومضة عنوان لا يذكر بتاتًا في النص، وإلا ضعَّفه.
وكلما قلت القصة الومضة بعدد كلماتها وإيصال هدفها كلما كانت قصة ناجحة بكل المقاييس لقدرة كاتبها على التكثيف بحيث يغلِّب المعنى على اللفظ، وليس العكس كما هو حال القصة القصيرة جدًّا أو القصيرة.
–نعم أرى أنها تتشابه أحيانًا مع القصة القصيرة جدًّا، وكذلك مع الحكم والأمثال الشعبية، وهذا ينفي ادعاء بعض الأدباء بأنَّ لهم السبق في ابتداعها، فهي موجودة أصلا.
أمّا الأدب الغربي فلا علاقة له أبدًا بتطور فن القصة الومضة لدينا، وإن تواجد لديه مثل تلك القصص الومضة فهذا شأنه، علاقة التماس كان من خلال القصة القصيرة وليس القصة الومضة.
–فن القصة الومضة هو فن مستحدث ، ولا فضل لأحد أن يدعي بأنه من ابتكرها… بداية ظهور القصة الومضة ظهرت بظهور وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث لاحظ كتاب الفيسبوك أن الجمهور لم يعد له وقت لقراءة المطولات والملاحم فهو جمهور يريد المختصر المفيد سواء شعراً أو قصة ؛ ولهذا بدأت القصة الومضة مجرد كلمات قليلة بقصد الحكمة والعظة والاختصار ، وهذا لا يكلفنا قراءة أكثر من ثوان معدودة … ثم تحولت وتطورت بشكل عفوي بسبب التسارع التقني وبروز الكتاب واندفاعهم للظهور، إلى قصة ومضة لا تتجاوز الخمس كلمات، وعندما أصبح للومضة جمهور ومشجعون ومسابقات بدأ البقية بالتقليد والمحاولات والمنافسة بنيل الجوائز المعنوية، حتى انتشرت على نطاق فيسبوكي واسع…
أما أسماء مجموعات فهي كثيرة، وكلها تقدم خدمات جليلة للغتنا ولأدباء هذا الفن المستحدث، وكذلك تخصيص النقاد الجيدين لمعالجة هذا النوع من الفن لكي يذكروا جوانب ضعف وقوة كاتب قصة الومضة.
أذكر من تلك المجموعات رابطة أدباء القصة الومضة والقصة الومضة الجزائر والقصة الومضة الأردن وفن القصة الومضة وأدباء المشرق وواحة الوميض وغيرها حتى تلك التي لمم تتخصص بهذا النوع من الأدب.
–نعم بلا شك، فهناك كتاب أثبتوا جدارتهم، بل وجددوا في القصة الومضة من ناحية الموضوعات والنهاية الصادمة غير المتوقعة، وأذكر من هؤلاء الكتاب على سبيل المثال لا الحصر مع اعتذاري لمن نسيت اسمه.
أحمد فؤاد الهادي ومصطفى علي عمار ورندا المهر وحسام شلقامي ولقمان محمد وحمدي عليوة وأيمن خليل ومروة محمود وأيمن خليل والدكتور تامر العجرودي وممدوح الطنطاوي ومجدي شلبي وهيثم النوبي ونورة عيساوي وغيرهم الكثير.
–أرى أنَّ فن القصة الومضة هو الجنس الأكثر كتابة من بين الأجناس الأخرى، وفيه من أمور الإبداع ما يجعل الكتاب الآخرين أن يطرقوا هذا الفن الجميل، هذا الفن هو المرغوب الآن، والفن الأكثر اختصارًا وقراءة، كما أنَّ الكثير خاضت تجربة المسابقات وطباعة إبداعاتهم في كتب شاركت في أكبر المعارض وحققت نجاحا كبيرا، أما العيوب فهو التكرار وتقليد الآخرين فليس سهلا أن تجد ومضات قصصية مكتملة الشروط، وإن وجدت فهي قليلة لكن، تطور هذا الفن نحو الأفضل سمة العصر ومواقع التواصل التي تحكمها المنافسة الشريفة وليس الصراع والاختلاف، فهذا يقلل من شأن الكتاب ويضعف إنتاجاتهم.
————————
★باسم عطوان – فلسطين – كاتب وقاص.
–القصة الومضة إبداع عربي جديد
ظهرت في السنوات القليلة الماضية، وعبر الصفحات الأدبية المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، قوالب أدبية جديدة مثل الهايكو العربي والمتلازمة والقصيدة النثرية الومضة القصصية وغيرها، وقد لاقت هذه الابتكارات الأدبية الجديدة رواجا وانتشارا واسعا بين الكتاب العرب على اختلاف مستوياتهم إبداعاتهم ومواهبهم أيضا.
ولهذا الإقبال الواسع أسبابه، وأبرز هذه الأسباب هو عزوف هؤلاء الشباب عن القراءة، وتراجع الإقبال على شراء الكتب، ولذلك كله أسبابه الاقتصادية وانشغال الناس بلقمة العيش، ولكنني أستثني القصة الومضة، أو الومضة القصصية من ذلك. فقد أشرت سابقا ،اعتبرت الومضة القصصية جنس أدبي جديد، بل هي امتداد طبيعي للقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا، ولهذه الومضة أساسياتها الثابتة وشروطها الواضحة التي يجب الالتزام بها، فالومضة القصصية جملتان مترابطتان، تكون الثانية قفلة مدهشة وصادمة تبهر المتلقي وتجعله يستشعر جمال هذا الفن، فتلك إذن هي رسالة الفنون الأدبية عموما إظهار الجمال في قالب أدبي محكم.
ولابد أن أشير هنا وبصفة شخصية أنني تعرفت على هذا اللون الأدبي الجديد عن طريق الرابطة العربية للقصة الومضة، التي أنشأها الأستاذ الأديب مجدي شلبي، فهو أول من وضع لها شروطها الصارمة تلك، وقد كنت من أوائل الكتاب العرب الذين كتبوا الومضة القصصية وشاركوا في مسابقات الرابطة العربية، وقد حظيت الومضة القصصية بانتشار واسع بين الكتاب العرب من المحيط إلى الخليج، فشكلت الرابطة علاقة وحدوية جميلة بين مبدعي القصة الومضة في الوطن العربي الكبير، ولا زلت أحفظ أسماء لكتاب عرب كثيرين أبدعوا في هذا المجال منهم لقمان محمد وأيمن خليل من مصر، وعبد المجيد بطالي من المغرب غريبي بوعلام من الجزائر وعلى العكسي من ليبيا وعلي أحمد عبده قاسم من اليمن، وراسم الخطاط وعلي الحمادي من العراق، وكان لقلب العروبة فلسطين مساهمات جميلة لكتاب مبدعين منهم ناصر نصار وأحمد نصار وكاتب هذه السطور باسم عطوان، ومن سوريا ولبنان وحتى من دول الخليج العربي.
الومضة القصصية إبداع عربي خالص فلا يمكن لأية لغة أخرى أن تأتي بمثل هذا الإبداع، فأرى أن ترجمة الومضة القصصية العربية لأية لغة أخرى يفقدها بريقها وجمالها، فأين السجع الجميل الذي تتألق به الومضة أحيانا ويكون عنصرا من عناصر جمالها، وأين الإيحاء الخفي الذي يسري في متن الومضة ليكون سرا من أسرار جمالها. لا نجد ذلك أبدأ في كل لغات الأرض. فالومضة القصصية إبداع عربي خالص.
وبعد هذا العرض الموجز للومضة القصصية، فلا بد أن نكون منصفين ونبرز عيوب الومضة القصصية ولعل أبرز هذه العيوب هو سهولة تزييف الومضة وسرقتها من قبل بعض مدعي الموهبة الادبية، فمن خلال تقييمي وتحكيمي لآلاف الومضات اصطدمت بكثير من هؤلاء المزورين. فأحدهم يغير عنوان ومضة الكاتب معروف وينسبها لنفسه، وأخر يغير كلمة واحدة مشابهة في ومضة معروفة الكاتب ما ويدعي أنها له، خصوصا عندما تكون تلك المجموعات الأدبية غير موثقة، أي لا توثق أعمال كتابها، ومع هذا التزوير وهذا اللغط أحجم كثير من الكتاب عن كتابة الومضات القصصية، وحصرها في مواقع ثابتة موثوقة، ولهذا السبب ومع أسفي الشديد فإن مستقبل الومضة القصصية إلى اضمحلال واندثار ما لم يكن هناك توثيق رسمي لإبداعات كتابنا العرب يحفظ لهم حقوقهم ويصون نتاج عقولهم وقرائحهم.
———————————-
★ هدى كريد- كاتبة وناقدة-
أستاذ اللغة والأدب- تونس
- الحياة تجدّد مستمرّ يسري في الانسان شاء أم أبى. والأشكال الأدبيّة تحافظ على عراقتها امتدادا لتاريخ يؤصّل الهويّة ويثبّت العربي في صراعاته الطّاحنة مع الآخر السّاعي إلى طمس الامجادالأثيلة.لكنّ الذّوق قد لا يسطيغ بلاغة القدم .وانّى له أن يقبل بما ثار عليه القدامى أنفسهم؟ إنّ الحداثة حداثات وإيقاع الحياة يجيز بسرعته ما استحدث و كان مناسبا له.
- القصة الومضة جنس مميّز له بلاغته تكثيفا واختزالا شديدين .مع عنوان يحيل على المتن . ولابدّ أن يتضمنّ مفارقة تدهش وتطيح بافق انتظار المتلقي. الحكمة كامنة فيها بالضرّورة وبعض محسّنات اللّفظ أو المعنى بما لا تكلف فيه.
