*مقولة كونديرا الشهيرة في “فن الرواية”/1986/5-6:
*حكاية الوراق الأصيل الواقعية بعيدا عن الاقتباس والزيف والتصنع كما ظهرت برواية حديثة محلية فائزة!
*أمثلة روائية معبرة من روايات التشيكي “بوهوميل هرابال”، كما وصفه “ميلان كونديرا” نفسه: كواحد من أفضل كتابنا اليوم: حيث كتاب واحد من كتبه، يختصر كل ما عجزنا جميعا عن تقديمه لأجل انسان متحرر، ورغم كل ما نفعله”: مبالغة!
*ان النسيان هو في الآن ذاته ظلم مطلق وعزاء مطلق غير مبرر: وخاصة لعاشقي الظهور والشهرة والتبجيل المستديم، اللذين “فتحوا رؤسنا” بذكراهم وتكريماتهم وبصماتهم!
*وصف مختصر لافت /في الصميم/لرواية “عزلة صاخبة جدا” الصادرة في العام 1976:
وهي تصف معاناة وعزلة رجل عجوز مثابر أبله نوعا ما، يعمل بانتظام “كوراق” في اتلاف الورق في براغ، حيث يحفظ ويجمع اعدادا كبيرة من المخطوطات والكتب النادرة المحظورة من خلا عمله الدؤوب المضني، فهي باختصار حكاية جامع معرفة مهووس ينتتصر بطريقته على ملاحقة الدولة البوليسية التي أرادت ان تهمش المعرفة متبيدها وتنتصر عليها، وقد وصفت الغارديان البريطانية الرواية المقصيرة المدهشة بأنها “ثورة سينمائية” (وهي من اصدارات دار المتوسط الايطالية)./2017. وبعد أن كتبت عن هذه الرواية المدهشة لامني صديق شاعر وطلب مني فضح فكرة اقتباس ثيمة “الوراق” هنا ومعاناته بشكل مغاير في رواية حديثة فازت مؤخرا بجائزة عربية كبيرة مرموقة ورفضت لعدم ثبات الأدلة القطعية واحتمال توارد الخواطر ، ثم من سيهتم بهذه الفضيحة الأدبية السافرة ان كانت حقيقية بالفعل ؟والله أعلم
*أما رواية “تحت الحراسة المشددة”، فهي تجسد الصورة الواقعية المتقنة والشاعرية الجذابة للفتى” ميلوش هرما”، الصبي الخجول الذي بدأ تجربة عمل حديثا في احدى محطات القطارات، حيث يجد متعته بمراقبة القطارات وحمولتها والأحداث الملازمة لها، وقد بدا يشعر بانه هو المراقب، لتسيطر عليه مخاوفه، حيث يعرفنا على حالة فريدة من قوة الارادة والتصميم، ليواجه في الأخير قطارا كاملا من النازيين…، وعلينا كروائيين فلسطينيين وعرب ان نتحدث بدورنا عن مواجهة الأبطال الفلسطينيين لجحافل المستوطنين الصهاينة في فلسطين الحبيبة ونكف عن اجترار قصص مواجهة النازيين!/منشورات المتوسط-2017- دار الفارابي بيروت./
****علما بان صفحات الروايتين محدودة لا تتجاوز ال110 في الحالتين، وتعتبران بحق درسا في البلاغة والايجاز وايفاء المعنى والمغزى، مع ومضات وصفية طريفة ولافتة ومعبرة وفريدة وشاعرية وواقعية وتصلح كنموذج للكتابة الروائية ، تجعلك تستمتع بالقراءة منبهرا حتى النهاية. دونما أدنى شعور بالملل والزهق والرغبة بعدم اتمام القراءة كما يحدث احيانا!
*****************************************************************************هامش بيوغرافي للكاتب:
* يعتبر بوهوميل هرابال (1914 – 1997) واحداً من أفضل ممثلي الأدب التشيكي في القرن العشرين، وأكثرهم ترجمة إلى اللغات الأجنبية. درس في كلية الحقوق بجامعة تشالز بمدينة براغ، كما تردد على محاضرات في تاريخ الأدب والفن والفلسفة، أنهى دراسته الجامعية عام 1946. وعمل إبان الحرب العالمية الثانية بهيئة السكة الحديد، واشتغل ساعي بريد ومندوب مبيعات، كما تطوع للعمل في شركة للحديد والصلب، وعمل في مصانع تعبئة المواد الخام، والمسرح.
*هامش داعم عن مقال لنواف الزرو في رأي اليوم اللندنية:
الى كل ذلك، ففي المشهد الفلسطيني الماثل المزيد والمزيد:
فجيش ومستعمري الاحتلال يصولون ويجولون ويعيثون فسادا وتخريبا وتهديما وتهويدا…وعصابات المستوطنين الارهابيين اليهود تشن-تحت حماية الجيش- حربا مسعورة على الارض والمزارعين وعلى شجرة الزيتون الفلسطينية على مدار الساعة…يقطعون ويخربون ويحرقون ويسرقون ويدمرون مواسم الزيتون الفلسطيني… ويقتلون اصحاب الارض والشجر.,,
وفي القدس يعربدون ويستولون على المنازل في الشيخ جراح، وفي شعفاط والطور، وفي سلوان وبطن الهوى وحي البستان، فيتصدى لهم الشبان والفتية في معارك يومية والحرب تدور من حي لحي ومن منزل لمنزل..
اما في خليل الرحمن فحدث ولا حرج، فما يجري هناك لا يقل خطورة عما يجري في القدس…