وخُضنا في ربى الواحات قد جينا
وكان الشوق في الصحراء يسقينا
وللآهات دمعٌ مثل ساقية
كباقات الندى سالت لتروينا
وأحباب لنا ترنو بقافية
ومن عَذْبِ اللَّمَا شدَّت قوافينا
وذكرانا على شَجَنٍ يسامرنا
ويُسعِدُ من صدى الأحزان مافينا
خيالٌ طاف عبر الريح تحمله
شجونات مزجناها بأيدينا
غرامٌ من زحام القار نرسِلُه
إلى الأحباب في الوديان يُسْلِينا
نرى الغابات تكسوها غُصَيناتٌ
مع الأشجان كم أبكت مئآقينا
تَذَكَّرنا مساءاتٍ تَجَمّعْنا
على القيثار قد غنّت أمانينا
فمرُّوا عبْر بيتي كي أحاكِيْه
بأنِّي مانسيت هواكَ ساقينا
وإن كانت رُغى الأحزان جاثمةٌ
على الألباب لن ننسى مرافينا
سيبقى الدار ياأبتاه نذكره
ولن ننساك مادام البقا لينا