قوّة الومضة في قدرتها على اختزال المعنى وتكثيفه ،تقول قولها المائز في كلمات محدودة والحال أنّ أصناف القصص الاخرى تحتاج الى كمّ يتفاوت طولا وقصرا .ومع هذا لا يمكن لكاتبها أن ينفلت عمّا اختزنه من قراءات واجناس سبقتها ومشاهدات تقتضي النّظر والتدبّر.
مثل قصتي الومضة
قلب
فكّروا ؛ كفّروا.
وليس يخفى انّها تكتب بطريقة مخصوصة وتنقيط معلوم. يمكنني الإقرار بهندسة بصريّة فيها محمولات تأويل رحيبة. وشذراتها تنطوي على قضايا حارقة. منها الواقعيّ والذّهنيّ ،
–لا تنشأ الأجناس طفرة وانّما تمتاح من غيرها. والومضة لم تولد من رحم هجين .هي برأيي جماع قدم وحداثة. ترتدّ إلى حكم الماضين وأمثالهم السّائرة وذخائر بلاغتنا ،وفي الآن نفسه تتفاعل مع ما ينتجه إبداع الحضارات الاخرى
هنا تكون القصّة الومضة انفتاحا على الهايكو مثلا فيما يقتضيه من قصر وقواعد تنحصر داخل إطار الطّبيعة والشّعور.
- تعرّفت الى هذا الفنّ من خلال مسابقة القصّة الومضة التي انشأها الاديب مجدي شلبي.وادليت بدلوي في كتابتها. كانت ترسل إليه ،يقيّمها ويبدي ملاحظاته حولها .هو معلّمي في هذ المجال وملهم الكثيرين من كتّابنا. التحقت بالقطار وهو يسير وأدرج اسمي في الجزء الرّابع من كنوز القصة الومضة سنة 2018.وقد فزت كثيرا في تلك المسابقات اليومية .علما وانّ الاستاذ مجدي شلبي يقرّ بريادتها وابتكاره لها سنة 2013.والحقّ أنّ بعض الأندية الفايسبوكيّة صارت تهتمّ بها .لكن لم أر من تعهدّها مثله.
خصّص لها عددا من الصّفحات الالكترونيّة مثل خصوصيّة الومضة القصصيّة .ثمّ أشرف على صفحة المسابقة اليوميّة في الومضة القصصيّة تشجيعا للكتّاب على تجريبها.
هذا علاوة على لقاءات اذاعية وتليفزيونية وتنظيم الملتقيات مثل الملتقى الأول لكتّاب ونقّاد وعشّاق الومضة القصصيّة في مكتبة مصر العامّة بالمنصورة
- ما من شكّ أنّ كتّابها استطاعوا فرضها ورسّخوا حضورها عبر بصمة ابداعيّة خاصّة .والجهود الجبّارة هنا وهناك تثبيت لمكانتها .والاهمّ أنّ قراءات نقديّة تهتمّ بها وبخصائصها .فالجنس لا يحيا الاّ بقوانين تضبطه ،وقد تستمدّ منه
-مزايا القصّة الومضة هي الحركة الانقلابيّة على الأجناس المماثلة لها ومجاراة جدّة العصر. ما العيوب ففي تشابه بعض الومضات وكانّ محدوديّة الكمّ جعلت البعض يقع في مآزق الافتتان بأعمال سابقة .تسقط في وهدة التقليد وان تبدّلت بعض الجزئيات.
——————————————————-
★إبراهيم الشابوري- كاتب وقاص وشاعر- عضو نقابة اتحاد الكتاب
مصر
- اللغة العربية لغة ثرية المفردات والمشتقات والصيغ وبناءً عليه فإنه من المنطقي ظهور أجناس أدبية جديدة تتواكب مع تطور العصر فتشبهه في سرعته مثلا ولا تتخلىٰ بحال عن الرصانة بالبلاغة والحكمة.
- نعم فالومضة القصصية جنس أدبي مستقل له هيئته التي لايصح إلا بها فهي تتكون
من العنوان وحبذا لوكان من كلمة واحدة موحية ثم المتن الذي ينسجم في شطرين سبب ونتيجة أو سالب وموجب تفصلهما الفاصلة المنقوطة ثم تنتهي بنقطة وهذا نموذج لشكل الومضة القصصية.
ورع
رسم نارا؛ تصبب عرقًا.
أما عن شروطها فتتمثل في
التكثيف
الإيحاء
المفارقة
الإدهاش
- الومضة القصصية هي فن التزاوج بين أدب التوقيعات “فن الحكمة” وفن القص
فهي قصة الحكمة أو حكمة القصة وهي بهذا التعريف فن عربي خالص قد أختلف في مسألة ابتكاره وإن كان الراجح أن مبتكره هو الأديب المصري مجدي شلبي وقد رعاه ووضع له شروطه وتبنى تعليمه لرواده الأوائل ومن ثم اشتهر هذا الفن الأدبي الحديث وذاع صيته نظرا لمواكبته روح العصر
- نعم أُختِلف في مسألة البداية لكن الراجح أن مبتكرها هو الأديب المصري مجدي شلبي وذلك بدمج فن أدب التوقيعات بفن القص ثم أنشأ الرابطة العربية للومضة القصصية ثم تتابعت المجموعات التي تهتم بهذا الفن فمنها من أسهم في رفعة هذا الجنس الأدبي ومنها من أفرغه من مضمونه
ومن المجموعات القوية
الرابطة العربية لمسابقات القصة الومضة للدكتورة سماح عبدالحليم
رابطة أدباء القصة الومضة
ويديرها الأستاذ حسن الفياض
وكثرة كاثرة من المجموعات على امتداد الوطن العربي
الومضة القصصية في العراق
الومضة القصصية في سوريا إلخ
- نعم و هناك الكثير من الكتاب
الذين أثروا هذا الجنس الأدبي و كانت لهم بصمات
واضحة المعالم في رفعة هذا الفن الأدبي الحديث منهم على سبيل المثال لا الحصر
الأستاذ مجدي شلبي
المهندس لقمان محمد
الأستاذ غريبي بوعلام
الأستاذة بهية الشاذلي
الأستاذ أحمد فؤاد الهاجري
الأستاذ أحمد عبده قاسم
الأستاذ حسن الفياض
الأستاذ مصطفى عمار
الأستاذ مصطفى نور الدين
الأستاذ عاشور زكي وهبة
الأستاذ طارق عثمان
الأستاذ أحمد طرشان
الأستاذة فاطمة محمد المخلف
الأستاذ أيمن دراوشة
وغيرهم الكثير الكثير يضيق
الوقت ولا تسعفني الذاكرة لحصرهم.
- مازالت الومضة القصصية في أوج انتشارها وقوتها مع أنها فن صعب لا يستهان به يقتضي الدقة والتركيز و القدرة على تطويع مفردات اللغة العربية لينتج نصا مكتمل البناء يترك أثرا في النفس عميقا وممتدا.
أخشى على مستقبل الومضة القصصية من كثرة المجموعات التي تميع شروطها وعناصرها وتسطح مفهومها جريا وراء الانتشار بكثرة المتابعين وقد لا أتجنى إذ قلت أن بعض القائمين على هذه المجموعات لا يعرفون ماهية هذا الجنس الأدبي فضلا عن روادها.
———————————
★عاشور زكي وهبة
كاتب ومضات قصصية
مغاغة/ المنيا/ مصر
- الإبداع الأدبي لا حدود له ولا ضفاف.. بالنسبة للقوالب الأدبية الحديثة التي نسميها مجازا بالأدب الوجيز نثرا وشعرا، وهي في النثر أكثر لها أسبابها، أذكر منها مثلا أننا في عصر السرعة، وقد طغت نماذج ثقافية أخرى على القراءة مثل السينما والمسرح التي تخاطب النسبة الكبيرة من الجمهور.. فكي يعود الجمهور إلى القراءة كان من المناسب لجذبه استخدام الأدب الوجيز من ومضة هايكو متلازمة.. إلخ تخاطب عقله في كلمات معدودة لا تأخذ من وقته الكثير؛ ولكن تدفعه للتفكير في هذه المفردات الوجيزة: ماذا يعني الكاتب؟!
وكلما كان الكاتب موفقا في الاقتراب من هموم المواطن العادي، ومجيدا في أسلوبه وجذب الجمهور البسيط للتفكير، كان ناجحا وبلغ مراده في التحفيز على القراءة.
- بالنسبة للومضة القصصية أو القصة الومضة، لن تختلف على التسمية فلها خصوصيتها وشروطها وعناصرها التي تميزها عن غيرها من القوالب الأدبية الأخرى.. وقد تحدث عن ذلك الكثيرون الذين يجيدون كتابة الومضة القصصية.
ومن أهم عناصرها التكثيف فهي لا تتعدى ثماني كلمات.. لها عنوان يوضع منفردا في الأعلى يكون في الغالب كلمة واحدة لا يدخل في متن الومضة، أي ليس جزءا منها؛ لكنه مدخل لها يعبر عن مكنونها ومضمونها، على ألا يكون كاشفا لها.
العنصر الثاني المهم المفارقة، وحياتنا المعاصرة مليئة بالمفارقات…
إذ أن الومضة القصصية تتخذ سمات عملية سقوط الغيث من السماء.. تكثيف.. رعد.. برق.. ومنها جاء اسم الوميض.. صادمة للعقل تشحذه على التفكير في هذه المفردات الوجيزة لما لها من مفارقة وإدهاش.
وهذا هو الغرض من المطر.. وجعلنا من الماء كل شيء حي..
