وجه ٌ تبعثره الفصولُ الأربعهْ
وعلى ملامحه الكئابةُ مُشرعهْ
عَصَفَتْ به السنواتُ دون هوادةٍ
وكأنما خُلقت نوائبها معه
وهو الذي كان الربيعُ متى أتى
أعطاه أجمل حُلــّـةٍ واستودعه
فترى النظارة َ قد بدت في وجهه
وترى الورودَ بوجنيته موزّعه
وهو الذي كانت تقبــّـل خدّهُ
شمسُ الضحى مفتونةً متولــّـعهْ
فتمدّه عند الشروق بضوئها
ومع الغروب تذوب فيه مودّعه
فترى الضياءَ يَشـِعُّ ملئ جبينه
وترى العيونَ بوجهه متطلــّـعهْ
كم أقسَمَت كلُ الملاح ِ بحسنه
وبما لديه من المحاسن ِ مُجْمِعَهْ
سَحَرَ العقولَ بكل ما خُلقتْ به
من فتنةٍ.. سبحان من قد أبدعه
شاهدتــُـهُ والعينُ قد ُفتِـنـَـتْ به
والعقلُ داهمهُ الشرودُ وضيّعه
ورأيتــُـني قد صرتُ بين شباكه
مثل الفريسةِ لم تكن متوقــّـعهْ
فرمى السهامَ بلحظهِ لمّا رأى
نحوي فكانت في الفؤاد فأوقعه
فاستسلمتْ نفسي له وهي التي
عن كل راغبةٍ بها متمنّعه
واليوم غابت عنه كلُ مَلاحةٍ
وغدت تبعثره الفصول الأربعة ْ