الليل والحنين /بقلم: رؤى المخلافي

وحينً أكونُ بِه بمفردي، في ظلامِ الليلِ وسُكونِه، أجلِسُ في غُرفتي بَينَ أوراقي، أكْتبُ عَنِ الحَياةِ وأقْدارِها، عنِ الروحِ البَشريّة التي أَصبَحتْ تَحْتَضْر أمامَ بؤسِ هذا العالم..

الرِّياحُ تُراقِصُ سَتائِرَ نافِذَتي، وأنا شارِدَةٌ، أُنْصِتُ لِتِلْكَ الموسِيقى التي يَعْزِفُ بِها خَيالي!
يَغمُرني الأَسى، حَنِينٌ يَأخُذُني بَعيدًا حَيْثُ لا أُريدُ أنْ يأخُذَني، كُنْتُ كَغَيري مِنَ البَشَرِ، لَدَيَّ أَحْلامٌ وأُمنِياتْ، حُلمٌ راوَدَني ذاتَ لَيْلَةٍ، رَكَضْتُ خَلْفَهُ كَثيراً ولمّا يَئِسْتُ مِنْ تَحْقيقهِ تَخَلَيتُ عَنْه، رَحَلَ عَنْي بِمِلْء إِرادَتي ..

لَكنَّ الحَنِينَ لَمْ يَدَعْني وشَأْني،
يا إِلهي ما لِهذا الحَنِين لا يُفارِقُني؟!
أَصْبَحْتُ أَعمَلُ جاهِدَةً، أَبْحَثُ عَنْ سَطرٍ يًبْتُرُ مَشَاعِري، يَمْحو حَنيني، سَطرٍ يُساعِدُني على النِّسيان..

لا أُريدُ أَنْ أَقَعَ مَهزومَة، لا أُريد أَنْ أَهْرَع لِطَلَبِ النَّجْدَة بَعْدَ أنْ تُغَطِيني الوَحْشَة ..

الصَّبْرُ هو قُوتي فَكَمْ أَخْشى أَنْ يُغادرني ويَحِل بي ما حَلَّ بأَصْحابِ الكَهْف فأَنَامُ طَويلًا مِنْ فَرْطِ يَأْسي وقَهْري، وكَما هو الحال هأنذا أَسْعى لِلنُّهوضِ بِمُفرَدي مِنْ عُتْمَة أَحْزاني دُون أن أتَقاسَمَ بُطولَة روايَتي الحزينَةِ مَع أَحَدهم ..

بَشَرٌ مِنْ لَحْمٍ ودَمْ، ما كنّا يَوماً صُخُورًا، ما كنّا دُمًى خَشَبيَّة..

ولكِنْ . . .
مَنْ سَيَكتَرِثُ بِما نَحنُ علَيه؟
مَنْ يَأبَه بِنا وبِمآسِينا، بِهُمُومِنا وأَحزانِنِا؟
هَلِ المَوتُ يُنْقِذُنا؟
هَلْ بِإِمْكانِهُ مُساعَدَتُنا؟

وإنَني أَكادُ أَجزم أَنَّ المَوتَ حَياةٌ لَنا وأَنّ الثَّرى نَعيمٌ مِنْ ياسَمين وأَنَّ ما نَحْنُ عليهِ هو الجَحيم والظَلامْ ..

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!