كتاب رحلة بألف رحلة: إيران بعيون تونسيةهوكتاب في أدب الرحلات أشرف على تصحيحه الناقد والكاتب الكويتي محمد صرخ وهوقدمه المستشارالثقافي الايراني محمد أسدي موحد.
رحلة بألف رحلة هي مجموعة من الرحلات كشفت من خلالها الأديبة منىب عزاوي تجليات الثقافة والحضارة بالجمهوريّة الإسلامية الإيرانيّة من خلال تعدد زياراتها ومشاركاتها العلميّة والأدبيّة في أغلب التظاهرات والمؤتمرات الدوليّة.
ويعتبر هذاالعمل الأدبي المولود الخامس للكاتبة في سماء الأدب والكتابة. فقد سافرت بالقارئ إلى فضاءات ومدن إيران المتنوعة وسجّلت رؤاها وأفكارها بكل وعي وثبات مستعينة بالحجة العينيّة الكامنة وراء ماهو مرئي. حيث بلّغت بكل عمق واهتمام كل ماتعايشت معه عن طريق الرؤية والمعاينة والتحقيق وقد صاغت أسلوبها الكتابي داخل تشكّل أدب الرحلة باعتماد أساليب الكتابة على غرار السرد والوصف والحوار ،فضلا عن التدوين النثري العميق الذي يغوص في مدارات الفكروالشعور ولعّلها قد تميزت عن السابقين في تناول وطرح الاشكاليات المهمّة التي لطالما سُجّلت في ذاكرة الشعوب المسلمة ونادت في رسالتها الأدبيّة إلى أهميّة التعايش السلمي وإعادة نشرالوحدة الإسلاميّة بين العرب وإيران.
قضايا كثيرة ترّحلت بين أسطرالأديبة،حيث أنتجت من خلالها نتاجا فكريا وأدبيا واعيا وملمّا بكل قضايا المجتمعات الإسلاميّة. فقد استخدمت اللّغة استخداما فنيا خاصّا، كاشفا عن تجربة إنسانيّة فريدة من نوعها رغم محدوديّة الزمن ومحدوديّة السفر. لذلك أسهمت في بلورة رؤيّة ذاتيّة واجتماعيّة للحكمة الواعية التي تجمع بين معاني اللّغة والأدب والأديب والوجود. إذ كانت مسافرة بعدسات اليقين والحكمة والوعي بين المجتمع والحياة والآفاق الاستشرافيّة.
من هنا أسست منابع الجمال التعبيري المتماهي مع جمال إيران، فأسهمت في تكوين ثنائية التأثر والتأثير عبر مناهج المعرفة وآليات التعرّف على الحقيقة من خلال سرد تجربتها الذاتيّة التي جعلتها الأديبة تجربة ذات منفتحة على كل الذوات. فكانت نافذة مشرقة على معارف الأدب وتجليات الحقائق التي كُشفت عن طريق منظارالمسافرالمشاهد الذي عيش داخل واقع هل اواقع غيره. إنّها تجربة ترّحل بين الأزمنة والأمكنة وبين الهويّة والحقيقة فضلاعن الاستفادة والمنفعة.
وفي الإطار عبّرت عن مدى وعي الشعب الإيرانيّ بالمسؤولية الوطنيّة تجاه أرضهم فيظل امتداد مستلزمات الحصار لسنوات طويلة، فنجحوا بذلك في تحدي الصعوبات وتطوير بلادهم والارتقاء بها دوليا وعالميا، كما أسهموا في بلورة ثقافة التعايش السلمي بين الشعوب والديانات المتعددة وحافظوا على الكيان الإنسانيّ والاجتماعيّ من خلال احترام الآخر والتعايش معه في كنف لسلم والسلام.
إنّ مظاهرالتطور والتقدم بارزة داخل إيران حيث يحظى الفرد بمكانة بارزة داخل مجتمعه كما تحظى المرأة الإيرانيّة بالمكانة الأبرز على عكس مايروج ويقال في الإعلام. فالصورة التي تلمحها العين هي أنموذج الحقيقة المثلى ولا يمكن البتة تكوين المعرفة والحقيقة بثقافة السماع لأن المساف ةبين المشاهدة بالعين والمشاهدة بالأذن بعيدة المدى. لذلك كان هذا الكتاب تصحيح لمسار الحقيقة الملموسة وإضفاء للمسؤولية الأدبية تجاه بلد وشعب عرف بالاحترام والتفرّد في الإبداع والإنجازات العظمى رغم التحديات الكبرى. لقد صنع الشعب الإيراني قوة فاعلة في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع. هذه القوة هي نتاج الوعي التام بالمسؤولية الذاتية لذلك دونت الكاتبةهذه التجربة لتكون أنموذجا حقيقيا نحو تكوين معارف ثابتة حول الإيرانيين والتعرّف عن مظاهر تقدمهم وتطورهم بالقول والصورة.
وقد خصصت الأديبة قسما للصور والمشاهد المرئية من أجل تنويرالرأي العام وبناء ثقافة حقيقية حول بعض المناطق التي تمت زيارتها على غرارالعاصمة طهران وأصفهان ومشهد المقدسة وقزوين ولعلّها تجربة معرفية تساهم إلى حدّ ما في مزيد الانفتاح على الشعب الإيراني ّثقافيا وعلميا ،فضلا عن تعميق التواصل الاجتماعيّ والحضاريّ بمختلف التجليات.