بين اليوم والأمس/بقلم فاطمة حرفوش(سوريا )

لم تنم ليلتها منذ أن رن هاتفها ، كانت أنفاسها تتسارع على إيقاع قلبها ، نهضت باكراً من سريرها ، أعدت قهوتها وأخذت ترتشفها بمتعة كبيرة مع صوت فيروز يداعب سمعها .
ارتدت أجمل ملابسها ، وتعطرت بعطرها المفضل المحبب لديه وخرجت تتقافز كفراشة تزهو بأجمل الألوان قلبها يسابق خطاها
أتت قبل موعدها بساعة .
وقفت تنظر حولها لدى وصولها لكن ما إن لمحته حتى ارتسمت على محياها ملامح دهشة كبيرة وأطلقت صوتها المخنوق يردد بصعوبة ماهذا ؟!!.
لم تصدق عيناها ما رأته …
لحظات مرت كأنها سنين إلا أنها استطاعت أن تتدارك إرباكها ومضت تجر أذيال خيبتها وتخطو
بخطا متثاقلة تتلاعب برأسها مئات الأفكار والظنون وتتساءل كيف .. ومتى .. ولماذا؟!!.
لكنها صحت من ذهولها على يد تمسك مرفقها وصوت تعشق أذنها سماعه ، صرخ توقفي .
من ورائهما أتى صوت آخر هتف بسرور برافو أحسنتما الأداء توقفت وأخرجت منديلاً من محفظتها ومسحت دمعتين غدرتا بها وهمست بسرها ما أشبه اليوم بالأمس .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!