المرأة العمياء بقلم : افين ابراهيم

المراة التي خرجت تجر قبائل القصائد والحمام العاري نحوالسماء..
المراة التي نفخت خبز الله على وجه الحب لتخرج الحرب من غرفك الموحشة ..
المرأة التي اشعلت عزلتك لتقبلك الآلهة قبل ان تموت و تترك في روحك ودائعها الاخيرة..
هي نفسها المرأة التي تبكي ..
تبكي بحرقة عندما يصعد الماء جسدها ..
عندما تتلألأ صورتك على الجدار الذي يسند ظهرها ..
عندما تصرخ بأسمك ..
ليستجيب اولادك الأشجار فتخلد المجزرة للنوم..
المرأة التي تسقط بك كمقصلة من الورود ..
يحولها صوتك لسمكة حمراء بجناحين أزرقين ..
لغابة من الأفاعي الحنونة ..
هي ..
هي نفسها تلك المرأة التي ترفع روحك كسترة قتيل فوق اسلاك قلبها الحزين ..
قلبها الذي يتذكر كل الرجال الذين عشقتهم ولم يعشقوها ..
كل الرجال الذين تركو يدها جزيرة من النساء العاجزات..
وبحيرة واسعة من الفراشات التي تخاف الضوء ..
هي نفسها المرأة التي تهز الكآبة ..
وتطلق فرسان النهر المسجونة مذ حول الله آدم لرجل من طين ..
يكسر فخارة الحب لتمسك أنت بتلك النجمة..
هي نفسها تلك المراة ..
لا تغضب ..
لم أقل حبيبتك ..
أعلم ليست حبيبتك ..
هي فقط دهشتك ..
دهشتك وأنت تعد عواميد الكهرباء في رحلة متأخرة بين القامشلي وحلب ..
وانت تبتسم لخيمة بعيدة أوغرفة ترابية في بقعة نسيها الكون ثم تصفق ..
تصفق كمجنون لثوب ملون نشرته عاشقة ..
نامت عارية لانها لاتملك سوى هذا الفرح وقلبها ..
قلبها الذي يعرف كيف يحب …
هي ..
هي نفسها المرأة التي تحاول ان تنسى لون الدم ..
رائحة الحرب ..
قوام الكلمات المتكلسة على خصرها و نفسك البارد..
هي نفسها المرأة التي تركض ..
تركض نحو صدرك تختبئ وأطفال روحها الحزينة خلف وجهك..
ليبقى الحب ..
الحب وحضنك دافئ …
دافئ كهذا المساء حبيبها.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!