_____
جاء مولانا بوجه نير كصحن الدقيق الغارق في البحر
– ازي قلبك ، حد يشرب سجاير وهو نايم !
هكذا قال كأنه يغني ، ترن الكلمات في فن و موسيقى كرنين الذهب والفضة ، يسحب السيجارة من يد النائم ، يقلد إسماعيل يس ، ماددا بوزه إلي الأمام فاردا راحتيه أمام صدره
،يظهر إسماعيل يس بضحكته المعتادة ،بعمر ثلاثيني ، شاب ، حيوي ، تلتف حوله الفتيات يلعب الورق منهمكا، ، يضحك , يصيح :-
– انا بدي العب كتير ، كتير العب يا عالم ، هاتولي أحرف واد فتك ، حتي لو نصاب ، من سجون سيبريا هاتووووه
= هو في أحلي من اللعب !
هكذا قال عبد الفتاح القصري ضاربا علي كرشه بارما شاربه ، يتنحي بإحدي فتيات إسماعيل يس جانبا ، يطبع علي ذقنها قبلة ، غامزا بعينيه لمولانا
– لو خيروك بين الوجود والعدم، تختار أيها شئ؟
فرك مولانا ظهر يد بأصابع الاخري كمن يداعب وجه رغيف قابب ثم قال
– اختار النعيم ، يعني الوجود ثم الألم ثم النعيم
= عال عال ، يعني انت مش زعلان انك فت الدنيا
– لا خالص بس خايف ليكون الجدع اللي كان نايم ده يكون واخد علي خاطره مني ، كنت بشد عليه كتير لانه كان بيغلط في قواعد اللغة العربية ، مكنتش أعرف ان القوانين كلها تافهة وساذجة ، لسة زعلان !؟
= زعلان علشان سبتنا ، كل الناس بتسلم عليك
هكذا قال الجدع الذي كان نائما
– قول لهم ميزعلوش ، قول لهم يبطلوا زعل علي نفسهم بالأحرى، الاحرى الف لينة معليهاش نقطتين خد بالك ! ، وكمان قولهم يبطلوا يبصوا للحاجات من قفاها ، إحنا في راحة وبراح لا يمكن أوصفهم بأي لغة ! ، احنا مبسوطين وكله تمام وبنضرب مزيكا وبنغني من غير قوانين الدنيا وضيق الكون الرهيب !
يبتسم مولانا ضاربا علي كرشه مقلدا القصري
يترك عمامته الخضراء للجدع الذي ود أن يأخذ نصيحة من مولاه ، نصيحة واحدة ولكنه انصرف برأس حاسر ، يمشي في ممر ضيق جدا ، يظهر هيكل مزخرف بكلمات لغة قديمة ، تسمع أصوات شعائر دينية مقامة في الداخل ، تتباعد الأصوات شيئا فشيئا ،يستيقظ الجدع علي لسعة السيجارة ليده،يترحم علي مولاه ، يشعل سيجارة أخري وينتظر البراح الموعود
قول لهم ميزعلوش ، قول لهم يبطلوا زعل علي نفسهم بالأحرى
قلبك طيب