هذا أنا/ م . قاسم الحوشان عياش

هذا أنا.. أنا الربيع أنا الخريف.. هذا أنا
أصدقائي صديقاتي :
سألني بعضكم !
من أنت :
أأنت أديب ملهمٌ تكتب أم أنت مهندس زراعي مرشدٌ ومنتج أم أنت صيفٌ وُجِدَ بينَ
جنون الربيع الذي ولدَ من حُزنِ الخريفْ .
أصدقائي صديقاتي :
اغلب من أعرفهم يعتبرون حياتهم الخاصه صندوق مقفل لايجب ان يطلع عليه أحد .
فبداية السبعين تؤرقني لاخوفاً من الحق لكنها نهاية العمر لقد تجاوزت متوسط اعمار أمة سيد الخلق بتسعٍ من السنين .
هذا أنا :
قدَّمتُ عمري للأحلام قربانا
لاخنت عهداً ولا خادعتُ انسانا
والآن أجري وراء العمر منتظراً
مالا يجيء..كأنَّ العمر ماكانا
اصبحت أعمل كما تعمل أزرار التكنولوجيا الحديثه ، يسير الزمان دون تسلسل زمني في رأسي ، هذا أنا شخصيات مدموجةٌ في مجموعة إنسان ، هذه الشخصيات تلتفت وتختلط وتنفصل كبريق أشعة الشمس على سطح الماء .
أصدقائي :
جميع أوراقي تختلط وتنفصل ويعاد خلطها من جديد ، ليس هناك ترتيب ، وكل شيءٍ يحدث في الحال ، أعمل بآلات التكنولوجيا الحديثه كما أفهمها ، وبرمجتُ نفسي كما هي الآلات المبرمجه وبالطريقةِ نفسها ، لكنها أكفأُ مني نظرياً .
فبعض أزراري لم تعد تعمل كما يجب ، والبعض الآخر يتطلب كلمات سر ، وشيفرات وتسلسلاتٍ عشوائيه ليفتح .
فالأشخاص الذين عاشوا في عصري ليسوا هم الأشخاص الذين يعيشون في عصركم يابعض أصدقائي الشباب :
فالبعض يحدثني بلهجةٍ وأحدثهُ بلهجةٍ أخرى إشارات ماضيّّ تأتي من الماضي المُدرَكْ ، وحيواتُ الآخرين لاتتراكب مع حياتي .
هل هذه أنانيه ؟
ربما
ألسنا أنانيين جميعاً بطبعنا ، منذ اقتتل أبناء سيدنا آدم .
هكذا بداياتُ البشريه وبدايات العالم من الثرى الى الثُرَياَّ ، بل كما نقول اليوم :
من طأطأ لسلام عليكوا
لقد أغضبت بعضهم ، إما غيرةً أو حسداً أو ضعف مقدرةٍ على مجاراتي ، لما قمت به من أعمال أثبتُّ بها وجوديَ العملي والفني كمهندسٍ زراعي وكنت ناجحاً بكل ماعملته ، بشهادة الجميع ولا أنتقص من قدرة أي من زملائي حيث انطلقت في عملي الوظيفي من مهندس عادي في بداياتي الى رئيس قسم
اضافةً لعملي الوظيفي عملت في :
تربية النحل وتربية الابقار الحلوب وتسمين العجول وتربية الماعز الشامي وزراعة الخضار والمحاصيل الزراعيه والفطر الزراعي المحاري والاشجار المثمره وتربية الدواجن بأنواعها وخاصة الفروج والبط والفري والارانب وتسويقها من خلال شركتي الحوشان للانتاج والتسويق الزراعي في كل مولات درعا وبعض مولات دمشق وخارج أعمالي الزراعيه عملت تاجر بناء على قد الحال كما يقولون واشدت بعض الابنية بعتها شققاً سكنيه ، لماذا لأن مفهوم الزمن عندي محسوبٌ بإنتاجية العمل حطمتُ كل ساعات الراحة في أعوامي بعقلي وبفأسي ومجرفتي كي أوفر لأبنائي كرامة العيش لماذا !؟
لأني عصامي وبكل تواضع أقولها ، انطلقتُ من العدمْ المطلق وهو الصفر الحسابي .
فحكايتي تتشابك مع حكايات الآخرين ، وللأسف فالكل يحب سماع الآخرين ، ولايتجرأ على التكلم لنسمع لحكاياته ، ونسمع صوته ، فالبوحُ هو راحةٌ لنا وهو قانون الحقيقه مهما كانت النتيجه ومهما تخوفنا منها.
وفوق كلِّ هذا وذاك فأنا انسانٌ بكل ماتعني الكلمة من معنى الإنسانيه أعشق الأدب وخاصة شعر القافيه من الجاهلية حتى أدباء – لكن نجباء .
لماذا لانصنع لظروفنا المرة بلسماً حلواً يعايشنا .
فاللحظات تنهمر وايام حياتنا تمر مسرعةً كسرعة الريش المتطاير من الخرفيش في نهاية الربيع ،(شوك الجمل)، وكل يوم يمر بنا يُدَقُّ مسماراً جديداً في نعوشنا ، فالفوضى الكونيه في كل مكان وطول الوقت ، من حروب وامراض كالكورونا وغيرها ، فالزمن كفيلٌ بحلِّ خيوطها ، رغم أن الظروف تُفَضِّلُ ان تبقى متشابكه ليتم حلها تبعاً لميلها الطبيعي .
أصدقائي الأعزاء :
حيثُ أنا هو أنتم ، وحكايتي ياأصدقائي هي حكاية أغلبكم ، فيجب أن تخرجوا عن صمتكم ،وتتحدثوا عما يختلج في نفوسكم لأن في الفضفضه إراحةً لأنفسكم وقلوبكم ، وفي التصَوْمُعِ مقتلةٌ لأنفسكمْ
أصدقائي الأعزاء :
لقد استهوتني قصيده الشاعر خالد الفيصل :
وأعتقد أنها تستهوي أغلبكم ، والتي تحكي قصة السبعيني التي تتماهى مع ظروف كل منا نحن أبناء أبواب السبعين :
من باديَ الوقت
من بادي الوقت هذا طبع الايَّامِ ..
عذبات الايَّام ماتمـدي لياليهـا
حلو الَّليالي توارى مثل الأحـلامِ ..
مخطور عنَّي عجاج الوقت يخفيها
أسري مع الهاجس الَّلي مابعد نامِ ..
وأصوِّر الماضي لنفسي وأسلَّيهـا
أخالف العمر أراجع سالف أعوامِ ..
وأنوَّخ ركاب فكري عند داعيها
تدفى على جال ضوَّه بارد عظامي ..
والماء يسوق بمعاليقي ويرويهـا
إلى صفالك زمانك علِّ ياظامـي ..
إشرب قبل لايحوس الطَّين صافيها
الوقت لو زان لك ياصاح مادامِ ..
ياسرع ماتعترضْ دربكْ بلاويهـا
حتَّى وليفك ولو هيَّم بك هيـامِ ..
سيَّور الايَّام تجنح بـه عواديهـا

طبتم وطابت ايامكم وكل أوقاتكم ياأصدقاء

 

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!