الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الفنانة والاعلامية وفاء مراس في زاويته أسماء وأسئلة

تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.

وفاء مراس واحب ان اعرف نفسي كانسانة وشغوفة بالفن منذ الصغر عرفني الجمهور المغربي من خلال قناة تمازيغت وبعض الاعمال الدرامية لكن احب ” وفاء كصحافية و مراس” الناظورية التي غنت ذات يوم” ثلايتماس ” علىً خشبة المسرح في مسرحية تازيري تاميري والتي علقت في الذاكرة الامازيغية الريفية فاحب دائما ان اعرف نفسي بهذا التواجد الوردي لدى الاحبة

منهمكة هذه الايام في قراءة ” ثورة الايام الاربعة” رائعة من روائع الكاتب المغربي عبد الكريم الجويطي

وأجمل كتاب قرأته رواية ” ثلاثية غرناطة” لرضوى عاشور ..والتي لاتزال حية في ذاكرتي بكل تفاصيلها لحمولتها التاريخية الحبلى بالعواطف والمواقف الانسانية ابان سقوط الاندلس وكيف انعكس ذلك على التمزق الذي علت منه المسلمون بعدها

الخطوات الاولى ابتدات من المدرسة عندما كنت اشارك في الانشطة المدرسية فلازمني شغف الفن وكبر في داخلي حتى اضحى متلازمة روحية لا اريد الشفاء منها ابدا

الناظور هو الميلاد والمنشأ هو البيت الذي غمرني بالحب وعشق الارض ولايزال عطر مطره واريج تربته ونسائم فصوله تتدفق في مكامن روحي هو المدينة التي ولا احب التسكع في دروبها وبين شواطئه .. اينما تميلني امواج الحياة يبقى هو اصل الحياة بالنسبة لي

لكن حبه يتقاسم مع حبي لبلدة أبي رحمه الله بني وراين حيت تتمة الطريق والنهاية اليه

تمنيت ان اقدم برنامج سينما الخميس بالقالب الكلاسيكي الجميل الذي وضعه فيه مقدم البرنامج الاعلامي المقتدر علي حسن

حاليا مع الاوضاع التي نعيشها من عدم الاهتمام بالشان الفني والثقافي بالشكل الفعلي المطلوب والتعامل معه وكانه شيء للترفيه لا اولوي

احس وكاننا نتعرض للقصف واللاقيمة لذلك نعيش الان ازمة قيم وهو ما يوكد قيمة الثقافة والفن كاساسيات البناء الفكري والاخلاقي للمواطن الانسان

لا يعقل ان نعيش في بلد 90 مهرجان ولا نمتلك قاعات سينمائية او تفعيل للدور الحيوي للمركبات الثقافية ودور الشباب ودعم الفرق المسرحية والاخذ بالمواهب والطاقات احس وكاننا في حالة فوضى واتمنى من الوزارة الوصية التدخل لمعالجة الامر والوصول به الى اسمى المراتب ايضا بادخاله ضمن منظومة البرامج البيداغوجية

العزل الاجباري هو اشبه بالاحتضار للفنان الذي تقوم حياته على التجدد وهو يستمد طاقته من تفاعل الجمهور

نعم نتفهم وجوب الحجر الصحي لما عرف عنه تاريخيا انه انجع وسيلة للقضاء على الاوبئة لكننا نعيش الان مرحلة الانتقال الى التطعيم الثالث وهو ما كنت آأمل ان يكون فرصة لتعود الحياة بالشكل العادي غير اننا لا نزال نتخبط في الوضعية الاولى للوباء مما يؤثر سلبا على مواعيد فنية ثقافية مهمة جعلتنا نعيش حالات من الاحباط والظغط النفسي

لو كنت من الزمن الماضي كنت اتمنى لقاء الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي

لست اندم على اي ما مررت به لان كل محطة من هذه المحطات التي مررت منها افادتني مهنيا وانسانيا اذا لا احتاج الى فرصة العودة الى نقطة البداية

اكيد تبقى الذكريات بحلوها ومرها وهي ما تعطينا حقيقة انفسنا اننا عابرون ووجب ان نستمتع بالحياة اكثر لانها فرصة اما الفراغ فلم يكن ابدا في قاموس حياتي لانني فنانة وصحافية وحياتي متنوعة ومتعددة المشاهد و السيناريوهات

احتاج لكليهما ولا احب مصطلح المساواة لانني ارى ان المراة المغربية مهما يكن فانها تتمتع بحقوقها واولها حقها في التعليم واختيار مسارها المهني بما يحقق لها استقلالها المادي الذي هو ضمانها في الاستمرارية وتحقيق الذات وليس الارتكاز على تواجد الرجل في حياتها

سرايا حمدين تجربة لذيذة من خلالها تعرفت على اصول الاشتغال في الاعمال المصرية التي نسجت ذاكرتنا بالمتعة والخيال وحب مصر وحضارتها

واحببت هذه الخطوة لانها كانت اضافة قيمة لمساري الفني لكنني لم اتوغل فيها نظرا لالتزامات الكبيرة هنا بالمغرب لكن اذا اتيحت لي الفرصة للاشتعال بمصر فاكيد ساعيدها

طبعا ليس بالخبز وحده يحيا الانسان والا فما استطاع الانسان ان يخلد سيرته من خلال جدران الحضارات الاسطورية التي اورثها للانسانية.

هنا واود ان تصل رسالتي الى الوزارة الوصية ان تلتفت للفن والثقافة اكثر بالمغرب

ان تجعله من اولويتها ان تدافع عن ادماجه في المقررات الدراسية فلا يمكن ان نبني الانسان من خلال فقط معادلات الرياضيات لكنه يحتاج الى تهذيب ذوقه و الرقي بفكره ولا يمكن ان يحقق ذلك الامر خلال الفن والفنانين والمثقفين

حتى نفوز بالمواطن الانسان وبالتالي ترقى اكثر خاصة واننا تنامى الى بلد عريق تاريخيا ومآثره التاريخية تتحدث عن قمة الذوق التي تمتع بها المغربي على مر التاريخ

في إنسجام وترابط وانا احب ان اتعامل مع برامجي بحس فني لا مجرد مادة اعلامية جافة لانني احس انها تكون انجح في الوصول الى ربط تواصل انساني مع المتلقي

لم تعد ابدا ذكرياتي جميلة منذ وفاة ابي الغالي والذي لم اشبع من وجوده

لم اعد اثق بكلمة الذكريات اثق باللحظة التي اعيشها

وما عشتها مع والدي رحمه الله احب ان اتعايش معه الان وكانه فقط ينام على الاريكة وانتظر لحظة استيقاظه لان ابي بالنسبة لي قد سافر وهو ينتظرني ان يصل مركبي ليرسو في احدى النجوم اين يرقد بسكينة

اود أن أشكرك رضوان على هذه الدردشة الماتعة واود ان يصل نداءي الوزارة الوصية عن قطاع الثقافة ان تلتفت للفنان المغربي وتاخذ بيده وبيد القطاع فهم مدركون جيدا اهمية الفن والثقافة لاننا نعيش في بلد يستحق منا كل الخير