وداعًا لمن لم يشبهني/ بقلم:يحيى عزالدين

أنا؛
انا لا أكره،
اجيد الرحيل،
اسامح ولا أنسى،
قليل الكلام ،
*هل هناك من يشبهني؟!*

انا ليس لي أسرار،
وأعشق الصراحة،
وأكره المظاهر الخادعة،
والأحاديث المبالغ فيها،
وابغض التعصب المقيت،
*فهل أجد هنا شخصًا مثلي؟!* يشبهني؛
ويعشق اللون الأسود،
يعشق الليل،
يعشق الوشاح الأسود،
يميل للشعر الأسود ،
يختار العزلة السوداء،
يفضل الصمت ويتابع من بعيد.
لا يتدخل في شؤون الأخرين،
يضحك على المحبين،
وعلى كل من يدعي الحب؛
بل يسخر مما يسمى الحب؛ رغم إيمانه بوجوده.
يعيش في وحدته؛
لكنه صديقٌ للجميع.!!!

*هل يوجد من يحمل هذه الأشياء،؟!!*
إن كنتَ كذلك فنحن نتشابه!! إذن، فلتبتسم، فقد أصبحنا رفقة، وإني أحبك.
فتعال لنلون حياتنا بالأسود، ونجعل كل شيء في حياتنا يتوشح سوادًا،
حتى لو كان ابيضًا،
فمن شروط الحب أن نتفق على أن اللون الأبيض هو أسودًا،
ويقتنع كلانا انه أسود -فعلا- وليس أبيضًا،
هذا من شروط الصحبة والرفقة في الحب، .

قد تسألني أيها الرفيق الغالي:
ولماذا اللون الأسود بالذات؟!!

فأجيب: تعال لأخبرك:
انا أعشق اللون الأسود؛
آتعلم لماذا؟!
*لأني أحب أن تكون اناقتي بلون قلوبهم السوداء؛*
*وليعلموا مدى حبي لهم.*

اللون الأسود ياعزيزي: هو وشاحي
فأنا توشحت الحزن،
حتى أصبح جزءًا مني.
وصرت جزءًا منه.
لأني اعتدت على ذلك.

اللون الأسود ياعزيزي جميل، لانه لون يومي؛
بينما الأبيض صار للمناسبات.

أشكر الله أن جعل يومي أسودًا فأنا مجموع ألام.
وأربعة واربعون سيفًا اخترقت أيامي، وقلبي،.
أربعة واربعون موقدًا أحرقت جسدي.

هل ترى -يارفيقي- انني سعيد،
أحمل العالم بذراعي القصيرتين
الطويلتين؟!.

واشكر الله أن خلقني أسودًا.
وجعلت ليلي أسودا،
ووشاحه اسود؛
كي أتزين بذلك الوشاح
حين يفارقني وسني.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!