وحياة الإنسان المعنوية قبل المادية في التفكير الناقد للحياة، وما بها من مفارقات غير منطقية… هدف الومضة القصصية.
- الومضة القصصية تتبع النثر؛ لكن لا يعني ذلك أنها بعيدة عن لغة الشعر في المحسنات البديعية كالشجع بين شطري الومضة والجناس والطباق والتضاد… إلخ.
والومضة القصصية ابنة شرعية للقصة القصيرة جدا التي تشترك مع الومضة في الكثير من العناصر: التكثيف/المفارقة/الإدهاش.
- للومضة القصصية جذور في الأدب العربي القديم: أدب التوقيعات أو الحكمة.. إذ تكون الومضة إيجازا لحكمة او مثل بليغ يود الكاتب إيصاله لعقل المتلقي..
بالنسبة لعلاقة العبد لله بالومضة:
تعلمت الومضة القصصية أولا خلال تواجدي في مجموعة كتاب ومبدعو القصة القصيرة جدا لرائدها الفلسطيني عماد أبو حطب، وكان هناك حديث أسبوعي عن الومضة القصصية برعاية الكاتب الأردني حيدر مساد..
ثم اشتركت في مجموعة الرابطة العربية للومضة للرائدة سماح عبد الحليم، ثم مع الأستاذ حمدي عليوة وفن القصة الومضة، وجاءت مشاركتي في مجموعة المسابقة اليومية للومضة القصصية لرائدها أستاذنا الأديب مجدي شلبي الذي حببني في فن الومضة القصصية، وكان له بالغ الأثر في التشجيع للكتابة فيها للكتب القيمة التي أفردها لها، وهذا لا يقلل من دور السابقين في التركيز على هذا الفن الأدبي الوجيز.
- الأدب في تجدد دائم، لكن الومضة القصصية تعتبر اللبنة الأخيرة في البناء القصصي، لما تحمله من فكر وتكثيف وإدهاش ومفارقة.
وقد ذكرت بعضا ممن أثروا في العبد لله تحديدا في التشجيع والتحفيز للكتابة في الوميض.. بجانب الأساتذة: أيمن خليل، خيري الأزغل، مصطفى الخطيب، مصطفى عمار، أنور السياري، بهية إبراهيم الشاذلي، إبراهيم الشابوري، مهاب حسين مصطفى.. وغيرهم الكثيرون لا تسعفني الذاكرة لذكرهم.
- حاضر الومضة القصصية: آمال وآلام.
الآمال كثيرة معقودة على الومضة القصصية في أن تكون القاطرة التي تدفع الجمهور العربي للقراءة بعد أن أصبحنا:( أمة اقرأ التي لا تقرأ).
لدى الكثيرون مت البسطاء أصدقائي في العالم الأزرق تعجبهم ومضاتي.. حتى أنهم حينما يروني في الواقع يسألونني عن أخر ومضة.. وإذا لم يسعفه تفكيره في معرفة المغزى أشرحه له ببساطة تناسب طبيعة تفكيره.. أليس هذا هدفا نبيلا من وراء الومضة القصصية: أن تجعل الإنسان العادي يقرأ هذه الكلمات الوجيزة التي لن تأخذ من وقته إلا ثوان معدودة، تدفعه للتفكير لما تعنيه في دقائق ويفسرها حسب تفكيره.
بعد طغيان الصور المتحركة في وسائل التواصل الاجتماعي والأفلام السينمائية والمسلسلات التليفزيونية على الاستحواذ على الجمهور العربي، كان للومضة القصصية دور في شد وجذب هذا الجمهور إلى القراءة.
وكما لكل شيء في الحياة مزايا وعيوب.. فإن للومضة القصصية مزايا ذكرت إحداها بأن تكون جذب المواطن العادي للقراءة في الأجناس الأدبية الحديثة كالقصة والرواية.
فإن قلة مفرداتها جعلت الكثيرون يخوضون فيها دون روية في أنها من جنس الأدب السهل الممتنع.. تحتاج إلى كاتب مطلع خبير، وليس كاتبا يرص بعض مفردات تقريرية كالخبر الصحفي لا إدهاش ولا مفارقة.
وقد شجعت بعض المجموعات الأدبية على ذلك بنشر لنصوص ليست من جنس الومضة القصصية، وتعطي شهادات تقديرية حتى أضحى الأمر إسهالا واستسهالا في الكتابة لفن الومضة القصصية أخرجها من فحواها وهدفها في الرقي بالأدب عموما والنثر خصوصا.
المستقبل للومضة القصصية بإذن الله.. لأنها فن السهل الممتنع.. ولا يصح إلا الصحيح، والجمهور المتذوق للأدب يفرق بين الومضة القصصية الراقية من الكلام الخبري المرصوص في كلمات وجيزة..
تقبل تحياتي صديقي العزيز المبدع مصطفى عمار متمنيا لك وللجميع دوام التوفيق بإذن الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
————————————————————-
★ عصام الحاج عزمي وزوز. كاتب- الكويت
– حقيقة إن مواكبة التطورات التي تطرأ على العالم كالتكنولوجيا ومجالات العلوم المختلفة؛ يلمس حاجة الأدب العربي لمثل هذه القوالب؛ لأن في ذلك تجاوزاً لحالة السردية في القوالب التقليدية التي تتطلب وقتاً للقراءة واكتساب فوائدَ وعبرَ تضيف إلى القارئ مزيداً من إدراك، وتسمح له حرية في التطور المطلوب.
– الضرورة في التشدد لتتبع الأسلوب المتفق عليه بين مؤسسي هذا اللون الأدبي الوجيز، لابد أن يخرجه عن الألوان الأدبية الأخرى بل ويزيد في تأكيد تلك العناصر المميزة كالعنوان المُنكّر، والفاصلة المنقوطة بين شطري الومضة، ومن ثم معنى الشرطية في بنائها الذي يتسم بالابتكار غير التقليدي، يضاف إلى ذلك التكثيف المحدد بعدم تجاوز كلماتها الثمانية.
- انطلاقاً مما تم الاتفاق عليه من شروطٍ لبناء كل فنٍ على حدى؛ منعاً لتداخلها، أو الخلط بينها، وحيث أن اللغة العربية تمتاز عن اللغات الأخرى بلاغة وبديعاً، فإن أي علاقة بين الفنون الأدبية أساسها تلك الخطوط التي ترسم حدودها، فنجد في فن الهايكو مثلاً لابد من الآنية، والمشهدية والتنحي، وعدم المجاز، بينما في القصة القصيرة جدا لا تلتقي معها أبداً، مع أن الجميع لا يستقيم بناؤه إلا بما جاءت به العربية من نحو واستخدام تحدده.
وهذا لا يتفق والأدب الغربي في شيء.
– بالرجوع إلى ما يزيد عن عقد من الزمان، أعتقد أن بداية هذا اللون الأدبي كانت بفضل المدرسة المصرية، حيث أنها السبّاقة في طرحه، والأخذ بيد الكاتب والمثقف.
ومن أقدم الروابط والمجموعات الأدبية في الفضاء الأزرق أذكر: رابطة أدباء القصة الومضة، ومجموعة كتّاب ومبدعو الومضات.
كما أعتقد أن أول من كتب في القصة الومضة، ويرجع سبب انتشارها على هذا النحو هو الأديب المصري/ أ. مجدي شلبي، وهي من المنابر التي كان لي شرف المشاركة فيها، والتعلم منها.
- أمّا عن مواكبة التجديد الإبداعي، فأكيد أن الأدباء الذين خاضوا مضمار القصة الومضة وأسهموا في التعبير عنه، ودفعوا إلى الإبداع الدفّة التي قادوا من خلالها تلك السفينة، تاركين بحّارة متقنين في كل ميناء يحطون فيه، ك/ أمجدي شلبي، وأ. حسن فياض، و د. سماح عبد الحليم من مصر، وأ. محمد طارق محمود من الأردن، وأ. المصطفى الصغوسي من المغرب، وأ. غريبي بوعلام من الجزائر، وغيرهم الكثير.
- إن القصة الومضة تتجه نحو التأصيل، واعتمادها لوناً أدبياً له خصائصه وشروطه التي تميزه عن غيره، رغم ما يشوبه من فتور بين الفينة والأخرى قد يرجع سببه إلى عدم التفرغ التام للذين يأخذون على عاتقهم مسؤولية نشره، والتنظير له.
والميزة الأهم: تكمن في التكثيف، واحتواء البلاغة المطلوبة التي تؤهلها لأن تختصر الإسهاب، وتعبر عن المثل:
(خير الكلام ما قلّ ودل)
وإن من الإنصاف أن نقول أنّ ما يعيب هذا اللون تساهل كُتّابه في شروطٍ قد يرون عدم وقوعها في دائرة الأهميّة عندهم.
وفي المتابعة لنشر هذا اللون بين متلقين جدد يسهم اسهاماً كبيراً في خلق حالة متطوّرة له، دائمة الخضرة في إبداعه؛ لعلّ هناك من يزيد.
