كتب : شاكر فريد حسن
في الأول من نيسان، شهر اللوز والأزهار البرية الربيعية، خرجت من رحم أمها لتعانق نور الحياة في قرية فسوطة الوادعة النائية المتربعة على صدر الجليل الأعلى.
منذ صغرها ونعومة اظفارها شغفها الأدب حبًا، فنهلت من ينابيع الثقافة الواسعة، كتبت الشعر وأجادت في قصائدها الإنسانية والرومانسية والرومانتيكية الدافئة العنيفة المتوترة والمتحركة دائمًا، منتصرة للمرأة في صراعها مع الفكر التقليدي الرجعي. أثبتت حضورها في المشهد الثقافي الإبداعي الفلسطيني، ولمع نجمها بين الأوساط والمحافل الأدبية، ولقيت اهتمامًا من قبل النقاد والدارسين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي، فكتبت عنها المراجعات والاضاءات النقدية والبحثية، وحظيت بكلمات الإطراء والثناء والتقريظ.
قال عنها العراقي الراحل شموئيل موريه : ” هي كنز من الثقافة والإبداع والشاعرية ونبع غزير لا ينضب من التطور من ناحية الشكل والتعبير والموقف. ومن كبار شاعرات وشعراء العربية والعبرية، وأغزرهن نتاجًا، رفيعة المستوى، عصامية متمردة على التقاليد والجمود ومن دعاة تحرر المرأة “.
أعلنت لنا صمتها، وسمعنا قوة جديلة رعدها، وغرقنا معها في النهر الحافي، وتزنرنا بريحها، وارتشفنا النبيذ من ثقافتها، ووضعنا في أيدينا خواتم ملحها، وبكينا معها في أجمل الآلهات ، وامتطينا أخيرًا سرج خيولها.
هذه هي الشاعرة المبدعة المتألقة ب. نداء خوري، التي تضيء اليوم شمعة في عمرها العريض المديد، وتغرد لها بلابل الجليل فرحًا وابتهاجًا بعيدها.
فللصديقة نداء خوري أحر التبريكات والتهاني مع ضمة حبق واقحوان، متمنيًا لها حياة مكللة بالصحة والعافية والعطاء الدائم والأبداع المتجدد. وبهذه المناسبة السعيدة رغم الغمة السوداء التي تحيط بنا، أقول :
يا شاعرة الوجد والجمال
والإنسانية
في عيدك أهديكِ
قلائد متلألئات
وباقات أزاهير
من عطر وادينا
الجميل
وضمة حبق
وخزامى
وزعتر
من الربى الخضراء
فلتنعمي ولتهنئي
في حياتكِ
وليحفظك اللـه
في لياليك المقمرات