اجرى الحوار: محمد صوالحة
**الأستاذ عادل جميل زعبي كيف يمكننا أن نعرّف القارئ بك؟
أنا ولدت كآلاف من يولدون بآلاف أيام هذا الوجود لان رجلا أسميته أبي افترع زيتونة أسميتها أمي فولدت على خشب نيئ وكانت قناديل تحاول زيتي فأنشبت بي شعلة المعرفة وكبرت على نهد ابعد ما يكون عن الجسد الذي أنتجني فولجت بئر يوسف كي أرمّم عقدة حواء التي ما أنصفتني وكان لي ما بعد أن نبتت على مكامني بتائل زهرات أربع تركت لهن أن يرقصن الندى على كف ساعة دالي التي انتظرتني حتى سال وقتها .
** كيف يعرف الشاعر عادل جميل الزعبي القصيدة؟ وماذا تعني لك ؟.
القصيدة هي مرآة الروح فحين يثخنك الوقت باثلام آلامها أو أفراحها تحاولك اللغة كي ترى ذاتك فيها أو تعتليها لتكتبك كما أنت واضحا وشفافا كظل غيمة.
** يقول بعض النقاد ان القصيدة هي انعكاس او هي بعض من روح المبدع …. والبعض الاخر من النقاد يستوجب فصل النص عن صاحبه … يعني موت الكاتب بالنسبة للنص … مع اي الرأيين الاستاذ عادل الزعبي ؟.
أنا مع الرأي الأول حين تكتب فأنت تحيي المجهول في داخلك وتدق باب خزان الوقت لترسمك الحروف على آنية خزفية علها تتشقق أحيانا ولكنها تكسب روحك مناعة وبعدا أجمل.
** هل يمكن لشاعرنا … ان يطلعنا على الحركة الابداعية في فلسطين الداخل او بمسماها الصحيح فلسطين المحتلة عام 48 ؟.
نحن نعيش نهضة ثقافية بحيث لا يمر يوم من الأيام إلا ويكون هناك ندوة أو صالون أدبي لقد أنتجت هذه المرحلة العديد من الشعراء بحيث يتعدى عددهم الألف شاعر وكاتب وذلك استنادا لانطولوجيا الكاتب محمد علي سعيد وكما قال أنا لا أقيّم ما عندنا بل أوثّق ما ماراه واقرأه.
** كيف تنظر للحركة الابداعية في فلسطين الداخل ؟.
هنالك خلل ما بين النتاج الأدبي والقيمة الأدبية كثيرة هي الانتاجات ولكن قليل هو السمين فيها لأننا نحن في فلسطين الداخل نعيش إرهاصات مرحلة من انتكاسة أدبية ما بعد فورة شعراء المقاومة أو سفر الصمود.
**هل اثر الاختلاط بالعدو الصهيوني والتعايش مع اللغة العبرية المفروضة … وما مدى ذاك التأثير ؟
هنالك مشروع يسمى بمشروع الاسرلة اسرلة الفكر والإنسان والثقافة لكننا ما زلنا نرى أن الشعر الوطني هو الشعر الذي يحرك الجمهور ويخز ضميره وهو الذي يهب الزخم للكتابة بشكل عام
** ما مدى اطلاع المثقف الفلسطيني على الثقافة العبرية وما مدى تأثير ذاك على الحركة الادبية والابداعية
هنالك شعراء يكتبون باللغة العبرية وهناك مشاريع ترجمة لإصدارات كتابنا لكنها تنطلق من حس وطني لشرح الذات الفلسطينية والتعريف الذات المحتل.
** الحركة النقدية العربية اين هي من الابداع الفلسطيني بعيدا عن رموز
الحركة الشعرية او بعيدا عن درويش والقاسم وغيرهم من شعراء فلسطين ؟.
نحلم دائما أن تكون المدارس النقدية هي المرجع الأساسي لتفهم واقع لغتنا المعاشة وتأثيرها علينا نملك القليل من النقاد ولكنهم بارعون كأنطوان شلحت ونبيه القاسم.
