حينما نختفي من قعرنا
نخلف الخواء لحراسة
مدينتا الوحيدة الشبيهة
بتذكار الوداع الأخير
المتصدع الغرة..
نخلفها مغللة بالصمت
خلف بقايا ذاتنا المكبوتة
بمن وما تبقى
فيها من أفكارنا
المسودة
وأطفال يأسنا المنتحبة
توقًا لضرع الحلم البعيد
المتيبس من حليب التحقق
حينما نغادر قيعان أرواحنا
نحن المنسيون من العاطفة
الجياشة
حيث المستنقعات المثخنة
نتركها خلفنا
تعانق ضباب ذكريات
يتهادى على صفحة
جدران الروح الغامضة
ومعلقا بأستارها الخلقة
ضَّبح بومات الشعور الأسود
وهمهمات النوم المضرج بالرماد
المترسب في حواف الحسرة
وهو يلاعب السهاد الشطرنج
على ضوء جمرة الأهآت
المشعة بالحنين يتجرعان أقداح
الاشتياق المعتقة النبيذ
حينما نغادر جامعين أخر شظايانا
منا على قطار النسيان
تقودنا سنين القحط
إلى خلف أسوار المرارة
إلى مدن الجحيم الناقص
حيث نرتجف مرارًا وتكرارًا
جوعًا شعوريًا وبردًا إحساسيًا
قارصًا
فوق أرصفة شوارع إحباطنا المتمادية في تأججها
مشاعل احتجاج حتى منتصف أعماقنا
لنشم منها بخور الموت الذي
يلفنا بمساءات الغرق فينا
ونحن نسرح خصلات دموعنا
المتناثرة
على مرايا الفقد والشكوى
حينما نغادر قيعاننا
نجدنا نسخة متكررة
على وجوه الاخرين في كل انحاء
الكآبة
حتى أخر وجه المنتهى