يُهدرون دمعَ السنابل
ويرفعون نَخبَ الشقاء على موائدهم الثقيلة…
كأنّ البلاد مائدةٌ للعهر
والشعبُ… فُتات يُسكب على عَجل.
يُنادوننا
اصبروا، فالجوعُ امتحان!
ونحنُ نَمضغُ الصبر حتى اهترأت قلوبنا
نخيطُ البطون بخيوط الوهم
ونُطعِم أطفالَنا من كتاب الأسى.
أحلامُنا تُعبّأ في خزائنهم
وزفراتُنا تتحوّل إلى عُملةٍ صعبة
يُراهنون بها على طاولاتِ الخراب
ثم يضحكون…
كأنّ أرواحَنا قصصٌ تُروى بعد العشاء!
تحت الأرضِ النفط لنا
فوقها القمحُ لنا
وكلّ الجهات تقول: هذه الأرضُ أنتَ.
لكنهم يزرعون على جلودنا
خرائط لا نعرفها
ويُلصقون على أفواهنا
صمتًا نُستوردُه مع أكياس المعونة.
في الليل…
نبكي في طوابير الغياب
نغلي مع القدور الفارغة
نَنسى كيف نضحك،
فنكتفي بالموتِ كي نُشعر أنفسنا أننا أحياء!
يا لصوص الحكاية…
البلادُ ليست ميراثًا من فم جدّ الجمل
وليست صكوكًا تُباع في مزاد الذل
هذه الأرض أمّنا
وأنتم الطارئون…
زائلون كالغبار في مهبِّ العاصف
سَيأتي زمنٌ
نكنس فيه كراسيهم المهترئة
كما نكنس الغبارَ عن أكتافِ التاريخ
ونكتب اسم الفقير
على رايةِ الدولة.
سَيأتي زمنٌ
لا يُقسم فيه الجائعُ بكسرةِ خبز
بل تُقسم الأوطان بكرامةِ أبنائها.
وسنُقيم صلاةً
لا تؤمّها العمائم
بل الأرواح التي قاومت بصمتٍ
ولم تركع…
إلا لله .