أناْ لم أسِئْ ..
لبعوضةٍ مصّتْ دمي
شنّتْ عليّ الحربَ
للأرق المفاجئِ والعذابْ
للمزهريّة وهي تدفعُني
لكسرِ زجاجة المنفى
وتهشيمِ الحبيبةِ والولدْ
أنا لمْ أسئ يوما لأيّ أحدْ
فعمْ يا بحرُ ..
يابن أخي صباحاً
عم مساءً يا خرابْ
وتعال نقتسمُ المدينةَ بيننا
كي نمنحَ الغرباءَ مفتاح القرى
سرّ الطريدة
والخصومُ المستعارة في الحكايا
أنّ أمّك لم تلدني
لمْ يكن لي إخوة في البئر والطوفان
كنتُ حبيسَ مولاتي الطبيعة
كنت منشغلاً بتأميمِ الأبدْ
أنا لم أسئ للشعر يوماً
لم أعكّر صفوَ من حملوا الكلامَ على الرّماحِ
ومن أذاقوا الأربعين حرابهمْ
من أحرقوا هذا الجسدْ
أنا لم أسئ يوماً لأيّ أحدْ
.