لمْ أكن قاتِلا…
كنتُ أتسلّى، وأنا أنتقي في الحشود الغفيرَه
رأسَ ضحيّتيَ القادمـه
كنتُ أزهو بَعرْش الإله الّذي كُنتُه وقْتَها
وأسخر من زحمة الشّارع الحالمه
كنت أضحك من عبث المفردات تُغنّي إرادتها للحياةِ
فتأخذها الطّلقةُ الصّاعقه
لمْ أكن قاتلا…
كنتُ أحاورُهم في ظلالي:
منهمْ هُبوبُ الكلام ومنّي حريق الرّصاصْ
لم أكن قاتلا…
كنتُ أقفُو مسار الرّصاص إلى فجرهم
وأحدو إليه ظلام المدينه
سأخلع، بعد حين، دوْر الإله الصّغيروأمضي
سألثم، حين أعود إلى ظلمتي، وجهي العجوز المخبّأ تحت قناع تهرّأ من قسوة الضّحكات
وحدي سأدعو طقوس الأُفولْ
وأبكي على مفرق في الطّريق الطّويلْ
سأسألُ من رافقوني عن وُعود تهاوتْ
وأرفعُهم من حَضيضِ البُكاءإلى موعدٍ في الغد المستحيلْ
سأحضنُهم بامتلاء الحنين إلى أمسِنا
سنضحكُ من وَجع في الغناء ثمّ، حين يضيق بنا مركب الذّكريات،
سنبكي معا
ثمّ نمضي معا في دخان الرّحيلْ
حينَ وقفتُ على مولد الذّكريات
لم أجد غير ظلّ ابتسامتيَ البارده
ولم أرَ غيْر جبْهتي النّائمه
في الرّصاصه الأخيره
الشاعر والروائيّ لطفي الشّابّي / تونس
جوان 2011 ( واقفون هنا والمدى واقف )