…………………
ترتعدُ فرائصُ الروحِ علىٰ كُثبانِ بحرِ هجيرها اللاذع ، تتساوقُ مع حبّاتِ ذرى المسافات المتقطِّعة كَأَنفاسي اللاهثةِ في مضامير الإحتراقِ ، كَجهازِ السير الواقف في نقطة البدْءِ وخطِّ الشروعِ ، كَخيولٍ جامحةٍ في مَرابط الإنتظارِ ، تُلْجَم مرات ومرات على شفير المُدى ونصال سكاكين المَلامِ تذبحُني وتتسلّىٰ بنحري في عمقِ جراحٍ غائرة لا تَقْبلُ الضمادَ ، وأعرفُ أنّكِ تنكرينَ عَلَيّ هذا الإحتجاب والسفر خلفَ الشمسِ والإختباء بينَ طيّاتِ الضَبابِ ومَعَ هذا كنتُ أطوِّع نفسي كُلّ يومٍ وأَحملها علىٰ الرياضات الصعبةِ وهي تلحّ عَلَيََّ أن اكسر هذهِ الأَطواقَ ودسّ خنجركَ الموسومَ بالوثبةِ في عرض شرانق الحصار وطولها واخرج مُتألِّقاً ساطعاً واضحَ التفاصيلِ وناصعَ الرسومِ لكنّني آثرتُ أنْ أُزارَ ولا أَزور وأَنْ أُقْبَلَ وأنا في أقصىٰ حالات الإنطفاء بينَ سديمِ الرُؤى وظِلال زوايا الإزورار علىٰ أن أضيءَ كنجمٍ لامعٍ يسرق الأنظارَ حيناً ويُنسىٰ حينما تغيِّبهُ الأضواءُ ، فأصطلي بنَفَحات النَدَمِ وأحترقُ بزَفَرات الأَسفِ ولاتَ حينَ مَنْدَم .