لحظةٌ
عزلتني عن التَّيهِ
حينَ أشعَّتْ
وكنتُ أُلملِمُ في خاطري
ما تناثرَ من مفرداتِ الهمومْ.
فرصةٌ سنحتْ لي
لأخرُجَ من همهماتِ التوجُّسِ،
أدخلُ وعْداً مِنَ المزهرياتِ
مركونةً في حنايا الفؤادِ
ولمْ اسْقِها الأغنياتِ
التي صدحتْ
يومَ كان الصباحُ
تقاسيمَ مَوْسَقَةٍ
نغماً أترنَّمهُ
علىٰ صوتِ “فيروز”، “عبدالوهاب” .
(الإذاعةُ) كانتْ طقوسَ الشروقِ
وكان المساءُ ابتساماتِ عِشْقٍ
أوزّعها قُبْلةً .. ڨُبْلةً
في عيونِ الأحبةِ،
كانتْ لكلِّ الأحبةِ
“زغللةٌ” في العيون،
والعيونُ مراياالقلوبِ التي
شرِبتْ طُهرَها
من صفاءِ الندىٰ
وسخاءِ الغيومْ
فرصةٌ سنحتْ لي
أخذتُ من الشوقِ زادي
فردْتُ جناحيَّ كيما أُحَلِّقَ
بالقرب من ناطحاتِ الجمالْ!!
يَحُطُّ “الهِزارُ” الذي صِرْتُهُ
علىٰ دوحةِ الياسمينْ،
حللتُ علىٰ الغصنِ ضيفاً
وحينَ رأتني البساتينُ فاحتْ
أقامتْ علىٰ شَرَفي مَحْفلَاً
غسَّلتني بعِطرِ شذاها
طفقتُ أغرِّدُ منتشياً
ومن فَرْطِ وجْدي
أمدُّ ذراعيَّ
أحضنُ كلَّ الزهورْ ..
تجتاحني رعشةُ الإمتلاءِ
بوعدٍ حميمٍ شغوفْ
وحلمِ لقاءٍ وقفتُ بهِ
علىٰ عتباتِ الزمانِ الجميل .