بحثُ عَن عَينيكَ يَاوطَني/ بقلم:أديب بادي

مازلتُ أبحثُ عَن عَينيكَ يَاوطَني
خَالي الوفاضِ مِن الدنيا مَعي كَفني

مُسافرٌ ملءُ روحي لوعةٌ وأسىً
على جناحينِ من شوقٍ ومن شَجنِ

وصَادحٌ مثلُ طيرٍ ضلَّ وجهتَهُ
فصارَ مِـن فـنـنٍ ينأى إلى فنـنِ

بمقلةِ ” العاشقِ المجنونِ” حين رأى
طيفًا “لليلى” على”التوباد” في وهنِ

ومهجةِ” الملكِ الكِنديِّ” حين أوى
يشكو ” لدمُّون” ما لاقى مِن الزمنِ

وشجوِ ” عبد يغوثٍ” يومَ مصرعهِ
و”العَبشـميةُ” تـدري أنَّه “يمـني”

مُذ جئتُ مِن رحمِ المأساةِ مُصطحبًا
مَعي القصيدة لم أسلُ مِن الحزنِ

ومنذُ وافيتُ لا ألـوي على جهةٍ
وأنتَ عندي حديثُ السرِّ والعلنِ

“لو كنتُ مِن مَازنٍ لَم تُستبَح إبلي”
بنو” اللقيطةَ”شقّوا الصفَّ بالفتنِ

وأشبعوا مِن دمانا الأرضَ وهي لنَا
أُمٌّ أحنُّ علينا مِن بني.. وبني..

يَا كعبةَ الشرفِ العَالي وقبتَهُ
وقِبلةَ المجدِ مُذ “سيفِ ابن ذِي يزنِ”

ويَا أبـًا لم يعُد يحنو على أحدٍ
مِن فرطِ ما فيهِ لولا الحبُ لم نكنِ

تركتنا كاليتامى للضياعِ وللـ
فقدِ المريرِ وللأهوالِ والمِحنِ

كُن أنتَ مَن يمنحُ الأبناءَ عاطفةً
سخيةً وكـُنِ الرُبان للسُفُنِ

تمرُّ بي سنواتُ العُمرِ مُسرعةً
وأنتَ تبعُدُ عَن عيني وعن أُذُني

كم بُحتُ كم صحتُ حتى قلتُ مِن تعبٍ:
يا غُربةَ الروحِ واسي غُربةَ البدنِ

مَا كلُّ مَن قال شعرًا شاعرٌ لَبِـقٌ
حَسبي مِن الشعرِ أني عن سواهُ غني

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!