(ماري وبيروت وجهان للحب والحرب )
في ليلة غزيرة المطر …كان يغني
وكانت ماري انشودة صيف يلهث
في آخر تشرين الثاني
غادر صوته
راح يفتش عنها فاجأته الازقة ….الاعترافات
ماري …ماتت
يصرخ والصوت هدير البحر…. لا … لا. . لا
يرفض …
ماري انشودة مطر تمزق شكل الأفق وتأتي
تجتاز جسده برتابة
تستنجد بالطرق .. وتجري … في حضن عاصمة منهكة تحط رحاها …..وفي زاوية مهملة . . تنفرد بصمت .
الطرق الملأى بالانوار..تنفجركبركان
أشلاء وحطام ودماء ….دخان يحجب كل مكان
ماري ترتجف وتهذي ….تنكمش .. تتقوقع …ثمة طفل بين يديها تحول جثة … صوت عويل ونداءات
وماري من هول لاتنبس
تتأمل وجه الطفل وتبكي بنشيج يخترق الأصداء
كانت تدندن غمغمة . ..(يا ماريا يا مسوسحة القبطان والبحرية ..ردي عليا) ….آااااه ياابني ….
ثمة جسد تنشب فيه أظافرهم….ينتفض لآخر مرة..
ماري ….تبكي بمرارة وجع …ووقاحة صدمة
بكاؤك مر . ..وفجيعتك قاتلة
اين رحيلك …بين يديك جثة طفلك ….صار البحر مقبرة
والكفن شال يستر شعرك .
وبقيت وحيدة …بيروت بعيدة
سيارات النجدة والاسعاف . …لن تصل اليك
ثمة من سبقوك وفات الدور
ومات الطفل
وضاعت في زحمة ذاك القتل….كل البصمات
وعر دربك ياماري
وحل دربك يابيروت .
وانت وحيدة حزنك
صوتك ايقاع الليل المحموم
تحاصره الغربة والمنفى
فينشداغنية الموتى
للمدفونين بعمق البحر
فتحن الاسماك ولاتنهش جثة طفل
قلبك لازال ينبض
هذا مصيرك … في البحر
المرفأ يحترق ..ينفجر ….ودوي يشبه زلزال
بيروت…لازالت تلهو …مصابيح الطرقات
الحانات … صالات الميسر
بيروت تصحو بلليل تسامر كل العشاق
تتعرى …تسكر بجنون
بيروت من شبق ….تصحو
الصوت قريب
وماري لازالت تهذي
بيروت مهددة بالشنق …وبالحب حتى القتل
تخلع ملابسها
تستعرض مفاتن جسم قزحي
تضحك من وله سكرى
بيروت الساعة ثملة
لاتعلم شيئا عن ماري
وماري امشوطة دم ….مسفوح في غمرة فجأة … مثقلةبالحزن …
تمشي …تبكي وتتمتم فتبوح بسر الجثث الملقية عند المرفأ
متسولة اسئلتي اليك ….
اجيبيني ….هل استرجعت صداقة البحر فخانك
وحمل اليك صناديق محملة بعصافير ممزقة
ونواح طفل …بدل اغاني الصيادين ؟؟!
ماري ياسيدة العشق في زمن الكروم
هل فاجأك قدوم الليل الملتهب
وانت تنتظرين الفجر
وموسم قطف العنب
فاغتصبتك الظلمة والوحش؟!!!
ماري …اجيبي
خوفك شرس يتسلق كل الجدران. ..يعبر كل الطرقات.
الاسئلة تسافر فيك وانت المحاصرةبنفي الحرب
وما من ملجأ
أرثيك …وانت مشردة
مخرب وجهك بالرعب
وصدرك يقصده الشرفاء
أرثيك وانت تستعدين لرجمك…
اتعبك جمع الانقاض. … ولملمة بقايا الاشلاء
مشغولة انت بالحرب
يرهقك العمل …. التفكير
ويرهقهم فن التدبير … وحكاية قصص ووشاية
هل اشعلت المرفأ بنار المدفاة …وغفوت وطفلك في حجرك فانفجر المرفأ؟؟؟؟؟!
مابين الفينة والفينة تنتفضين ….ماري اجيبي…صمتك قاتل
اجيبي ….ستعلمك الحيرة يوما ان مرايا الدم معلقة.ما بين تحجر شفتينا…وصخب الليل الوحشي
سيعلمك سكون الموتى. … صنع الصبح المتخم بالأصوات وكيف تجعد خطوات الاطفال الأرض
سيعلمك الوجع كيف تكوني قوية في زمن القهر
وقرنفلة او زنبقة في لحظة عشق..
انت العاشقة التائهة .. وسط المرفا
تبكي من الم ….وتقارن بين الحب وبين الحرب
وتسأل …من قتل الطفل واحرق عند الفجر المرفا
في زمن العودة
ستستقبلك اسراب طيور مرتبكة
وتكونين امرأة حبلى فينا
حيث فيك نحتمي . …بالذاكرة ….
والكلمات المنمقة
ستكونين امرأة حبلى بشوارع وارقام القتلى
في زمن العودة.. .
سيستقبلك وجه مغن فقد صوته
انه وجهي ياماري انا المشبوب بك المتطرف عشقا
اجرخيول الحرب واستسلم …
سيدعوك القادمون من ساحات الموت
لاعادة توزيع غنائمهم.
ماري ثمة صندوق لا ينفع
يحمل اسمك
اكسري الصخر
ادفني راسا شوهته الحرب
صار شارعا . ….رصاصا…تلافيف عتيقة
مجرد صندوق فارغ..
وسيدعوك القادمون … من ساحات النفي الاولى …
المحملين . .بدفاتر شيكات …يا امراة عاهرة
اغمدي رمحك فيهم . . . اغتسلي بماء المطر ..
امض …. آااااه من زمن الصحو …
ومنك…..كلاكما قتل
آه من زمن الحرب .. ومنك … كلاكما قتل
آه من زمن الصمت …..ومنك فكلاكما قتل .آااااه بيروت !!!!!!!
آه من كل شوارعك..وذاك المرفأ
صرت غابات بشرية .. أقبية للموت
آه منك. وفيك تصير ضلوعي افرادا للعد
ماري …. وانت المشرعة لوجعي ولأخطائي
ماري .. انت الصحو . …الوعي ….الفرح الآتي .
انت الوطن المسروق . . رغيفي ….
أنهض فيك .. ..تنمو منك ذراعاي
ماري انت الحب . . الحرب
انت الفصل القادم……يحمل في جعبته الغيم الواعد بالغيث
ويحمل قلبي
ماري تعالي لنغن سوية
فالليلة استرجع صوتي ….
ضميني ….. احتضنيني
….فاناالمولود الناهض فيك
احمل عشقي . شغبي ….شغفي ..
اخلق ثانية بين يديك
فتعالي نسترجع. فرح الماضي
ونغني ….ياماريا ..يامسوسح القبطان والبحرية
.ردي ….ردي علييا.