——————————-
★عبد المجيد بطالي – كاتب وناقد- المغرب
– بداية أقول أنه لا شيء يثبت على حال.. فكل شيء في تغيير مستمر، نتيجة عوامل سوسيوثقافية وسوسيولوجية وانثربولوجية وفكرية؛ إضافة إلى عوامل تحدث حسب متطلبات العصر والحداثة.. فيحدث بذلك تجديد وإضافات وتأثيرات على مستويات الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية وغيرها.. والأدب والإبداع عموما يتأثر بهذه الإحداثيات المختلفة كباقي جوانب الحياة العامة.. لذلك فقد حدث فعلا حركية أدبية متأثرة بتراكمات الماضي ومستشرقة لمتطلبات الحاضر ومستقبله الحداثي المختلف.. أمام هذا الحراك الأدبي، وفي خضم هذه المتغيرات ولدت أصناف أدبية، واستحدثت أشكال أخرى؛ وثم إحياء ألوان أدبية، ومن ذلك ما ذكرتم من (قصيدة النثر؛ وقصيدة الهايكو؛ والقصة الومضة وغيرها..) وما سمي الإبداع إبداعًا إلا لأن طبيعته تقتضي الخلق والتجديد مسايرة للعصر وقضاياه المطروحة على الأديب شاعرا كان أو قاصا أو روائيا..
– طبعا؛ فالحديث عن (الومضة القصصية أو القصة الومضة) يقتضي بالضرورة الحديث عن المقومات الفنية والسردية لهذا الفن القصصي المستحدث؛ المتولد عن فن التوقيعات… وقد أشرت في كتابي “خطاب الومضة القصصية التصور والإنجاز – دراسة تشريحية” إلى “المرتكزات الأساسية التي بها يتم البناء المتكامل لهذا الخطاب السردي الوامض… ومنها: العنوان/ العتبة، والاختزال/ التكثيف؛ والمفارقة؛ والإدهاش؛ والإيحاء؛ والمباغثة…” ص/ 7، وهذه تقريبا مجمل الخصائص التي بها يكون النص/ القصة الومضة، نصا ناجحا.
– طبعا؛ فالحديث عن (الومضة القصصية أو القصة الومضة) يقتضي بالضرورة الحديث عن المقومات الفنية والسردية لهذا الفن القصصي المستحدث؛ المتولد عن فن التوقيعات… وقد أشرت في كتابي “خطاب الومضة القصصية التصور والإنجاز – دراسة تشريحية” إلى “المرتكزات الأساسية التي بها يتم البناء المتكامل لهذا الخطاب السردي الوامض… ومنها: العنوان/ العتبة، والاختزال/ التكثيف؛ والمفارقة؛ والإدهاش؛ والإيحاء؛ والمباغثة…” ص/ 7، وهذه تقريبا مجمل الخصائص التي بها يكون النص/ القصة الومضة، نصا ناجحا.
– مما لا ريب فيه أن الإبداع عموما من سماته الانفتاح؛ بل يمتاز بهذه الخاصية التي تكسبه مساحة واسعة للامتزاج والاختلاط بالفنون الأدبية الأخرى.. وقد عرف (فن القصة الومضة) المتح من فنون أدبية قريبة من طبيعته؛ كأدب التوقيعات الذي يعتبر قاعدة تأصيلية له، بالإضافة إلى نهله من القصة القصيرة جدا.. ومن الأدبية والشعرية بتوظيفه لانزياحات بلاغية وأسلوبية ودلالية في عموميته… وهذه العلاقة تقوم على آلية التأثير والتأثر بين شتى الفنون الأدبية كما هو الشأن في الرواية والقصيدة الحداثية وغيرها.. وهي خاصية الإبداع عموما كما سبقت الإشارة إلى ذلك سواء كان الأدب غربيا أو عربيا.
– الاختلاف أمر طبيعي في كل شيء أبدعته البشرية، حتى النظريات الكبرى الفلسفية والاجتماعية وغيرها؛ وكذا التنظيرات المبتكرة في ميادين العلوم الإنسانية، كل ذلك اجتهادات العقل البشري وليست وحيا منزلا.. فالنسبية والذاتية من خصائص الإبداع.. وإلا فلا تجديد ولا تطوير ولا ابتكار، ومن هنا جاءت ولادة فن القصة الومضة من رحم (التوقيعات) باعتباره فنا يقوم على الاختزال بامتياز، كما ذهب إلى ذلك شوقي ضيف، في كتابه: “تاريخ الأدب العربي/ ج 3 – العصر العباسي الأول” ط، 8، دار المعارف، القاهرة، ص: 489.
وهناك مجموعات ورابطات كثيرة ظهرت في السنوات الأخيرة تهتم بهذا الفن الوليد فأقيمت المسابقات تشجيعا على الكتابة فيه.. وقد أبلت (الرابطة العربية للقصة الومضة 2013) بريادة الأديب الكبير مجدي شلبي البلاء الحسن، في التأسيس لها والدأب على الحفاظ على عودها الغض حتى أينعت شجرتها، وبسقت فخرجت بعدها
فروع ومجموعات كثيرة تتسابق على احتضانها فأسس الأديب (أيمن خليل) مجموعته روائع الومضات وأسس راسم الخطاط مجموعته (وهج الحروف).. وغيرهم كثير يضيق المجال لذكرهم، ولا ننسى أنه قد كان أصحاب هذه المجموعات أعضاء في رابطة الأديب مجدي شلبي يشاركون في المسابقة وينشرون ومضاتهم القصصية على صفحة الرابطة..
كثيرة هي أسماء الأديبات والأدباء الذين كتبوا/ ن في فن القصة الومضة بشروطها الصحيحة ومعاييرها الفنية السليمة، ولا أستطيع هنا ذكر أسمائهم/ ن، لكن يكفي أن يعود الباحث المهتم إلى كتاب: (كنوز القصة الومضة) لمجدي شلبي في أجزائه الأربعة، لمعرفة الأسماء اللامعة في كتابة القصة الومضة.. كما تجدر الإشارة إلى أن هناك من ألَّفَ مجموعته القصصية في هذا الصنف الأدبي، فنذكر من ذلك “بعث” للأديبة اسمهان الفالح، و”برق الأماني” للأديب أحمد عبده قاسم، و”رونق الوميض” للأديب إبراهيم الشابوري، و”أجاج” للأديب حيدر مساد وغيرهم… إلاَّ أن التأليف في هذا الفن لازال يحتاج إلى مزيد من الاجتهاد حتى يقدم أرضية صلبة وتربة قوية تحفظ للقصة الومضة جذورها وكيانها وسيرورتها.. وأيضا لتفسح المجال واسعا لتأسيس نقد أكاديمي يؤصل لها، ويضمن لها حضورها في الساحة بين الفنون الأدبية الأخرى.. ولا يوجد لحد الآن كتاب نقدي يجمع بين التصور والتطبيق يواكب هذا الفن الأدبي، إلا ما حُزنا به قصب السبق من كتابنا النقدي الموسوم بـ “خطاب الومضة القصصية، التصور والإنجاز – دراسة تشريحية” الصادر عن (دار النيل والفرات للنشر والتوزيع) مصر، القاهرة، في طبعته الأولى 2020.
– فعلا لقد استطاع كثير من كتّاب القصة الومضة الحقيقيين التعبير عن حالة التجديد والتجدد وذلك بتناولهم قضايا المجتمع وإشكالاته الاجتماعية والفكرية والإنسانية المختلفة من خلال ما أبدعوه من نصوص أدبية في هذا النوع الأدبي والأمثلة على ذلك متواترة في أجزاء كتاب (كنوز القصة الومضة) وفي كتابنا السالف ذكره.. أما نجوم الومضة القصصية الذين تركوا بصمتهم في هذا المجال فلا يمكن حصرهم هنا، ويمكن الرجوع إلى المجموعات على (الفيس بوك) وإلى الكتب التي ذكرتها سابقا للبحث عن أديبات وأدباء أبدعوا وتميزوا بومضاتهم القصصية.
– لا شك أن حاضر (القصة الومضة) رهين بحضورها كفن أدبي شأنه شأن القصة القصيرة جدا، والومضة الشعرية، والهايكو، والشذرة.. وغيرها من الفنون، وبكتابها المميزين الذين أحبوها فصنفوا فيها كتبا ووضعوا لها أندية ومجموعات ورابطات، تستطيع من خلالها البقاء والصمود وهو ما يحدد مستقبلها ووجودها بين مختلف الأصناف الأدبية.. وقد تميزت (القصة الومضة) بومضيتها التي امتاحتها من اسمها فكانت بذلك التعبير الأقرب إلى مسايرة عصر السرعة، بتكتيفها للفظ واتساع حمولتها الدلالية، وما تمنحه للمتلقي من انفتاح على تأويلات وقراءات متعدد لما وراء بنيتها التركيبية المختزلة.
——————————————–
★سعيد عبد السلام أبو حجر
قاص وروائي، ومحكّم للقصة الومضة. ليبيا- بني غازي
–لا نستطيع أن نقول إن الأدب العربي في حاجة إلى هذه القوالب، فالأدب العربي غني بما فيه من تنوع واختلاف، لكن التجديد والتنوع في الأدب شيء حسن، خاصة أن هذه الأنواع من الأدب لم تُنقل كما هي، لكن اكتست بالطابع العربي، وقضية التجديد في الأدب ليست وليدة هذا العصر، حيث نجد أن الأدب العربي سبق أن مرّ بالتجديد، والشواهد كثيرة، منها: المقامات، والموشحات، والمخمسات،…إلخ.
- القصة الومضة نوع حديث من السرد، نستطيع القول إنه نضج مع بداية القرن الحادي والعشرين، وبناؤها له شروط، لابد أن يكون لها عنوان، وهذا العنوان يعبّر عنها بشكل دقيق، كذلك تعتمد على جملتين فعليتين قصيرتين، كالمدّ والجزر، أيضًا لا بد أن تحمل مضمونًا، أنها تعتمد على الإدهاش، ولا تخرج عن قالب السرد، وهي نوع صعب جدًا من أنواع السرد، فالكاتب لا بد أن يملك قدرة عالية جدًا على التكثيف.
