فوبيا / بقلم – خضر الماغوط

ولايات الزير سالم المتحدة …
صديقي الذي انقطعت أخباره عني، التقيت به صدفة في المقهى، بعد زمن طويل من الغياب.

جلسنا نتجاذب أطراف الحديث، ومن ضمن الحديث حكيت له عن وظيفتي كخبير في مجال الأمن الغذائي، والأمن المائي، والأمن الاقتصادي.

كان ملفتاً للنظر أنه يجفل ويرتعد كلما ذكرت كلمة (أمن ) فينتفض مرتجفاً، ويلتفت خلفه وأمامه ويساره ويمينه وفوقه وتحته.

من حديثه عرفت بأن لديه مرض الخوف ( فوبيا ) لأنه مكث في ضيافتهم موقوفاً لمدة طويلة، بتهمة التشكيك بإمكانية قيام الوحدة العربية.

ومازال حتى الآن تحت المراقبة، لخطورة تشكيكه في إضعاف الأمن القومي.

إنه تحت المراقبة إذاًَ؟.

هنا انتفضتُ أنا مرتجفاً خائفاً، ملتفتاً خلفي وأمامي وعلى يميني وعلى يساري ونحو الأسفل والأعلى، إذاً نحن مراقَبَان الآن؟.

أصابتني ( الفوبيا ) فصرخت به:
بل ستتحقق، ستتحقق كل أهدافنا، ليس في الوحدة العربية فقط، بل بتحرير جميع الأجزاء المغتصبة، من سبته ومليلة، إلى عربستان، إلى جزر الطنب الصغرى والطنب الكبرى، إلى جزر أبي موسى، ليكون الجميع ضمن الولايات المتحدة العربية.

كنتُ أتكلم بصوتٍ عالٍ لأنالَ رضا المخبرين الذين لا شك بأنهم يراقبوننا الآن.

إنما لم يظهر أثر ٌ للمخبرين، بل كإنما سمعت عدة أصوات قادمة من بعيد، من مختلف الجهات، تصيح بي:

ــ وهل تظن بأننا في حاجة لأنْ نعود إلى أمراضكم التاريخية، أيها (القومجي) العفن.
***