الأرض / بقلم : حواء فاعور

الأرض لم تكن يوما وردة لكنهامليئة بالأشواك ..
وانا لا أنزف ومازلت أمشي بثقل القيد في كاحلي ..
حيث لاوصول ارتجيه او اسعى إليه ..
ولاوقوف مريح ..
في الحقيقة أنا امراة مزاجية ..
وروحي قاتمة ..
اكره كل الأشياء خاصتي ..
أجمعها بحقد في زاوية مهملة وأراقبها باستغراب ..
ولا اشعر أن علاقة تربطني بها ابدا ..
اكره ضوء النهار
وزقزقة العصافير ..
وصوت لعب الاولاد في حارتنا ..
اليوم وبالصدفة رايت امرأة في التلفاز تبكي في سريرها بحرقة ..
وقفت أتأملها وأحسدها ..
هززت رأسي كبلهاء واسرعت لشراء علبة سجائر ..
الروح المهشمة لا سبيل لترميمها أبدا ..
هي بشعة في اي حال ..
وانا لم اعد اذكر اي الاحداث بالضبط الذي شق نفسي هذا الشق الموجع ..
ولكني احاول حشوه بالصمت او الثرثرة ..
وفي كل منهما فكر غير مترابطة حينا ومبهمة أحيان أخرى
وفي كل منهما كثير من الملح ..
شعرة رفيعة تفصلني عن الجنون ..
لا اعترف بها ..
مجنونة أنا وكلما انقسمت ذاتي صارت الوحدة أعمق وألذ ..
والغضب بركان في قعر جوفي ..
يستعر كالهشيم ملتهما كل شيء الا الأسئلة ..
تلك التي تجرني الى وحدة فظيعة أعي فيها كل ذات مني على حدى وعيا رهيبا وطاغيا ..
وحين اهم بالتعبير .ألقي بأقوال آنية زائلة تخص اللحظة او حالتي الذهنية الراهنة ..
هناك شيء ما في داخلي اترقبه وهو ينتظرني أن أقبض عليه ..
هذا الإحساس المعذب هو نفسه حين افكر بالطفولة والمراهقة ..
طقوس الولادة وآلام المخاض..
الزواج والموت ..
كل شيء جاف ومشقق،.يكشف عمقه الضوء لذلك أكرهه ..
كل الحقائق مؤلمة ولا اكف اسعى إليها ..
وانا محتقنة بالكثير من الضمير ..وكل حدث اوحديث هو بالنسبة لي مادة خام ..احاول تدويرها بفضول مجرد من الغرض طوال الوقت .
وقبل السقوط بشهقة اضع اسطوانة مناسبة للرقص تماما وارقص.