تَقلَّبتِ في فرن العذاب لتنضجي
أما آن إخمادُ الشواظِ لتخرجي؟!
أما آن إطفاءُ احتراقي ولوعتي
بغيثٍ يُروّيها كريمٍ مُثلّجِ
وما نفعُ إنضاجي وذوقي وحكمتي
إذا طال عند الحادثاتِ تفرّجي!!
ألا ليته أخفى الشعورَ مُبرمِجي
فلا أشتكي منذا المصابِ المُدجّج
ولا غمّني سقمُ الحياة وعُقمها
ولا راعني رَكبُ الزمان المُعوّجِ
يؤمُ سواد الناس خُرْقٌ مدججٌ
كبغلٍ لتهديم العرينِ مُتوّجِ
ألا ليته فجرٌ جديدٌ مُزهْزهٌ
بشائره امتدت إلى كلّ مُحوَج
ألا ليتها الرحمى تضمّ مواجعا
ثكالى شربنَّ الويل من كلّ مخرجِ
تُفجّرُ في بطن العقيم منابعا
إذا غَسلت شحّ النفوس تُفرّجِ
سئمتُ من الظلم المريع من الوغى
وقاسيتُ من غلّ النفوسِ المؤدلجِ
تمنيتُ ياكم إذْ طلبتُ مخارجا
لصحبي وجيراني وأرضي ومنهجي
وماعدت إلا بالتمني مصاحبا
كخُفيّ حنينٍ في لوازم أعرج
