أنا التي
لم يحتملني الوحيُ
لا لأنني نبيّة
بل لأنني صدّقتُ دون أن أُؤمر
وخِفتُ من أن أَفتَن بالحقيقة
قبل أن تأتيَني كاملة.
تعلّمتُ الصعودَ وحدي
وأنا أجرُّ سلاسلي
لأني خشيتُ أن يغويَني
مَن يُمسك بيدي.
لي من الكبرياء
ما يحجبُني عن الأماني
ولو جثتْ عند قدمي
تشتهي أن ألتفت.
ما اعتدتُ الرغبة
ولا استأنستُ بوجهَ الحياةِ
ولو أتتني على طبقٍ منه هو
لستُ معجونةً من طينِ الخوفِ
ولا خبزَتني المواسمُ بالاحتياج
أنا التي
تمرُّ بها المعجزاتُ
ولا تُصغي
لأنّ في قلبها يقيناً
لا يُدهش.
و التي يندسُّ الزمنُ تحت ردائِها
ولا يُولدُ في حضورِها شيءٌ
إلا وقد خشيَ أن يَبهَت.
أنا…
صدى اللهفةِ في القصائدِ
التي لا تكتمل
ونورُ الكبرياءِ الذي
لا يَرشَحُ منه رجاء
قلبي؟
جمرٌ أطفأه التأويل
قبل أن يبلغ نبوءته.
أخاف على معانيّ من القارئ
الذي يشتهي فهمي
كما يشتهي الصيّاد صلاة الطريدة.
عصيّة على كل إحاطة
كما الغيم
كما الأسماء التي ضلّت سبيلها
في النداء الأول.
القصائد لا تسعني
ولا الحبر
ولا حتى اللهاث خلف المجاز.
أنا ظنُّ الله الطيّبِ في الشعرِ
حين ترك لي فجوةَ الوحيِ
لأُكملَ بها
معجزةً لم تبدأْ بعد.