بلغنا الوجــودَ عُـلًا و انفـراد
لأحـلامـنـا ناطِــحـاتٌ تُشــاد
إذا قـيلَ يومًا بأنَّا اسـتَـرَحنا
كفـرنا بقــولٍ لنـا قـد يُــعــاد
فـلا أجـزعـتـنا بـيـومٍ حـيـاةٌ
و لا أنقَـصَتــنَا بـيـومٍ عــتـاد
بلغـنا الثـريَّا، و مـا لم يجـي
عــلى عـقبـيهِ لـنـا، ســيُقــاد
ولو أسقَطونا نسيرُ الدروب
وجيًا يسيرُ خطىً و اعتقاد
خُطانا مَحتْ كُلَّ ذاكَ الأفول
لــتـرسُـمَ نـقشًا لـيومِ التـنـاد
و إنَّـا عـلى جـذوةٍ نـتــوارى
من النورِ حتى يَضِلَّ السواد
فما أظلَمَ الليلَ دونَ نجومٍ
وما أحـقرَ المـرءَ دونَ مُراد
وُلِدنَا جبالًا كـأنَّـا الشـمـوخ
كشـعلَـةٍ نـارٍ بـأعلى النِجـاد
فكنَّا ضِرامًا نُضيءُ الطريق
وما دونَ هـذا يصـيرُ رمـاد
ولسنَا كمثلِ الورى نستَسيغ
من الناسِ مدحًا لكيلا نُكـاد
يُـكَرَّرُ قـولٌ فـهـل نستَـزيـد
من القولِ فعلًا يُعَلِّي المزاد؟
فنحنُ الأديمُ من الأرضِ حتى
تُصـابَ بـنا قـادحـاتُ الزِنـاد