قدم الفيلسوف فرانسوا نودلمان، الذي كان واحداً من الأصدقاء المقربين من الكاتب الكاريبي إدوار غليسانت (1928 ـ 2011)، واحدة من أهم السير الذاتية التي صدرت أخيراً تحت عنوان (علامة عدم الرضا).
يتحدث نودلمان عن ناشط شاب ناضل كثيراً من أجل استقلال المارتينيك، درس الفلسفة ونظم الشعر وأصدر أول رواية عام 1958، اتسعت نظرته وكتاباته فيما بعد، لتتحول إلى ما يشبه النظرية الواسعة عن عموم العالم، نجح عالمياً بإغراقه في محليته، وتوج نجاحاته بإنشائه معهد دراسات مارتينيك، لكنه لم يكن سعيداً قط.
فقد تسببت شهرته في عزلته الاجتماعية، يقال إنه لم يكن يقرأ أعماله بعد كتابها، نال اعترافاً دولياً أكثر مما ناله في فرنسا التي ينتمي إليها موطنه، ففي الولايات المتحدة كانت أبواب الجامعات تستقبله بانبهار، وتتلهف للاستماع لحديثه عن الهوية.
اليوم تعد أعماله واحدة من أهم الأعمال التي يمكن أن تقدمها فرنسا، لكنها ربما أدركت ذلك بعد فوات الأوان.
تُرى كم مبدع لدينا شعر بالتعاسة لأنه بلاده قد عرفت قيمته الحقيقية بعدما غادر عالمنا؟!