- ربما أقرب شيء للقصة الومضة في الأدب العربي الأمثال والحكم في التراث العربي، ووجه الاختلاف بينهما أن المثل في الأدب العربي ليس له عنوان، ولا يأتي دائمًا في قالب سردي، كما هو الحال في القصة الومضة، كذلك في الومضة القصصية شخصيات، والمثل أو الحكمة لا يشترط فيها طول معين، وإن كانت في أغلبها قصيرة.
- ربما لا نستطيع تحديد منشئها على وجه الخصوص، لكن ما أعلمه أنها ظهرت في الوطن العربي على يد الأستاذ مجدي شلبي الذي جعل لها مسابقة يومية، واهتم بها، ففي علمي هو رائدها في الوطن العربي، كذلك د. سماح عبد الحليم كانت من السباقين في الاهتمام بها، أما من كتبوا فيها فهم كثر من جميع أنحاء الوطن العربي، ولا أريد ذكر أسماء؛ حتى لا أظلم بعضهم بآفة النسان.
- نعم، استطاع كثير من كتاب القصة الومضة التعبير عن حالة التجديد، وإن كثير ممن يكتبون في هذا اللون من الأدب يتخبطون، ولا يدركون ماهية هذا الأدب، لكن ظهر كثير من هؤلاء الكتّاب، ونقشوا أسماءهم على حائط التاريخ، وكما قلت لك هم كثر، وأخشى أن أنسى بعضهم.
- من أهم مزايا القصة الومضة أنها تحاكي الواقع الذي نعيشه، فأغلب القراء لا يميلون إلى النصوص الطويلة التي تستهلك وقتًا في القراءة والتحليل، كذلك القصة الومضة تنتهج الإيجاز، وهو شرط من شروط البلاغة، بل إن بعض النقاد عرّف البلاغة بأنها الإيجاز، ومن عيوبها أنها لون جديد نوعًا ما على الثقافة العربية، وليس من السهل أن يتقبلها المجتمع العربي بسهولة، كذلك تقييدها في كلماتها اليسيرة، وجملها القصيرة يجعلها صعبة عند الكتاب، والقرّاء، فليس كل أديب يستطيع أن يكتب في هذا اللون، وليس كل قارئ يفهم مضمون القصة الومضة.
————————–
★عبد الكريم بالوش- سورية
كاتب وناقد ومحكم للقصة القصيرة والومضة
- نعم يحتاج الأدب العربي لمثل تلك القوالب الأدبية ليواكب مستجدات التطور العلمي ويواكب سرعة نقل الأفكار ومباشرة تلقيها إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي
- لاشك في ذلك فالقصة الومضة شروط يجب التقيد بها وكذلك فلهذا الفن عناصر خاصة تميزه عن غيره من الفنون الأدبية٠وكما هو معروف في خصائص هذا الفن عدد الكلمات وطريقة كتابتها من متن وخاتمة هي القفلة وعندها تبرز قوة الومضة من عنصر الدهشة والمباغتة لدى المتلقي الذي يستقبلها وطبعا لثقافته وسعة معرفته ٠أريد هنا أن أتحدث عن العنصر الأول وه العنوان الذي كثيرا مت يكون عند الكاتب مجهدا له عند الاختيار فالعنوان ذاك الفضاء المحدد ببساط يجول فوق ما تسرده الكلمات من متن وقفلة العنوان يترك للمتقين ذاك البساط يجول فوق روضة المعنى إن ابتعد يشده من جديد وهنا يقول مهلا فقد تجاوزت الحدود
- لاشك أن القصة هي بلاغة في قوة التعبير وجزالته هي موجودة في الأدب العربي لكن هي في الحكمة التي تنجها تجارب الناس في المجتمع وما الأمثال الشعبية إلا ومضات من الحياة٠واعتقد أن الأدب الغربي أسبق إليها لفن حديث وإن اختلفت الشروط وتباينت العناصر وكذلك الأهداف. ويمكن أن نقول أن القصة القصيرة جدا جدا تصب في ذات القصيد اختزال وجزالة بكلمات قليلة.
- بالنسبة لي فقد عرفت وجود هذا الفن الأدبي الرائع الجميل مع دخول إلى هذا العالم بوسائل الاتصال الحديثة. وبفضل تلك الوسيلة تكونت المجموعات الأدبية وتمت المشاركات من قبل الكتاب وأضحى مع فنا يستقبل الكثير من المثقفين إذ ممالا شك فيه فإن كتابة الومضة بدت سهلة في البداية لكن مع التواصل وتعدد المجموعات أصبحت القصة الومضة مقصدي لكثير من الكتاب الذين ابدعوا في كتابتها بناء ومعنى.
وبالنسبة لي فقد واحدا ممن مضو في عشق هذا الفن فكتبت العديد من الومضات، وساهم في تقييم الكثير منها في أكثر تلك المجموعات كما كان لي قراءة العديد من الومضات المتقنة كمعجب بها وناقد لها. أتمنى من ذكر تلك المجموعات خشية السهو لبعضها.
وقد كان لي شرف صداقة كثير من كتاب وأداء قدموا لهذا الفن جهودا كبيرة وكانوا من الغيار على تأصيل هذا اللون الأدبي الرائع. هم كثر وأخشى إغفال أحد منهم. لكن من بقي إلى الآن متابعات لهذا الفن وقدم الكثير الأستاذ مجدي شلبي واقولها وبصراحة معه تعلمت أصول كتابة الومضة وأذكر هنا من ابتعدوا وكانوا اعلاما بذلوا من خلال منتدياتهم جهودا كبيرة الأساتذة حسن الفياض. أيمن خليل.. راسم الخطاط. والدكتورة سماح عبد الحليم أذكرهم لأنهم تركوا المتابعة وتحية لكل الأدباء الذين ما زالوا في مجموعاتهم يسيرون بها إلى النجاح ولي الشرف ان أكون معهم كاتبا وناقدا ومحكما.
- حاضرها جميل وستبقى الومضة الفن الأدبي الجميل طويلا وكما أسلفت فإنها تواكب العصر بسرعته. مزاياها معروفة السرعة الاعتزال سرعة المتلقي والقبول. هنا يمكن القول أن الكتابة بشكل عام هي جرأة والقصة الومضة عند من يكتبها لا تجعل من تلك الجرأة مشكلة لكنمع التكرار يقف الكاتب يخشى الوقوع في الخطأ من حيث البناء وكذا المعنى ويجد أن الومضة ذاك البريق لا يشع بسهولة. القصة الومضة وبتقديري ستبقى أمدا طويلا تحاكي أختها القصة القصيرة جدا وتلازمها .
—————————
★عبد الهادي حسن الموسى- كاتب وقاص- سورية
– في عصر السرعة وتعدد وسائل الاتصال الحديثة والبرامج العديدة من فيس وتويتر أصبح مناسب لها الفنون الأدبية الوجيزة فلم يعد للإنسان وقت لقراءة المطولات.
– بالتأكيد الومضة القصصية لها شروط وعناصر نستطيع أن نؤج ها بعدة نقاط منها:
التكثيف
المفارقة
الادهاش
أن يكون العنوان موحيا غير كاشف لمضمونها.
هناك علاقة مع الفنون الأدبية الأخرى خاصة القصة القصيرة جدا من حيث التكثيف والمفارقة والاختصاص.
- للقصة الومضة أو الومضة القصصية جذور في الأدب العربي متمثل في الشذرة أما في الوقت الحالي فبرأيي أن الأديب المصري مجدي شلبي له بصمات واضحة في تأسيس الومضة القصصية و ضع ضوابط وشروط لها من خلال مجموعة المسابقة اليومية الومضة القصصية والكتب التي أصدرهاعن هذا الفن الأدبي وما تضمنته من نماذج جميلة ورائعة.
- شاركت بعدة مجموعات تهتم بالومضة القصصية منها: المسابقة اليومية الومضة القصصية وكان لها الدور الأكبر بفضل توجيهات وملاحظات الأستاذ مجدي شلبي في الوصول إلى ومضة قصصية متقنة وصحيحة، ورابطة القصة الومضة سورية وحروف بعطر الأمس والديوان وطن الضاد الاستاذ محمد وجيه…والعديد من المجموعات.
القصة الومضة حققت قفزة مميزة في الفيس ووجود مجموعات أدبية أهتمت بها وخصصت لها مسابقات دورية ساهمت ببروز أقلام فالومضة فن ادبي سهل ممتنع جمع الإيجاز والدهشة والحكمة.
ظهرت عيوب منها الوقوع في مطب الخبرية واستسهال كتابتها لتظهر نماذج كثيرة لا تعدو عن كونها صف كلمات وتفتقد لأبسط شروطها.
- استطاعت العديد من الأقلام ومن عدة أقطار عربية إلى مرتبة التجديد وكتابة ومضة قصصية مدهشة ولافتة منها على سبيل المثال لا الحصر: محمود ميلان _علاء السوري_يوسف المحيثا ي__مهدي الصالح(سورية) غريبي بوعلام(الجزائر) رندا المهر(الاردن) يحيى القيسي_حكمت صابر العبيدي (العراق) ايمن خليل_ بهية الشاذلي(مصر).
——————————
★سكينة جوهر.
شاعرة فصحى. عضو اتحاد كتاب مصر
–التجديد في اي عنصر من عناصر الحياة شيء جميل ورائع، بل وتستدعيه طبيعة البشر وتوالي الزمن، والجمود من مظاهر التردي واللاتقدم..
