من الروائي محمد فتحي المقداد إلى الشاعر راكان المساعيد

بالأمس أرسلتُ خاطرتي (عيد ميلاد سعيد) للصديق الشاعر (راكان المساعيد) عبر الواتساب، بعد نصف ساعة جاءني اتصال منه هزّ دواخلي، على وقع اهتزار مشاعره؛ بعدما قرأ الخاطرة؛ فتأججت فيه قريحة الشاعر بجنون الكلمات شعرًا، وكأن أحد أفراد عبقر كان يجلس قُبالته، أيذانًا بميلاد قصيدته (مولد عام) ذات الشجن الحزين العابق ألمًا على أعتاب عام ٢٠٢١. تحياتي لك شاعرنا الإنسان راكان
==========
عيد ميلاد سعيد(خاطرة)

بقلم الروائي محمد فتحي المقداد

ابني الصغير دائم المحاولة الوقوف على رؤوس أصابعه، مُتطاولًا للأعلى؛ ليثبت لي ولأمّه أنّه ازداد كِبَرًا بطوله، ونظراته الجذلى بفرحه الغامر، في كلّ محاولة له أصابُ بنوبة حزن عميقة تجتاح دواخلي، وتساؤلات كسيل جارف لا تتوقّف.
ما بال هذا الولد يستعجل استجلاب الهموم والأحزان.. وتحمّل المسؤوليّات الجِسام؟، لا يدري أنّه في واقع لا يُشجّع على الحياة، بكلّ معطياته المُحرّضة على الاكتئاب والانفصام والانتحار.
تتأجّج أحزاني عند سماعي بإقامة حفلات أعياد الميلاد في العائلات المنكوبة على جميع الأصعدة، اعتبارًا من تأمين الرّغيف دائمًا، أخيرًا أستكين لفكرة طرد الأحزان، واختلاق مساحات الحياة والفرح.
كلّ سنة تجيء تزيد في أعمارنا؛ لكنّها تُنقص رصيدنا من الحياة مُقتربة بنا خطوة أو خُطوات باتّجاه نهايات آجالنا المحتومة. كيف لي أن أفرح مع بداية العام القادم، وكثيرًا ما أتلقّى التهاني، وأردّ عليها مُجبرًا تأدّبًا متماشيًا مع مشاعر الآخرين. الحروب والدمار والقتل و الأعداء والأوبئة والحظر والموت الجماعيّ وضيق العيش، لم تسمح لنا برؤية مواسم الأفراح الماضية، بكلّ تأكيد القادم ليس الأجمل والأفضل، كما نرتجي ونأمل، ولم يبق من الشّموع في جعبتنا لنوقدها. مزيدٌ من اللامبالاة والتطنيش.. مزيد من الأفراح والاحتفالات.
من كتابي (من أول السطر)
………..
رد الشاعر راكان المساعيد
………………

♡♡♡مولد عام♡♡♡

و ماذا إن أتى أو مرَّ عامُ
و ما زلنا كما كنّا نعاني

و رائحة الدماء بكلِّ شبر
ليختلط النواحُ مع الأماني

إذا نزفتْ قلوبُ الناسِ قهراً
فما نفعُ الرسائلِ والتهاني؟

و ما نفعُ الدواءِ لجرحِ عمرٍ
تفشّى في الفؤادِ مع الزمانِ

إلينا سارت الأحزانُ تترى
شربْنا مرَّها في كل آنِ

تعبْنا يا ليالي العمرِ صبراً
و ملَّ الصبرُ نبضاً للثواني

فهذا العمرُ يسرقُنا سويّاً
ليبقى الشيبُ يختصر المعاني

و نمضي دونما وجَلٍ و نرسو
و نحلمُ بعد موتٍ بالجنانِ

الشاعر راكان المساعيد
……

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!