** الاحتلال الصهيوني لفلسطين اغني الحركة الادبية العربية … والشعرية تحديدا فأخرجت هذه القضية العديد من الاسماء العربية …. فاين هذه القضية من شعراء الداخل الفلسطيني الآن .
حين تمتلك قضية تتبناها شعريا فأنت تمتلك طاقة تؤهلك للكتابة بعمق وقيمة هنالك من يتبنى فلسطين شعرا وهنالك من يتبنى رغيف الخبز وإسقاطات الاحتلال على لقمة العيش وكلهم لهم إبداعات شعرية في مصافي الشعراء الكبار.
** الان مواقع التواصل الاجتماعي اتاحت الفرصة لمتابعة الادب وتطوره في فلسطين المحتلة ولكن ما ينشر يعكس صورة سلبية … ما رأيك بهذا الكلام او هذا الرأي ؟.
لا أشارك الرأي فالفيسبوك اخرج الكثير من مكنونات كتابنا الذين كانوا يعيشون في الظل فالفيسبوك هو كسيف ديموقليس ذو حدين يبرز الجدير بالقراءة والاهتمام ويبرز أيضا العفن الأدبي.
** ولنخرج من محلية الاسئلة لفضاء اوسع ونسأل: المرأة بمفهومها الواسع ورمزيتها ضيفة دائمة على قصائد عادل جميل الزعبي … لماذا برأيك يوظف الشعراء المرأة والعلاقة معها في كثير مما يكتبون ؟ وكيف استخدمها عادل الزعبي ؟.
المرأة يتم توظيفها من خلال اللغة كطلقة الرحمة فهي الرصاصة التي تثقبك وتميتك وهي الرصاصة التي تعيد غزل حياتك بأسلوب فذ .
المرأة بالنسبة لي هي المنفذ الأخير الذي يرتب أعضائي التي تآكلت بفعل سقطات الزمن وهي التي تترك للوطن وصاية الأمومة على الابن الشارد الذي يحاول أن يجدها ولا يجدها .
** برأيك هل واكبت الحركة النقدية الحركة الابداعية … ام ترى ان سبب تراجع الحركة النقدية هو بسبب تراجع الحركة الابداعية ؟.
نحن نعيش في زمن العولمة وتأثيره على الأدب والأدباء واضح فهنالك من نصادر إبداعاته من خلال النقد وهنالك من نبرز إبداعاته فالأدب أصبح سوق والباعة كثر والشارين أكثر لذلك ما عاد النقد يهبنا الضوء الذي نرتجيه في آخر النفق.
**بتنا في زمن الفيس بوك ومواقع التواصل … نرى كل من حصل على لايكين … ومجاملتين … يفاجئنا بحفل اصداره الاول ودوانه او روايته الاولى مما جعل الكتاب على الرفوف او العودة الى زمن العصر الجاهلي .. وما بعده تاركين ما اصدر الشباب من منتج جيد وان كان قليلا .
هنالك الكثير من الإصدارات الآنية التي أتانا بها عصر الفيسبوك لكنها أنية وأقول هي مرحلة سنعبرها لان الغث لا يبقى وما سيتبقى في الوادي إلّا حجارة الوادي.
** لنتطرق الى جانب الرمز … ومدى ما يضفيه من جمالية على النصوص وما تتيح من تأويل ان وظفت بشكل جيد …. فما الفرق برأيك بين الرمز وما نراه حاليا من طلسمة الابداع … وتزاحم الصور والمتناقضات في القصيدة او النص الواحد .
هنالك مدارس جديدة يحاولها كتابنا في فلسطين التعبيرية الرمزية التّقليليّة الهايكو التجريدية حين نوظّف الرموز في الشعر فنحن نوظف التاريخ والميتولوجيا في اللغة لنعيد ترتيب التاريخ على أصابع الكلام ولكن حين نغوص في الرمزية فقط لنري الآخرين بأننا نملك لغة شاذة خارج حدود إدراكنا وإدراك القارئ فتلك مسألة أخرى.