تسللتِ العتمةُ من عروقِ النوم
مُتكئةً على عُكازِ الموتِ
ليلٌ عجوزٌ باغتني
جاءني بوجبةِ مرضٍ
نضجتْ على نارٍ الوجعِ
اغرورقتْ عيونُ السَماءِ
وأُرهقتْ ريحَ المَساءِ
من خَببِ الصمتِ انتَشلني
وفي هجيرِ الليلِ أيقظني
عيونٌ شاخصةٌ
أصابعُ تعزفُ على إنفرادٍ لحناً
يجتَرّهُ الموتُ
يمزقُ قيودَ الظِّلِّ
وَيختنقُ عندَ سَديم الألمِ
كانتِ الشرفةُ صَماءَ
حتى أمواجُ البحرِ
خَرستْ عنِ البكاءِ
اختناقٌ في اختناقٍ
روحٌ مُحشرجةٌ بغَمامِ الانعتاقِ
هجرةٌ بدأتْ إلى عالمِ الغِيابِ
تَلعثمتِ الكلماتُ
تحشرجتِ الحروفُ في فَمي
نَمتْ عليها أشجارُ القلقِ
باحت بلعنةِ الآهِ
ضَمّني ضبابُ الوقتِ القاتلِ
وفي حقائبِ صدري شموعٌ
تَلهثُ في وجهِ ريحِ الموتِ
استضافَني الصَّمتُ في مقبرتِه
وَحدي على دربِ الأنينِ
أبحثُ في معبدِ الخلاص عن رُفاةِ حَياة ٍ
علَّني أردُّ بها لسعةَ الهلاكِ
أصطادُ جِيادَ الرحيلِ
لأمتطيَ عندَ شَفيرِ الألمِ جوادَ العافيةِ
وأعودُ منْ رحلةٍ
عُنوانُها مِتُّ قبلَ الآن
هـالـة حجـازي/ لبنان