وما ظهر في اﻷونة الأخيرة من أشكال أدبية حديثه خاصة في فرعيه اﻷساسين الشعر والنثر دليل تجديد رائع ودليل ثراء على ساحة اﻷدب المصري والتي تبرهن أنها ليست بمعزل عن اﻷدب العربي والعالمي…
فقصيدة النثر والهايكو العربي والقصة الشاعرة والقصة القصيرة جدا والومضة الشعرية والسردية…الخ من قوالب شعرية ونثرية جديدة لهي حتم على واقعنا اﻷدبي والمنكر لها رافض للتجديد.. دافن نفسه في قوالب القديم فقط..
ولكن للقديم أصالته وبريقه الذي لا ينكر أحيانا.. وهو في (الشعر ) مثلا ديوان العرب وسجل حياتهم الذي تعرفنا من خلاله على مناحي حياتهم وكل أخبارهم.. ويجب المحافظة عليه والزود عنه بما لا يتوافق مع الحرص على التجديد واستقباله بحفاوة مراعاة لسنة الله المتجددة في كونه وطبيعة الحياة والتحرر من الجمود.
- القصة الومضة هي التطور الطبيعي في عالم السرد لما كان يسمى قبلها بالقصة القصيرة جدا
ومن اسمها(الومضة) الذي هو مشتق من الوميض وجذرها الفعل الماضي (ومض) بمعنى لمع بسرعة ثم اختفى دلالة على أنها يمكن أن تكون مكثفة لدرجة كلمتين فقط.. ولكن يحملان من الرمزية السردية الكثير.. مثل قولي (قابلته.. فتوارى)
هنا التكثيف واضح جلي في هذه الومضة السردية إلى جانب ما تحمله من إدهاش في الرمز ومدلولات الفعلين (قابلته… توارى) ثم الربط بينهما بالفاء العاطفة.. وما يحمله الفراغ ما بين الفعلين من أحداث يستدرها خيال القارئ المتفهم لمعنى (الومضة)
- لاشك أن للأدب الغربي منذ منتصف القرن التاسع عشر وأوائل العشرين أثره البالغ على أدبنا العربي في تلك الفترة.. وتلاقح اﻵداب يكون نتاجه جميلا إذا لاقى الساحة الخصبة المواتية لذلك.. والقصة الومضة أصلها غربي بلاشك.. ولكن لا ننكر بوادر أولى في أدبنا العربي فيما كان يسمى ب (التوقيعات) في العصر العباسي…
- لأن السؤال الرابع يطلب مجموعات اشتركت فيها في كتابة القصة الومضة
وللأمانة انا لم اشترك في مجموعات في كتابتها…
- اعرف طبعا ان من أوائل من كتبوا القصة الومضة إرنست هيونداي 1925م
وقته الومضة المشهورة هي حذاء للبيع
حذاء طفل لم يلبس قط…
مع أن هناك من النقاد من يقول إنها نسبت عليه خطأ…
وتبعته ناتالي ساروت في عدة قصص ومضة… وروج لها الكثير من المحررين في الغرب في مجلاتهم وجرائدهم…
وعندنا اﻵن في مصر اشهر من يكتبها ويعنى جيدا بها وبتاريخها وينظم لها المسابقات . بل يقول البعض انه مخترعها استاذنا مجدي شلبي
ولكن حقيقة وإن كنت استطيع جيدا كتابتها .. انا لم أكتبها..
لعدم إيماني الكامل بها . ولأنها تتماهى مع فنون أخرى قريبة منها مثل القصة القصيرة جدا أحيانا وو مع الموضة الشعرية أحيانا أخرى…. الومضة الشعرية…
- حاضر القصة الومضة كحاضر أي فن أدبي لو وجد له مريدين ومؤيدين له ومدافعين عنه..
وفي ظني انه بالفعل يزدهر.. وله المستقبل ..لماذا ؟؟
لأنها من أبسط الفنون اﻷدبية على الكاتب الواعي المثقف فيكفي ستة كلمات أو أحيانا أقل لكتابة ومضة قصصية…
- اعتقد. لو تفرغت انا لها وآمنت بها اﻹيمان الكامل على استعداد أكتب عشرين ومضة قصصية وأكثر في اليوم الواحد
بكل ما تعنيه الومضة القصصية من معاني التكثيف والرمزية والدهشة والجذب…. الخ هذه العناصر التي لابد من توافرها فيها.
——————————–
★رندا المهر– كاتبة –الأردن
- أجل زمننا زمن السرعة، والقارئ يضجر من القصص الطوال بسبب التكنولوجيا… يجب أن نواكب العصر.
- أجل لها عناصرها شطرين بينهما علامة الفاصلة المنقوطة والشطر الأخير ينتهي بإشارة الوقف
لكن لا أظن أن لجان التحكيم محددة شروط…
على سبيل المثال
مرة أرسلت ومضة لأستاذ مجدي شلبي ونفسها لأستاذ حسن الفياض
أحدهما قبلها والآخر لا.
وهي
شوق
أظمأه الحنين؛ روته الصور.
قبلها أستاذ مجدي شلبي ورفضها أستاذ حسن الفياض.
كما أن تعريف الومضة يختلف فلدى أستاذ مجدي شلبي المثل يعتبر ومضة بينما عند أستاذ حسن الفياض لا يعتبر ومضة
فعلى أي شرط اعتمد الاثنان؟
أضف إلى ذلك أن الفاصلة المنقوطة من عناصر الومضة لأستاذ مجدي شلبي لكن إن كانت قصصية فيجب أن تكون الفاصلة.
ومثال على ذلك…
خدعة
أطلقوا الحمام؛ لاحقوه بالسهام.
هنا يقول أستاذ مجدي شلبي هذه الجملة ومضة لكن لا تحتمل علامة الترقيم الفاصلة المنقوطة… يجب أن تكون فاصلة
هكذا…
خدعة
أطلقوا الحمام، لاحقوه بالسهام.
وهنالك حكام كثيرون ولكل شروط ..فلم تصل او يعتدل بعد ميزان الومضة طالما هنالك اختلافات فيها.
- أجل هنالك تماس…
فلقد أصبحت القصة بحد ذاتها قصة قصيرة او قصيرة جدا، لا تخلو من الدهشة والقفلة. لزاما عليه أن يدرس الومضة جيدا.
- لا أعرف من منشئها، فالكل يتسابق على أن يكون كريستوفر كولمبس.
– هنالك مبدعون في القصة الومضة كثيرون إن توحدت الشروط والعناصر… لكن نحن لا زلنا نتأرجح؟
- يجب أن يعنى بها إعلاميا وأن يجتمع من نادوا بها ويوحدون كلمتهم فيها بعين الرضا.
فلا زالت في محض التجريب.
______________________________________
★فلاح العيساوي– العراق
قاص وروائي
عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
– العرب في الماضي قبل الإسلام كانوا أهل شعر وخطابة ثم جاء القرآن الكريم الذي احتوى على الكثير من القصص ثم دخل السرد الحكائي في زمن العباسيين من خلال كليلة ودمنة لابن المقفع وألف ليلة وليلة وصولاً إلى زمن الرواية العربية والقصة القصيرة والقصيرة جداً ثم الومضة القصصية… فلا ريب ان التطور والتجدد هي حالة إيجابية والإنسان مفطور على حب الخلق والابتكار ولا أعتقد ان الابتكار في الأدب العربي سيقف عند حد.
– قطعا لكل جنس أدبي أو نوع أدبي هيكل وشكل معين يعرف من خلاله وله شروط ومعايير تميزه عن بقية الأجناس والأنواع الأدبية، والقصة الومضة كذلك لها شكل وهيكل يميزها عن بقية أنواع السرد واهمها القصة القصيرة جداً، فهناك من خلط بينهما.. أما الحديث عن شروط القصة الومضة يطول وقد تناوله الكثير من النقاد والمهتمين وعلى رأسهم الأستاذ مجدي شلبي، وأهم شروطها الإيجاز وبلاغة المجاز، وان لا تتجاوز عدد كلماتها عدد أصابع اليدين، وان تكون من شطرين، وأن يأتي شطرها الثاني مباغتا وغير متوقع لما أخبر به شطرها الأول، لتحقق المفارقة الصادمة عند المتلقي… وهناك شروط ومعايير أخرى ذكرها يجدها الباحث في أجزاء كتاب كنوز الومضة لأستاذنا مجدي شلبي.
– ذكر الأستاذ مجدي شلبي موضوع العلاقة بين القصة الومضة وأدب التوقيعات كما ذكر أدباء آخرين وجود علاقة بين الومضة القصصية والومضة الشعرية لشعراء معاصرين وهناك من جاء بشواهد من آيات الذكر الحكيم والتراث العربي زاخر بالشواهد التي تدل على وجود الومضة القصصية بشكل من الأشكال في تراثنا العربي لذا لا يوجد دليل قاطع على سبق الأدب الغربي في تلك العلاقة.
– حسب علمي ان أول من أنشأ مجموعة أدبية في عالم الفيسبوك هو الأستاذ مجدي شلبي من مصر بعنوان (الرابطة العربية للومضة القصصية) وقد كنت أحد أعضائها وكتبت الومضة القصصية وشاركت في المسابقات اليومية التي كان يشرف عليها وقد عرفت الومضة القصصية من خلاله واطلعت على شروطها التي وضعها بنفسه وقد شاركت في أول كتاب ورقي مطبوع من إعداد الأستاذ مجدي شلبي وكذلك كتبت شهادة تم ضمها في الكتاب المذكور.
