آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
مُكبّلون بأسطورةِ البنادق
مُحاطّون برهطٍ من الوحوشِ
يدوسونَ على ظهور الأماني
حاملون وردةَ عشقِ
يسقونها بدمِ العين واليأس
خلفهم صراخ طفل
الى جانبهم انين أخت
وفِي جيوبهم دَيْن اب
ااااااه .. ااااااه !!!
ما يوجعهم كانت صورة معلقة
تحت عيونهم
صورة بلا حجاب
شعر منثور
جيب مشقوق
عينان غارقتان بالدمعوع الدموية :
أنّها الام يا صاحبي !!!
ثم الجميع يُكبّون على وجوههِم
كأنهم رصيف احمر
منتظرون يدا لتيقظهم
او كفًا هادئاً وضربات أمان
كي ينفض ما عليه من خوف
كي يلعق ما بقي من اماني
كي يداعب زوجته صاحبة الليلة الاولى
كي يدفع ما بقي من مهر عرس
كي يقطع الحبل السري لمولوده الذي لم يره بعد
كي يشمر عن ساعديه ويقول لأبيه كفى انا هنا يا ابتِ
كي يُرجع ثياب أمه ويقول كفَّي ها قد عدت .
وكي وكي وكي …
لكن كان الرصاص اكثر سرعة
لقتل أطفال في ملابسهم الداخلية
عند اغلبهم
و نثر ما في ادمغتهم من بقايا
شل كل ما في صدورهم من حب
ونخب الذاكرة
حتى تساقطت كل الصور المعلقة على الجدار الحفظ
حتى وصل لأهله
واقتربوا من فوهة قذف النسيان
فهرع حجاب أمه ووقف صاداً لأهل بيته
وصنع سداً منيعاً حول النخر
فبقوا كلهم هناك في ذاكرة مات صاحبها
وبقيت ساكنة في إحدى دنابيس رصاصة ميتة
________________________________
