.
يبقى الموتُ اللغز الذّي تقفُ عنده عبقرية العباقرة، وخيالات الأدباء، وخُطب السياسيين ، وفتوحات القادة العسكريين …
يبقى الموتُ تلك الأُحجية، لا قانون يحكمه! يموتُ الشيخ المُسن كما يموتُ الشاب، يموت الطفل كما يموت الجنين في بطن أمه أو بعد أن يخرج بلحظات.. يتعافى المريض وقد يأس ذووه من شفاءه ، ويتوفى صحيح البدن وهو في طريقه إلى السوق …
الموت هو النهاية، نهاية كل واحد منا، الذي لم يمت بالأمس، يموت اليوم، والذي لا يموت اليوم يموت غدا، والذي لا يموت غدا يموت بعد غد، أو بعد شهر أو سنة، أو سنين..
لا وجود لمعنى الخلود، منذ أن وُجد الإنسان والموت يرافقهُ..
الموت هو الظاهرة التي تتكرر، في كل لحظة، وفي كل مكان من هذا العالم…
الموت القضية الأولى التي حيرت الفلاسفة في اليونان القديمة، والكهنة في مصر وبلاد الرافدين، بحثوا ودرسوا لكن…
لم يضفروا بالجواب، ولن يجد الفلاسفة المعاصرون الجواب، لأن الموت سر من أسرار الله، فما علينا سوى التسليم…
ولأن الموت حق، ونهاية كل حياة، فلم يسلم منه حتى الأنبياء والرسل أحباء الله؛ فطُبق عليهم قانون الفناء .
والله أخفى عنا الموت ، حتى نرتبط معه في كل لحظة ودقيقة ، ولا نغفل عنه أبدا فنكون خيرين في كل لحظة وفي كل موقف ..
ومن مات لن يعود إلى هذه الدنيا ، إلا حالات قليلة جعلها الله معجزات يؤيد بها أنبياءه ..
ما هو الشعور الذي يجتاح الإنسان وهو ينتقل من الدنيا إلى حياة البرزخ؟
ما هو الإحساس والروح تودعُ أحباء ألفتهم غي الدنيا ؟ ….