إما ذكرتك فاضت الآماق
وأتيت تحملني لك الأشواق
ما مثلها عيُ الحبيبة ساحر
فيها غروب الشمس والإشراق
تسري جداولها الرقيقة في دمي
ويضوع عطرا في فمي الدراق
يا قرية الزيتون حيث طفولتي
كم ظل فيك من الرفاق رفاق
هل ما يزالُ الحًورُ فيك مكدسا
ويزوره الحسون والزقزاق
كانت جنائن للكروم بوصفها
تتزين الأقلام والأوراق
يا موطن العلماء قد ملأوا المدى
هل يا ترى يوما هنا يتلاقوا
نطحوا الكواكب والنجوم بهمة
كبرى ما وسعتهم الآفاق
إن لم تعمد حبنا غدرانها
فالحب وهم خادع ونفاق
يا عيُ وابنك مثل ميسك خالد |
بيني وبين الخالدين سباق
في القلب مسكنها وروحي دونها
وإذا غفوت تضمها الأحداق
امي الحبيبة كيف لا تهفو لها
نفسي وبُعد الأم ليس يطاق
أبدا لغيرك لا تهون دماؤنا
ولأجل مجدك ترخص الأعناق
مع كل فجر كنت أشرب عينها
مثل الآلئ ماؤها الرقراق
أعنابها انعطفت على رمانها
ولتينها دون الثمار مذاق
تتشاكل الألوان في واحاتها
فتتفاوت في سحرها الأعباق
لما أتيتُ أزورها من غربتي
اخذت تعانقني بها الأعذاق
وبكيتُ شجيرات الفت ظلالها
ما عاد في أغصانها أوراق
قالت كروم اللوز ماتت بعدما
غادرتها واستوحش العُلاق
عبراتُ عيني التقت بترابها
والدمعُ إن طال الحنين عناق
غنت مدارسها قصائدي
والحي والساحات والأسواق
يا دوحة الميس العتيقة من هنا
عاد المشوق وغادر المشتاق
مهما أسافر في البلاد فأنني
يوما اليك مع الغرام أساق
شعر: الدكتور خالد ابو الرشيد الختاتنة