قالوا في الأستاذ الدكتور أحمد ماضي ( 1 )

تحليل في  ذهنية  أحمد ماضي 
 بقلم : الأستاذ  الدكتور  عدنان  بدران 

الأستاذ الدكتور أحمد  ماضي   مشاكس  قوي   يقابلك  بالحجة ،  عنيد  في  رأيه  وخاصة  بما  يتعلق  بالفكر  المستنير ،  لا يقبل  إملاءات  أو فرض  أي  فكر عليه ،  لا تقبله  العقلانية  وفلسفته  في  الحياة،  فهويؤمن  بالعددية  الفكرية  والتعددية  الساسية ،  وأي فكر يجب  أن  يطرح للتحليل  الفلسفي ، يحترم  الأختلاف  ولكنه  لا يداهن أو  يجاري  في مبادئه  الرئيسة  وخاصة ما يتعلق  بحرية التعبير  وحقوق  الأنسان ،  ويؤمن  أحمد ماضي بأن للتفكير مساحات  بلا حدود  تبلغ  السماء ، ولا تقبل  الخطوط الحمراء  أمام مهارات التفكير  المطلق  الذي يرقى  بالإنسان  إلى مدارات  عالية  دون حدود  ” أنا  أفكر إذن أنا موجود ” لكارتر .
تأثر أحمد  ماضي  بالمدرسة السوفيتية عند  دراسته  في  جامعة موسكو  أثاء  العقود التي  سادت  فيها آنذاك  الشيوعية ، فأصبح ماركسيا في فلسفته للحياة  وخاصة  ما  يتعلق  بتوزيع الثروة  والاشتراكية  القائمة  على  تكافؤ الفرص  والحرية  والعدالة  ، إلا أنه  بقي  قوميا  عنيدا  يؤمن  بعروبته  ووحدة الأمة العربية ،  ومشاركة  لبناتها  في  ثرواتها  الطبيعية  والبشرية  وبناء التعددية  السياسية  للوصول  ‘لى النهج  الديمقراطي  في الحكم  بمشاركة  جميع الأطياف  السياسية  دون إقصاء  أو تهميش  لأحد ،  ودون  تمييز  ديني  أو مذهبي أو طائفي  أو أثني  أو جندري ،  وصولا  إلى  الحكم الرشيد  وبمشاركة الجميع .

أحمد ماضي  هو  باحث  ملتزم   شموليا  ومرتبط  ارتباطا  وثيقا  بالفلسفة  ،  والفيلسوف  الذي يأتي  بأفكار  فلسفية  جديدة تعكس بيئة  المجتمع  ومشاكله  وتُفلسف  له  أفكارا  جديدة ، لتنير  طرائق  فكرية جديدة يطرحها  للرقي  بالفكر  المجتمعي  إلى  مدارات  فكرية  أكثر  تقدما  هذا  هو الفيلسوف  الحقيقي  الذي  يغير  في  المجتمع الأنساني  كما يراه أحمد  ماضي  ، أما فلاسفة  اليوم  فمعظمهم  يجترون  الفلسفة  من أفواه  غيرهم  لتلقينها  إلى دارسي الفلسفة  من الطلبة .
لذا  اشتغل  أحمد ماضي  بالفكر  العربي ،  وهي أرض خصبة  لدى  أي باحث  فلسفي  لغزارتها  بالمفارقات  الفكرية  التي يرتبط  بعضها  بفكر  ظلامي ، ظلمة  دهاليزه  التاريخية  أشبه  بالقرون  الوسطى  في أوروبا  إلى دهاليز  الحاضر  بفكر منفتح  قد ينافس  الفكر  الغربي المعاصر .
درس  أحمد  ماضي  تاريخ الفلاسفة  السابقين  من أرسطو ، وأفلاطون ، وابقراط ، وابن خلدون ، والأفغاني،  ومكسيم غوركي ، وسارتر  ،  وباروخ سبينوزا  ،وقسطنطين زريق ، ونظرية  الحقيقة  لوليم جيمس  وزكي نجيب محفوظ ، وساطع  الحصري  ، والريحاني ، ومحمد عابد الجابري وزكريا إبراهيم … وغيرهم .
ولدى أحمد  ماضي دراسات في  العلمانية  والدين ،  والعلمانية في الفكر العربي ، والأصالة والمعاصرة ،  والعالم الإسلامي  والحداثة ، والثقافة  العربية  بين الهوية  والتنوع ،  والمشروع  النهضوي  العربي ،  والتعددية  السياسية  في التراث  الإسلامي  وغيرها .
يؤمن أحمد ماضي  بأن الفلسفة  والمنطق  يجب  أن تأخذ مساحة معينة  في  دراسات  الطالب  الجامعي  مهما كان تخصصه  ،   وقد تألم  كثيرا  عندما قررت  الجامعة الأردنية  إلغاء  مادة الفلسفة  من متطلبات الجامعة  سابقا ،  وبفضله  تم  إعادتها  كمادة  ضمن متطلبات  الجامعة مؤخرا  ،  وهو يسعى  حثيثا  حاليا  لإيصال  الفلسفة  والمنطق  إلى  مناهج التعليمومع  الطفولة المبكرة  والمراحل الابتدائية  والثانوية  لتنمية مهارات التفكير  والغاء  دور التلقين  والحفظ  من أجل تنمية  الفكر الناقد  ومهارات  واتجاهات  التلميذ  الإبداعية  ليكون  باحثا  مبتكرا  يسهم في تنمية   المعرفة الإنسانية ،  وتنمية  مجتمعه  سياسيا واقتصاديا  واجتماعيا .
هذا  هو أحمد  ماضي  رائد  الفلسفة .. دمث  خلوق  صادق  يدخل  السريرة  في النفس ، أحبه  طلابه  واحترمه  زملاؤه .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!