كانا يراودان المسافات ويختصرانها في حلم يجمعهما على شفا موعد مغتصَب في زمن ليس لهما. وفي لحظة لقائهما ، تتباعد الخطواتُ المتعثّرةُ الرّؤى في روحيهما، يتعمّق الجرحُ… وتبتلع بئرُ المواعيد شوقهما، وتجفّ الحكايات الّتي كانت تثرثر بها شفة الغياب…
يتسمّران على قارعة العطش… ويتسرّب رمل الشّوق من بين أصابعهما مهترئا، يتسلّل شاحبا لا يلتفت إلى المسافة الّتي حفرها بينهما، ولا يعيد صداه المدى. ولا الذّكرى. فلا وقت للذّكرى.
يعودان كلّ منهما يحمل ريشةً ممّا تناثر من ريش طائرهما الحزين وفي قبضتيهما صكّ موعد على محطّة انتظار قادمة. وحده الانتظار يعود بمزيد من الأمنيات، وحده الانتظار يرتّب على مساحاته لحظة حياة. فليقنعا بها قبل مراودة المسافة لهما ثانية.
يراودهما الموعد في لحظة لهفة. يراودان المسافة من جديد. يستجديان الزّمن فيَعِدهما بلقاء على شفا ساعة شاحب رملها المتسرّب من بين أصابع الشّوق… ولا صدى تصدره بئر الرّوح العطشى.
وهيبة قويّة/ تونس
من نصوص: أنا وصديقي نرتّب الكلام
نص بديع في أسلوب اِنسيابيّ شقّاف يحملنا عاليا وبعيدا نحو المواجد والصّفاء… فهو حلم…خلم باللغة وفيها
أعتزّ كثيرا برأيك أستاذي، وشاعرنا المبدع. دمت لنا قدوة وفخرا
أي عطش هذا الذي يقول البئر الى عطش مضاعف ؟ ينفخ في الوجدان يباس الوقت ؛ فتكون اللحظات أوسع من جمر
الخيال ؛ هكذا يمضي التراسل في تضايف بين الحواس ترسله الذات محمولا على قبضات الآه . ليس فقدا ؛ولا فجيعة ؛
ولكنه حرارة شوق تعتمل في ذات تفيض جلالا وجمالا..
شكرا لقراءتك الراقية لنصّي أستاذي. أسعدني رأيك ناقدا وشاعرا.
شكرا جزيلا استاذي الكريم واتمنة ان لا يبخل علينا قلمك بما تبدع او تراه ابداعا يستحق الاهتمام