أَعِدِ الجوابَ على سُؤالي
كَم أنتَ يا رَجُلًا وآلي؟
كَم أنتَ، يا أَحَدَ الرِّجالِ؟
وأنتَ جامِعةُ الرِّجالِ
كَم أنتَ وَزْنُكَ يا جِبالُ؟!
وأنتَ يا عَدَدَ الرِّمالِ؟!
كم أنتَ أكْبَرُ مِن تَصَوّرِهِمْ
وأكْبَرُ مِن مَقالي!
إنّي بلادُكَ، غيرَ أنّكَ مَوْقِعي
جِهَتي، خِلالي
أَعِدِ الجوابَ عليَّ
يا أحَدَ الذينَ بَنَوا جَلالي
وتَشَبَّثوا بالشَّمْسِ حينَ
خَشيتُ دَهْماءَ اللّيالي
أَعِدِ الجوابَ عليَّ، كَم مَطَرًا
وَهَبْتَ جَفافَ حالي
وزَرَعْتَ كَم يَمَنًا مِن الإيمانِ
في قَلْبي وبالي
وقَطَعْتَ أشَجارَ العَمَى المَجْنونِ
والبَصَرِ السُّلالي
والأرْضُ إلّا – الوَحْلُ- تَهْتِفُ
إنّ آلَ الطِّينَ آلِي
يا خالدُ، اسْمُكَ نابَ عَنْكِ
فنَمْ، عليَّ، ولا تُبالِ
نَمْ، ها هُوَ اسْمُكَ صارَ
خَلْفَكَ في مُواجَهَةِ الضَّلالِ
تَعِويذةً أَضْحَى على عُنُقي
وأعْناقِ العِيالِ
ما زلتَ حَيًّا أيَّها المَيْتُ
المُكَفّنُ بالجَلالِ
مُتَمَسِّكًا كالعَدْلِ صَوْتُكَ
بالسَّلامِ وبالقِتالِ
شُكْرًا، ل”بَعْدانَ” الذي
أعْطاكَ قَاموسَ الكَمالِ
فجَمَعْتَ بينَ عُلُوِّهِ
ورُباهُ وارِفَةِ الجَمالِ
وبَسَطْتَ نَفْسَكَ للنّدى
وعَلَوْتَ في وَجْهِ التَّعالي
وهُناكَ عِشْتَ على الجِبالِ
ومُتَّ مِيتةَ كُلّ عالِ
ورَفَضْتَ حتى بَعْدَ مَصْرَعِكَ
النُّزولَ مِن الجِبالِ
في الشهيد خالد الدعيس