فيما مضى مروا هنالك فتيةٌ
أزكى قصائدهم نقوشُ الصخر
ألقوا مساندَهم عليها
ثم غنوا للصبايا من بيوت الشعر
وحكوا حكايا حبهم
والوعلُ من بعد المغيب حكاهمُ للبدر
ويقولُ من قمم الجبال رأيتهم
وقد استووا شجرا جوار النهر
كانوا يربون الغيوم ومرة
أفشى لهم ورد خفايا العطر
ومضوا يدارون الليالي بالقصائد
كلما لمسوا اكتمال الشهر
وإذا هلال خان موعده مضوا
في الليل يلتمسون ضوء الفجر
لم يبصروا نار المحلق من بعيدٍ
أبصروا وطنا بيوم النحر
ما كان إبراهيم من ضحى به
لكنه أضحى ضحية غدر
وطنا حباه الله صورة يوسف
وبنوه أخوتُه أتوا بالمكر
ما قال “يا أبتي رأيت” وما له
شيخ ترقّبَ للقميصِ / العطرِ
كانت تمر بباله الأيام داميةً وتغرز خنجرا في الظهر
ابناؤه الشعراء لم يحفظ لهم
إلا الدموعَ كنقطة في السطر
ويقول لا تقفوا علي كأنني
طلل لخولة في كتاب الدهر
مروا علي كما يمر الطيف ثم
اقروا “ألم نشرح” وبعضَ النصر
والقوا السلام على بقاياي
الـ أضاءت كلما لاقت ظلام القبر