– كثيرون من أدباء العرب استطاعوا ان يبدعوا في كتابة الومضة القصصية والشاهد على ذلك كتاب كنوز الومضة الذي ضم الأسماء العربية المبدعة في هذا المجال ومنهم من طبع المجاميع الخاصة بالومضة القصصية وقد ضمت مجموعتي القصصية شذرات ناعمة مجموعة من الومضة القصصية وأعتقد أنها أول مجموعة مطبوعة تضم الومضة القصصية في العراق سنة ٢٠١٤م وبعدها بمدة قصيرة جاءت أول مجموعة ورقية خاصة بالومضة القصصية في العراق للشاعر الصديق علي العقابي… والأسماء التي أبدعت كثيرة واعتذر عن ذكرها خوفاً من نسيان من لا يستحق النسيان.
– القصة الومضة نوع أدبي حديث جداً قد لا يتجاوز عمره عشرة سنوات ومن المستحيل البت في حاضره ومستقبله والزمن وحده الكفيل في ثباته واستقراره وعلو كعبه ومكانته بين الأنواع الأدبية الأخرى التي سبقته بالظهور والتبلور والثبات والشهرة العالمية.
————————————————–
★أ.د أيمن تعيلب- مصر- أستاذ النقد الأدبي المعاصر- عميد كلية الآداب بالسويس
ــ في الحقيقة إن الأدب العربي مثله مثل باقي الآداب العالمية لا يتطور وفق قواعد رسمية مسبقة عليه أن يتبعها حتى نقول هو في حاجة لهذه الأشكال الجمالية والمعرفية الجديدة أم لا. بل هو يتطور تطورا ذاتيا دخليا استجابة لروح الحياة التي هي أصل كل تطور،ومن هنا شاعت وذاعت أنماط جمالية جديدة في الأدب العربي مثل قصيدة الهايكو العربية وقصيدة الومضة وقصيدة النثر وقصيدة السير ذاتي وشعرية الأشكال الوجيزة إلى آخر هذه الأشكال الجمالية الجديدة
ـــ القصة الومضة او القصيدة الومضة أو الومض الجمالي والمعرفي المعاصر بصورة عامة حاجة جمالية ودلالية من حاجات العصر الأدبية الجديدة وكل عصر يخلق أشكاله الجمالية وحاجاته المعرفية والفنية الخاصة به.
والقصة الومضة هي شكل جمالي مخصوص له فرادته التشكيلية وخصوصياته الرؤيوية الدلالية. ولا نستطيع أن نقول من هو المنشئ الأول للقصة الومضة حيث يعلمنا الدرس الفلسفي للفينومنولوجيا أن حركة الزمن لا يصنعها تاريخ واحد ووحيد بل هو كتلة زمنية كثيفة تتميز بالسيولة والتدفق والكلية والشمول فالربيع لا تبتكره وردة ولا وردتين بل تبتكره كل الزهور البديعة على اختلاف أشكالها وألونها وأعطارها دفعة واحدة وبصورة جماعية.فلاشىء يبدأ مفردا على الإطلاق في أي مجال من مجالات الحياة ومن هنا لا يصح أن نقول من أول من كتب الشعر الحر هل السياب أم نازك الملائكة أم صلاح عبد الصبور أم خليل شيبوب أم أحمد بأكثير أو غيرهم؟! بل يجب أن نقول إن حركة الشعر الحر حركة تاريخية جمالية شاملة كانت استجابة لروح العصر الجديد وحاجة جمالية من حاجاته الجديدة
ـــ ومن هنا فقد كتب القصة الومضة عدد غفير من الكتاب العرب عبر الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج،ولانستطيع كما قلت لكم أن نشير بالبنان إلى واحد فقط نقول هو مبتكرها فهذا وهم نقدى شائع.
أما من جهة تعريف جنس القصة الومضة. فقد عرَفت القصة الومضة flash fiction بمصطلحات عديدة منها هي القصة بالغة الصغرmicro fiction والأقصوصة والقصة القصيرة جداً short short story والقصة متناهية القصر very short story والقصة الفجائية sudden story والقصة البريدية postcard fiction والقصة متناهية الصغر nano fiction،
ولعل كل ما سبق يجعل من الصعوبة بمكان بلورة تعريف دقيق لقصة الومضة استناداً إلى عدد محدد من الكلمات أو شكل محدد من التصورات. ولكننا نستطيع أن نبلور مجموعة من المحددات التشكيلية والدلالية العامة التي تميز هذا الشكل الجمالي لدى معظم مبدعيه فهي جنس سردي تجريبي جديد أو شكل من الأشكال الجمالية الوجيزة تتميز بما يعرف الآن ببلاغة الأشكال الجمالية الوجيزة. وهى أشكال متعددة منها القصة الومضة وهى عبارة عن برقة سردية ساطعة مشعة لها بداية ووسط ونهاية مفارقة غير متوقعة تتميز بالتكثيف والاقتصاد التشكيلي والدلالي ويبلغ فيها الاقتصاد التعبيري حد التقشف اللغوي والورع البنائى.وهى بقدر كثافتها التشكيلية يكون اتساعها الدلالي والرؤيوى،ويستطيع الكاتب الموهوب أن يومض ومضا عميقا دالا من خلال تصوير ضوء عميقة في زاوية من زوايا النفس الإنسانية أو إنارة كوة غائرة من كوى الكون والوجود. يؤديها الكاتب في تقشف لغوى وورع بنائي يتسم بالإيحاء والتكثيف والإحكام والعمق والنفاذ.
ـــ القصة الومضة نوعة تجريبية عالمية ولعل من أشهر هذه القصص الومضية العالمية هذه القصة المكونة من ست كلمات فقط والمعنونة بــ ( حذاء طفل) ( للبيع: حذاء طفل، لم يلبس قط).وكما ترى ست كلمات تختصر عالما بكامله مثل ورقة الشجرة التي تختصر الغابة كلها. فهذا حذاء طفولى يتميز بالبراءة والبياض والبكارة لم تعتركه آثام الحياة وتلوثها الدلالي الترابي وهو معروض الآن للبيع في عالم مسعور من الاستهلاك القائم على الربح والخسارة وهنا تكمن الحبكة القصصية الوامضة الرائعة التي تتلخص في: عالم الطفولة والبكارة الذى يخضع للربح والخسارة.
ــ أرى أن كتابنا المعاصرين يتمايزون تمايزا كبيرا في كتابة القصة الومضة كل حسب موهبته وقدرته اللغوية والتشكيلية فالفن العظيم قدرة على التشكيل والتوصيل معا وعند نضج وتمام التشكيل يحدث عمق ونفاذ التوصيل.
@د. عيد صالح. مصر طبيب وكاتب وشاعر مصري مقيم بدمياط
كثر الكلام عن أشكال السرد بعد أن ظل يتضاءل ويقصر حد كلمتين وثلاث كلمات بالعنوان ولا أنكر أنني كنت من أوائل الداعين لذلك عام ١٩٨٦ وكتبت نماذج وعرضتها في ندوة للسرد بقصر ثقافة دمياط حضرها الساردون ابراهيم قنديل وجار النبي الحلو ومحسن يونس مصطفي الأسمر رحمه الله والشاعر السيد النماس والناقدان أنيس البياع ومحمد الزكي واختلفوا جميعا بين الحماس والإشادة والرفض والسخرية كان منطلقي في حاجتي أنا شخصيا للنص القصير لظروف عملي ووقتي الذي لم يكن يسمح بقراءة نصوص طويلة اذ كنت استدعي للطوارئ بالمستشفى وأنا في قمة الاندماج في القراءة وقلت لنفسي لوكان النص قصيرا لما كانت هناك مشكلة وكان هذا دافعا أيضا لتركيزي علي كتابة نصوص شعرية قصيرة وأقرب إلي السرديات القصيرة ونشرتها في ابداع أعوام ١٩٨٥و١٩٨٦ و ١٩٨٨ ولذلك تحمست للقصة القصيرة جدا ولقصة الومضة وشاركت منشئها في مصر آخر عام ٢٠١٣ في التحكيم في مسابقة الومضة اليومية الي أن اختلفت معه في إصراره علي شرط البديع أي الجناس والطباق في النصوص وعلي أن يكون العنوان هو الأساسي الذي تبني عليه الومضة بجانب طبعا الكثافة والمفارقة والدهشة والنهاية المفاجئة وظهر النقاد والمنظرون وتحمس البعض ورفض البعض ولازلت مصرا علي رأيي بعدم الوقوف عند الشكل والجمود حد التكرار في توشية النص بقشيب الجناس والطباق وبدت كثير من النصوص كنكات خفيفة الظل أو كعظات من علي منبر لاشتراط الحكمة وتعمدها في النص مما جعل أغلبها مصنوعا لا أحساس فيه ولا عاطفة تشدك وفقد النص حيويته وبدا معلبا وباردا بالطبع هناك نصوص فارقة ونصوص مجدي شلبي نفسه غاية في السحر والجمال والإحكام والإبداع لكن شروطه المعجزة جعلت الكثيرين يصنعون نصوصا بلاستيكية حسب المواصفات ومع كل تلك الإجابات ومنطقيتها والتي لا تتفق مع جنون الابداع وانفجاراته وغموضه وإشعاعاته بعيدا عن الجهل والحقد وغير ذلك مما لا يليق باتهامات من مخترع ومنظر لنوع هجين بين التوقيعات والتوقعات ،
أقول من حق المتلقي أي متلقي أن يرفض النص القصير ق ق جدا أو ومضة قصصية أو شعرية أو هايكو بعيدا عن المسميات لأنه يري أنه لا يشبعه ولذلك لا يزال هناك من يفضل الروايات الطويلة – ربما يقرأ بالجملة – وللأسف هناك جوائز تقيس الروايات بالحجم والضخامة والثرثرات وأراهن أنهم يقرأون الروايات بطريقة ما لا يدرك كله لا يترك كله أريد أن أصل إلي إن الإيغال في الطول كالإيغال في القصر كلاهما له مؤيدوه ومعارضوه ” كل حسب حاجته ومن كل حسب طاقته ” ولا عزاء للجهلة والحاقدين
______________________________________________
★حمدي عليوة- كاتب- مصر- مقيم بالسعودية
- عن القصة الومضة
باختصار القصة الومضة هي قصة مكثفة في أقل ما يمكن من كلمات. مع اتباع عظمة الفن وعظمة المعنى الموحى به هذه الكلمات
إذن لا عدد محدد للكلمات هي تدخل مع القصة القصيرة جدا تحت مسمى القصة القصيرة جدا.
