أسماءٌ مندثرةٌ تحتَ الرُّكام/بقلم:دعاء الأهدل

هذهِ الملامحُ
لا تُشبهُني،
وهذا العمرُ
لا يمثِّلُني؛
لا الملامحُ ملامحي
ولا العمرُ أعطى وجهي الحقيقةَ.

أنا ملامحُ وطني المغصوب،
وعمري احتلال الزيتون.

نحملُ أسماءَنا
على أقشمةٍ بيضاءَ،
وبكفوفِ أيدينا المبتورة
نلوِّحُ بالوداعاتِ الأبديَّةِ
تحتَ أنقاضٍ مهجورةٍ.

أيُّها المارُّون على التأريخِ القديم
مُزِّقَتْ أوراقُ التأريخ،
لا الأوطانُ هي القضِّيَّةُ الأولى،
ولا الخرائطُ فيها عنوانٌ اسمُهُ
“العرب”

احمِلُوا أسماءَكم
ودُسُّوها في جُيُوبِ العار،
بلا أوطانٍ حقيقيَّة نُباهي بها كالماضي
اذكروا الماضي كثيرًا
وادفنوا المستقبلَ
في مقابرَ جماعيَّة.

قد ماتَ جَدِّي قبْلَ ألفِ عام
مَن حملَ في كتفِهِ البندقيَّةَ،
مَن صرخَ في وجهِ الكبارِ،
من فتحَ الحدودَ
واشترى الكرامةَ للأرضِ؛ ليزرعَ الزعتر.

جميعُهم لصوصٌ، ابتاعوا الدَّمَ من أجسادِنا،
وزَّعُوا أشلاءَنا على مأدُبةِ طاولاتِ القِمَّة،
وَهَبُونا الأقمشةَ البيضاءَ للموتِ مجّانًا.

هذهِ الملامحُ
تُشبِهُ أرصفةَ الطرقاتِ المندثرة،
أكوامَ التُّراب،
الذكرياتِ المسلوبة،
منازلَ الركامِ وهي تحتضنُ بقايا أشلاء،
ووطنًا يصارعُ، ومدينةً تقاومُ،
النصرُ اسمُها، على حائطِ التأريخِ
“غزة”
جميعُهم أولادُ عارٍ، ووحدُكِ الحسنة.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!