الصباح، في ظلال المساء، في صمت الليل حين يشتد.
لماذا لا ينتهي الألم؟ كأنما خُلق ليكون رفيقًا لا يغادر. كأنما أنا ثوبه الذي لا يُخلع.
لماذا نتصارع من أجل البقاء؟ أهو الخوف؟ أم الوهم بأن الغد يحمل معنى؟
لماذا لا أموت؟
ربما لأنني لم أُولد تمامًا، لم أصر ذاتًا كاملة. بل شظايا تتأرجح بين حلمٍ وسقوط.
أعيش على أطراف الأمل، كمن يغمس يده في ضوءٍ بعيد ويظن أنه سيقبضه.
يسألني صمتي: هل ما زلت هناك؟
وأهمس لنفسي: نعم، لكنني لا أعرف لماذا.
ربما لأن النهاية ليست لي،
أو لأنني ما زلت أبحث عن معنى. ولو في الوجع.
أأمشي على طرقات مكسورة.
أُحيي الأرصفة التي نسيت أسماء المارين.
أحادث ظلي الذي كبر قبلي.
وأضحك — أحيانًا — بلا سبب.
كمن فقد الشعور فأصبح يتقمّص الحياة كدور مسرحي طويل.
كل شيء ينهار بصمت، حتى قلبي،ط..
لكنه ما زال ينبض، لا حبًا. بل عادة.
السماء فوقي مليئةٌ بالغيم.
لكنني لا أنتظر المطر.
فقد علمتني الحياة أن الغيث لا يأتي حين نرجوه.
بل حين ننساه.
أريد أن أصرخ.
لكن صرختي تسقط داخلي. كأنني أبلعها في كل مرة خشية أن تزعج أحدًا.
كأن الألم لا يكفي أن يُعاش. بل يجب أن يُخفى.
هل سمعتم صوت الروح حين تنكمش؟
كأنها تتقلص داخل صدري. تبحث عن مخرج.
ولا تجد إلا الورق.
اكتب… كي لا أنفجر.
اكتب… كي أُقنع نفسي أنني هنا.
رغم كل الغياب.