أنا لستُ مُشَرَّدًا
ما حاجتي للبيت…
وفي قَدَمَيَّ تمشي…
سنوات من الشّوارع ؟
* * *
حين وُلِدتُ…
خاف أبي على العالم
من كواسر حزني
فسمّاني : رحيم.
* * *
أَلَمٌ دافئ ولذيذ
هناك سيّدة حسنى
تستيقظ من نومها
في غياهب قلبي.
* * *
أناديك دوما…
بصوت خفيض
أخاف أن يَجرح…
صوتيَ إسمك.
* * *
كلّما فتحتُ فمي…
زقزق عصفور…
إنّه إسمك الشّفيف
عالق بحنجرتي.
* * *
كلّ صباح أصحو…
على سؤال وحيد :
– متى تغلق بلادي
مصانع الأحزان ؟
* * *
في صدري…
بيت خَرِب…
جبال هموم…
ودمعة خائنة.
* * *
كان العالم دافئًا
مرشوشا بالعشّاق
حتّى بلغ الغازي…
سِنَّ…الحرب.
* * *
تحبّني السّماءُ
أنا الحزين الّذي كلّما…
أراد أن يبكي استجابت…
لعينيه السّحب.
* * *
منذ خمسين عاما…
ربّيْتُ في صدري قلبا
كَبُرَ في غفلتي باكرا
وأصبح عازف ناي.
* *. *
ترتجف خوفا…
شجرة السّنديان العجوز
كلّما مَرَّ تحتها عابر
تظنّه…حطّابا.
* * *
داست على قلبي…
جحافل الأحزان
غَدَوْتُ ترابا…
تمشي عليه البلاد.
* * *
طويلة جدّا…
أعمارُ الأحزان
وقصيرُ السّعادات…
إبنُ الهَمِّ قلبي.
* * *
على الدّرب…
يدك في يدي
أنتِ الخيبة…
وأنا المسعى.
* * *
يظنّونني دربا
لهذا يدوس على…
قلبيَ الغرباء…
ويعبُرون ثِقالا.