وفي أطياف الآفاق قد سرى
إدمانُ شاعرٍ حـرٍّ يُسرف السهرا
ينقبُ سراديبَ الخفاء ومشى
الأدغُلَ في طرقات المجد والأوعرا
لامسَ مبيتَ الفجر والحلُم لا
يستكينُ في داخلِهِ يُنشد السَمَرا
من الليالي الحالكةِ وفوقَهُ
الأنجُمُ تسامرُ المجهولَ وأشهرا
سيلُ هيـام المدواة وأزبدَ
رافق خلوتهُ وميضُ أفلاكٍ أبهرا
سكينةَ علياءه وفي ذاتـِه أخفى
الهزيعَ والخوفُ ما أضمرا تهادى
الأزلُ قرابةَ إنتشاءه يناجيه
كما ناجى من قَبلُ الشُعَرا
فحاكاهُـم وهو من أوجز
جَمَعَت حناياهُ أُفُقَ الدُّنى والقمرا
لا يستطيعُ أيٌ أن يطَـأَ أخلادٌ
عذراءُ تُنثرُ بالأمشاع الدُرَرا
فمَن لامس غضْبَةَ الليل شريدٌ
في الأبعاد إستطاعَ أن يظفرا