ماذا على امرأة وحيدة أن تعمل بعد منتصف الليل..
ترتب هزائمها في دولاب العمر
حتى إذا وصلت الخانة الأخيرة
انكسر بها عكاز قوتها
فضحكت ملء دمعها.
تجلس القرفصاء بين يدي أغنيتها المفضلة
أغنيتها التي لم يشاركها أحد
تفاصيلها الصغيرة
أين تصفعها مرارتها
أين تختنق
أين تعوي كذئبة بكماء
ثم متى يسحقها الصوت المتلاشي
كآخر أمل بطوق نجاة
انقطع من يد غريق هزمته وحشة الموت.
ماذا على امرأة وحيدة أن تعمل بعد منتصف الليل..
تتجاوز حزنها اللدود
تسرق من مكتبتها الصغيرة كتابًا متهلهل الألوان
لكثرة ما احتضنته يداها المتعرقتان
تتلمس أوراقه.. كلماته بلطف
تثيرها حميمية الأفكار المكتوبة بعشوائية أدبية غامضة
تضغط على صدر المؤلف
على أمل أن تنفجر لهفتها خارج سرير السطور.
تعد قهوتها متأخرة كالعادة
عن مواعيد مدمنيها
الرشفة الأولى
تلسعها حرارة ابتسامته في لحظة تأمل
تندلق الذكرى على وجهها البارد
تشرد بها أحلامها
إلى نشوة مسروقة في زقاق مخيلتها الدرامية
لتفيق في آخر الفنجان.
ماذا على امرأة وحيدة أن تعمل بعد منتصف الليل
أكثر من أن تكتب وصيتها
للحمقاوات، والوحيدات مثلها:
أوصيكن بكن حبًا
فما أقسى أن لا يحب المرء حتى ذاته التي بين جنبيه،
فلا يدري مالذي عليه أن يعمله في وحدته
بعد منتصف الليل.