آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
الطابور الخامس
هل نحن “الناس ” على صح والمعارض لنا على خطأ؟
إذا الناس اجمعوا على شيء ما؛ هل هم على صح في ذلك؟
أن هذه إحدى المغالطات التي يشهد بها الناس في أيامنا هذه على أن الناس على صح وأن الفكرة أو شخص المعارض لهم على خطأ.
من غير المعقول أن يكون الجميع متفقين على شيء وأنت تنقده، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما.
فيمكن أن يكون المجتمع على خطأ وأنت على الصواب، فأن العامل العددي ليس شرطاً لإثبات الصحة على فكرة ما.
في قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام دائما هنالك فريقين، فالنبي هو الذي يملك الصواب، بينما قومه على ضلالة في عبادتهم للأصنام؛ وإذا سألتهم عن ذلك؟
قالوا: وجدنا عليها آباءنا!
إما عن الأرض كنا نعتقد أن الأرض لها عدة أشكال حتى جاء العلم في تطوير ليبين لنا؛ أن الأرض التي خلقت قديماً هي ذاتها الأرض دون أي اختلاف.
فإذا هذه المقولة لا تثبت لنا أن كل المجتمع على صحيح أبداً.
يقول الله عز وجل: (وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِك يَفْعَلُونَ)
أصبحنا اليوم ننشر كل ما لا يمد للحقيقة أبدا، الآية بالمناسبة تقودنا إلى خطأ ثانٍ في الاستدلال هو الاستشهاد بالموروث ومرويات التاريخ وما تناقلته الأجيال منذ القدم دون تمحيص أو تحقيق …
وهذا الذي نجده في مواقع التواصل الاجتماعي نشر على صفحاتهم الشخصية، المجموعات، …الخ دون تثبت أو علم يقين.
كما يحدث في سنة 2020 بسبب فيروس كورونا أصبح الجميع يعطي معلومات دون تثبت منها، هل صحيحة أو لا؟
هذه الظاهرة التي هي اليوم موجود في عالمنا العربي بكل أسف!
وفي الغالب لا يمكن لمن ولد ونشأ داخل الموروث إدراك مكان الخطأ فيه؛ ولكن يمكن لمن ولد ونشأ خارجه تمييزه بسهولة وإدراك مدى خطئه وسذاجة.
مثلاً:
نحن ندرك بسهولة سذاجة شرب البول البقر في الهند، وحماقة تقديم الأرز لتماثيل بوذا في تايلند!
أن معظم الخرافات عريقة ومتوارثة منذو آلاف السنين ولكن هذا لا يثبت صحتها أو عبقرية وعقلانية.
الأغلبية ليست شرطا لصحة الفكرة أو دليلاً على عدم ضلال الكثرة بدليل سير الأنبياء، الأفكار القديمة تحظى بقدسية عظيمة ولكن لا يعني هذا أنها دائما صحيحة والدليل في الآية التي ذكرنها سابقاً.
وفي الأخير علينا تأكد من كل ما ننشره فاليوم لا يوجد لنا عذر مع أنشار الأنترنت، ففي كل بيت يوجد الأنترنت الذي له الحسنات وسيئات.
