أنا / بقلم:عبدالله معوضه

أنا لست هنا
لا أراني في قلبي
أضعتني ولن أبحث عني
لا أريدني
مللت من كئابتي وشجوني

سئمتُ مرآتي التي لا تُجيب.
وصوتي الذي يخفتُ حين أحتاجه..
أيامي تمشي على أطراف الحنين..
وأنا واقفٌ في المنتصف.. لا أتقدّم ولا أعود.

كل الطرق تشبه بعضها..
وكل الوجوه تنظر إليّ وكأنها تعرفني..
وأنا لا أعرف من أكون..
ولا لماذا ما زلت أكتب.

ربما لأني لا أجيد الصمت.
وربما لأني أحاول أن أُقنع نفسي أني كنت هنا يوماً.
أن شيئاً منّي كان حقيقياً…
ولو للحظة.
أنا كنت هنا…
ربما كظلٍّ عبرَ دون أن يترك أثراً.
أو كحلمٍ نسيه النوم في منتصف الليل.
لكن لا شيء في داخلي يؤكّد ذلك..
لا وجعٌ واضح،
ولا فرحٌ يتذكّرني.

أنا الآن مجرّد صفحة بيضاء
تمرّ عليها الكلمات خجلاً..
ترتجف الحروف حين تكتبني..
كأنّها تخاف أن تستدعي وجعاً من الماضي
أو أن توقظ حطاماً نائماً تحت جلدي.

تركتني هناك..
في مكانٍ لا يحمل اسماً،
ولا يشبه أحداً…
حتى أنا لم أعد أشبهني.

أمشي بثقل السؤال:
هل يجب أن أعود؟
لكن من يعود إلى خرابٍ يعرف أنه لن يُبنى؟
من يبحث عن نفسه
وهو لا يريد أن يجدها؟

أحتاج أن أختفي أكثر ..
أن أنسى كيف يُنطق اسمي .
أن أتلاشى بهدوء.
كأنني لم أكن أنا….