أية تفاصيل تخص الاتهامات الموجهة إلى الدكتور طارق رمضان، حفيد حسن البنا، غير قابلة للنبش فيها، بعدما جرى تحويله إلى قاضي التحقيقات، فلندع القضاء يقول كلمته سواء بصدور حكم أو تبرئة.
لكن القضية في حد ذاتها تحولت إلى نقاش فكري ذي أبعاد ثقافية، ولم يعد يقتصر على شخص بعينه، بل ينسحب على الرموز كافة التي يتجه إليها المراهقون والشباب للسؤال والأخذ والرد ومعرفة رأي الدين حتى فيما يخص تفاصيل الحياة الاجتماعية لهم.
النموذج الذي نحن بصدده ليس بالشخصية الهامشية، بل هو رجل متعلم مثقف على دراية تامة بنهج التفكير الأوروبي، بما يعني أننا أمام شخص متميز بكل المعايير.
غير أن هذه المزايا ربما تغدو سلاحاً ذا حدين حال عدم تنبه المعنيين له، فظاهره نقي وباطنه يحترف الوصول إلى غاياته عبر الترويج لنهج ثقافي وفكري يخدم أهدافاً بعينها.
للأسف هذا الفخ المبرمج يقع فيه عدد لا حصر له من الشباب، والمسؤولية هي على كاهل من يتصور أن المتاجرة بالفكر والثقافة لا تحتاج إلى جهد للتأكد من مصداقيتها أو ازدواجيتها.