لاذنب لي لأفسّر لك
مافعل الدّهر بي
لاذنب لي سوى أنّني
من الزّمن القديم،
وقعت بين المدّ والجزر
من الأمس
من الٱتي البعيد،
من اللّحظة الواثبة أمامك
أحمل لك في أحشائي
ملحا يلتحم به الألم
والأمل، وماتهدّم منّي
وتفسّخ في هذا الزّمن
لاذنب لي سوى محاكمة
خزّانة تذكاراتي،
الّتي أحفظ فيها أرائي
وكلّ ماجمعته من أسراري
يكفيني عناء أن أحفظها
منذ أن شردت كلّ العصافير
من أعشاشها، منذ أن شربت
الأرض من دم سكانها
منذ أن ارتسمت فيك
الحدود بكلّ أنواعها
يكفيني أن أحاورك
أن أناشدك، لأزور فيك
مراحل جنوني، وطفولتي
الملتهبة بالمشاكسات
العنيفة، البريئة، المنفوخة،
الملوّنة، المنجذبة للعلياء
إلى مسارح الغيوم السّماويّة
إلى النّجوم المنطفئة،
في ليلة بيضاء، فقدت
السّماء فيها الضّوء، الممتلئ
بالرّوح الكاشفة، المتملّصة
من جميع أعماق الأعماق
المضطرمة للعودة،
من حيث بدأ الانتهاء،
يكفيني .