ربما أنتَ هُنا (٢)/ بقلم:ياسر الزبيدي

ـ وتضلُ تركضُ في خيالِكَ باحثاً
عن بدايةٍ جديدة
عن فرصةٍ آخيرة،
عن أشباهِكَ الأربعين
عن معجزةٍ إلـٰهيةٍ تنتشلك من هذا الجحيم
عن ملاكٍ يمدُ يداهُ إليك
يُحطم حواجز الصعاب
مُمَهِداً لكَ الطريق ..،

ـ وتضل تركضُ في خيالك باحثاً
عن إسمك في دعوات الصالحين،
عن ملاذٍ آمـِنٍ يحتويك،
عن حبٍ حقيقيٍ
يكونُ لقلبِكَ جبـراً وعوضاً للسنين..

وتضلُ تركضُ في خيالك باحثاً
وتدورُِ كالهامِسترِ الصغير
في عجلةِ الحياة والأيام
وأنتَ في مكانك ..!

(يمُر اليوم كالأمس وغدا مثلهما.!)

ـ هذه اللحظات يا صديقي
أعرفها تماماً
أعرفها للحدِّ الذي يجعلني أراها في ملامحِ كُل مَن يُعايشها الآن ..

أقرأها بوضوحٍ جداً على أرصفة الشوارع والطرقات، وجدران المقاهي، وأغنيات الصباح،
وإني أستعيذُ الله من جحيمِها ..

ـ لحظاتٌ كابوسيةٌ لها قناعٌ مستور،
تُعيدُ لكَ الماضي
وتسردهُ على صوتِ إيقاعِ الطبول
تُعيِدُ لك خيبات عُمركَ كُلها
كفيلمٍ سينمائي مُثير
تكونُ خاتمتهُ ضياعُكَ المحتوم .!

هذه اللحظاتُ عايشتُها كثيراً
عاشرتُها زمناً طويلا
وعشتُ في أزقتِها أمداً بعيدا،
سافرتُ مُدنها مُرغمًا،
وتجولت على جسورِ أحزانها،
راقصتني غصباً على صوتِ الأجراس
وإيقاع الليالي
بعد أنْ سَرقتْ مِن ملامحي البراءة،
وأسرتْ مكامِنَ الإدراك في يقيني
(بأنَّ الظلام زائلٌ لا محالة ..)

ـ لحظاتٌ أسكنت اليأس قلبي،
وأدمَنَتْ مرافقتي
كمُراهقٍ باعَ حياتهُ للهروين،..
وعَشِقتْ صُحبتي
كعهارةٍ لا تعرفُ قِبلة الصلاة لتتوب.!

وعاشتْ معي كظلٍ لا يزول .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!