لا شَيْءَ يُشْبِهُني
كُلِّي وَبَعْضِي لَيْسَ أَنا
لِي قَلْبانِ وَرُوحانِ
قَلْبٌ يُحِبُّ وَقَلْبٌ يَكْرَهُ
وَرُوحٌ تَتَقَمَّصُ الْأَرْواحَ الْمَنْسِيَّةَ
وَرُوحٌ تَهْذي كَالْمَجْنُونَةِ
أَتَقَمَّصُ دَوْرًا في رُوحِي
لا يُشْبِهُ ما يُمْلِيهِ عَلَيَّ
عَقْلِي، لَمْ تَكُنِ «الشِّيزُوفْرِينْيا»
فِي الْمَهْدِ بَكَيْتُ أَوَّلَ ما شاهَدْتُ
جَسَدِي يُوَقِّعُ عَلَى مَسْرَحِ الْحَياةِ
وَضَحِكْتُ كَثِيرًا بِلُغَةِ الدُّمُوعِ
اِنْتِقامًا مِنَ الْأَحْزانِ
لا شَيْءَ يُعْجِبُنِي إِلَّا
قَصِيدَةٌ أَهْداني إِيَّاها
شاعِرٌ قَبْلَ أَنْ أُدْرِكَ
مَعْنَى الزَّيْفِ فِي الْمَشاعِرِ
وَقَبْلَ أَنْ يُقَبِّلَ بِهَا تَفاصيلَ
حَبِيباتِهِ عَلَى هامِشِ السَّطْرِ
لا شَيْءَ يُشْبِهُني
إِنْسانٌ أَنا ابْتَعْتُ
الْأَشْكالَ وَالْمَرايا
وَاشْتَرَيْتُ أَرْواحًا
تَقَمَّصَتْ أَحْرُفِي
وَنَعَتُونِي بِالْجُنُونِ
لا شَيْءَ يُشْبِهُني
إِلَّا مُتَمَرِّدٌ اِقْتَحَمَ
بَيْنَ السَّطْرِ وَالْمَعْنَى
وَكُنْتُ جُمْلَةً مَنْفِيَّةً
فِي دَوْرَةِ الْحِكاياتِ
حِينَ أَحَبَّنِي الرِّجالُ
اِخْتَرْتُ الْأَصْعَبَ
وَأَغْلَقْتُ في وَجْهِ
مَنْ أَرادُونِي بِشِدَّةٍ
مِثْلَ الَّذِي يُرْسِلُ لِي
تَلْمِيحاتِ الْحُبِّ المُنَمَّقَةَ بِعِباراتٍ
وَرْدِيَّةٍ
اِخْتَرْتُ رَجُلًا خَرائطُ وَجْهِهِ
الْحَرْبُ وَقَلْبُهُ السَّلامُ الَّذِي تَبْحَثُ عَنْهُ
الأَوْطانُ، رَجُلٌ غائِبٌ
لا يُشْبِهُ الْحُضُورَ
قَلْبِي كانَ خارِطَةَ عُبُورٍ صَعْبَةٍ
أَخْبَرَنِي أَحَدُهُمْ أَنَّني الْأُنْثى الْأَصْعَبُ
عَلَى الْإِطْلاقِ، وَلَكِنَّني شَهِيَّةٌ!
قَلْبِي تَغْزُوهُ الْإِرادَةُ وَالْحُبُّ
وَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يَخْتارَ حُبًّا
صَعْبَ الْمَنالِ
اِمْرَأَةٌ مِثْلِي لَيْسَتْ عاديَّةً
حَتَّى تُطْبَعَ في أَديمِ وَجْهِي
الْقُبَلُ يَجِبْ أَنْ تَخُوضَ مَعْرَكَةً
مَعَ الاخْتِياراتِ
لا شَيْءَ يُشْبِهُني في لَحْظَةِ
التَّفاصيلِ إِلَّا شُعورُ اللَّهْفَةِ
في بِداياتِ اللِّقاءِ