وكلمة ومضة هي المبتكرة وتعني البرقية مثل البرق . وكما البرق كاشف؛ في الحقيقة مثل لحظة وفي الفن بإيجاز شديد في الكلمات
وطبعا التكثيف مع التزام فنية وشروط القصة القصيرة والقصيرة جدا. هو شروطها الأساسية.
وطبعا ادعاء بعض الكتاب العرب بريادتها واختراعها هو محض كذب واستغفال للقراء لأن القصة المكثفة جدا ( الومضة) موجودة من قبل ميلاد جدودهم
ولكن في عالم الفيس لا رقيب ولا حسيب
ويوجد كتاب للقصة الومضة ( المكثفة جدا) متميزون ورائعون.
لكن إياك والمدعون أصحاب ادعاء الريادة
بعضهم ابتكر قالبا يشبه قالب المثل الشعبي المصري العامي وفصحه وادعى ابتكار فنا جديد
ويكتب بجملة فعلية في الماضي كسبب وجملة فعلية في الماضي كنتيجة
وما هذا بفن ولكن تدريب على التكثيف .تدريب وتمرين
لكن كتبت ومضات جميلة ورائعة؟ نعم صحيح
لكن هذا لعظمة الفنان الكاتب وليس لعظمة الفن
اي داعي يستطيع إن يدعو لكتابة جمل شرط باذا جملة شرط وجملة نتيجة مبتدئا بحرف الشرط إذا
ألن نجد من يكتب بفنية وعظمة تحت قيد فعل الشرط وجواب الشرط
وهل وقتئذ يدعى الداعي لمثل هذا بأنه مبتكرا لفن جديد
طبعا لا
أنا أهاجم الكذب والادعاء والغرور المخلوط بالجهل ولا أنكر كتابته- الكتابة المشروطة بقالب محدد- تكون كتمرين وتدريب فقط
فهل يتم التهديف من عشرة لا عبين في نفس الوقت على حارس مرمى وندعي إن هذه رياضة جديدة غير كرة القدم ؟
أم تمرين للحارس في حراسة المرمى لكرة القدم.
القصة الومضة قصة من كلمات كلما كانت أقل دون الغموض ولا خسارة المعنى والفنية كانت أفضل وأعظم
لكن لا تحديد لعدد كلمات ولا شروط زمن محدد ولا قالب محدد
احترس من المدعين
وستبقى القصص الأفضل والأدباء الأفضل
.نحن دعونا لها أي القصة الومضة المشروطة للتدريب القراء على كتابة قصة مكثفة وتسمى ومضة أو قصيرة جدا فلا يهم .المهم الفنية والكتابة الأدبية
واحترس مما قاله ابن خلدون أن العرب إذا دخلوا بلدا أسرع إليها الخراب.
★ نسرين شكري جميل- قاصة- العراق
اذا تعرف عن الومضة القصصية وما هي قواعد كتابتها ومتى بدأت ومن اول من كتبها وما هو الذي اثرت به الأدب العربي؟
الومضة القصة
لاشك بأن الثورة التي حدثت في مجال التقنية بالمعلومات ووسائل التواصل قننت من دور قراءة الكتب الأدبية بأنواعها وأجناسها، وأنزلتها إلى الحد الذي أصبحت فيها فئة قليلة من تهتم وتبحث وتقرأ. الأمر الذي أدى إلى تراجع الكثيرون عن القراءة والمطالعة بحجة الممل من النصوص المطولة. ومن هنا كان لابد من انبثاق صنف جديد من أصناف الأدب وهو الومضة القصصية التي ألهمت الكثير من الكتاب والأدباء نظراً لخفة النص بقلة المفردات، سلاسة الكتابة مع الأخذ بنظر الاعتبار التكثيف، الاختزال في التعبير وعدم تكرار الكلمات، المعاني المركزة التي تفاجئ القارئ.
بدايات الومضة القصة
حول القصة الومضة، فأنا وجدتها في صفحة للأديب الأستاذ أيمن خليل والاستاذ مجدي شلبي وبدأت الومضة القصصية بالانتشار خلال عامي 2014ـ 2015 على موقع ” الفيس بوك ” وبالتحديد في صفحة سميت
” روائع الومضات ” وكنت من أوائل المشاركين في كتابتها على هذه الصفحة. وصدر كتاب بذلك عام 2018 يحمل عنوان ” موسوعة روائع الومضات ” بأجزاء شارك فيها العديد من كتاب الوطن العربي.
قواعد كتابة الومضة
بعد أن انتشرت القصة الومضة، بدأت مواقع وصفحات تداولها، وأصبحت لها شروط وضوابط وخصوصية في كتابتها لمراعاة ظهورها بالوجه الصحيح والجيد. فتتألف الومضة من العنوان وجملتين أو شطرين، على أن يتخلل الشطرين علامة الترقيم التي تسمى الفاروة المنقوطة، وأن لا تزيد عن ثمانية كلمات من ضمها العنوان ولأتقلل عن اثنتان، وكلاً مما
ذكر سابقا لها شروط وقواعد أهمها هي:
1ـ أن يكون لها عنوان بشرط يكون العنوان أسماً نكرة وليس فعلاً ودالاً على معنى الومضة أي لها علاقة بفحوى موضوع الومضة بحيث تكون الكلمة غير مكرر في نص الومضة.
2ـ الجملة الأولى من الشطر الاول المحبذ لا تزيد عن أربعة كلمات وممكن بأقل من ذلك على أن تبدأ بفعل ماضي. بعد انتهاء الشطر الأول تستخدم مباشرة(أي عدم ترك مسافة ) علامة الترقيم الفارزة المنقوطة التي تكون بهذا الشكل ( ؛).
3ـ الجملة الثانية أو الشطر الثاني، بعد الفارزة المنقوطة مباشرة ترك مسافة نقطة واحدة وهنا يكمل نص الومضة بفعل ماضي المضاد بالمعنى بما جاء في الشطر الأول.
4ـ توضع النقطة بعد الانتهاء من كتابة الومضة.
5ـ التكثيف والاختزال قدر الأماكن آخذين بنظر الاعتبار المفارقة والدهشة في النص.
وما هو الذي اثرت به الأدب العربي؟
أن تأثير الأدب العربي على الومضة القصصية أكثر مما هو تأثر الومضة على الأدب العربي لأنها تستمد من ثراء وكنوز الأدب بانتقاء الكلمات التي تحمل المغزى والمعاني القيمة مما يتيح للمتلقي أو القارئ أن يوسع أفقه الثقافي وينمي فيه روح المبادرة والسعي إلى المعرفة باللغة وأغنياء الحصيلة اللغوية بالمفردات والتعبير والدليل على ذلك الأقبال والمشاركة الفعالة في مسابقة الومضة التي تقيمها الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي وطباعة كتب عن هذا النوع من الأدب. ومن المزايا الإيجابية الأخرى هو تفعيل دور الكتابة واصبح هذا النوع من الادب يستقطب الكثير من الكتاب كأنه كسر حاجر الممل من القراءة. وهذا كله يصب في مصب الأدب العربي العريق الذي يجعله يتجدد دون حالة الركود والجمود. فالومضة تنهل من منهل الأدب العربي وتضيف له ديمومة مع اللمسات الجمالية بصيغة وشكل الكتابة.
★الكاتب السوداني عصام كباشي السودان
لا يختلف أن الأديب مجدي شلبي هو مكتشف هذا الفن إلا مكابر أو حسود، انضممت للرابطة في بدايات تكوينها، والبداية كانت أشبه بالققج من عدة أسطر، ثم بعدد 25 كلمة مع مراعاة التكثيف، ثم 15 كلمة، واستمر الحال فترة من الزمن، ثم أخيرا ثمان كلمات فقط، ولأننا من الأوائل فقد كترت الأخطاء ولكن الأستاذ شلبي كان يتمتع بصبر ومثابرة وكان يدخل مع الأعضاء في الخاص على مواقع التواصل ويناقش معنا النصوص بروية حتى أتقنا هذا الفن، وسرعان ما انتشر بنفس صورته الحالية ونفس الشروط التي وضعها الأديب مجدي شلبي، وفي الحقيقة أنا عضو في الكثير جدا من المجموعات الأدبية، وقد ظهرت في الساحة أقلام واعدة تنسج قصص غاية الروعة والإلتزام بالضوابط، حينها أتضرع إلى الله أن يحفظ أستاذنا الجليل شلبي ويمتعه بالصحة والعافية ولولاه لما عرف هؤلاء الشباب ما هي الومضة، وفي ذات الوقت يتملكني احساس بالفخر أنني كنت من رواد هذا الفن ومن الرعيل الأول ومن صبيان ورشة شلبي. سيسطر التاريخ اسمك من نور، ولو نسينا أو تناسينا فالتاريخ لا ينسى.