آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
الحلقة الأخيرة
بقلم: فابيولا بدوي
1. هذا ما قلناه… وهذا ما لن نسكُت عنه
على امتداد عشر حلقات، لم تكن كلماتنا رفاهية فكرية، ولا صياغات أنيقة تهدهد القارئ، بل كانت مشروع كشف.
كشفنا الجسد حين غُطّي بالخوف، واللغة حين صارت حارسة للسلطة، والحب حين تَنكّر في هيئة قيد، والشرف حين كُتِب بدم النساء.
قلنا كل ما كان يُقال همسًا، وكتبنا كل ما كان يُشطب قبل أن يُطبع، والآن… لن نعود إلى الصمت.
2. لسنا هنا لطلب الحقوق… بل لفضح من صادرها
نحن لا نرجو شيئًا من نظام سلبنا ثم علّمنا أن نشكره.
لا ننتظر اعترافًا من فقه لا يعترف بإنسانية المرأة، ولا نطلب إنصافًا من قانونٍ كُتب تحت عين السلطة لا تحت عين العدالة.
تحالف الضرورة ليس استعطافًا، بل شهادة مواجهة مع قرون من التواطؤ.
3. لا نريد فتات مساواة… بل نسف القاعدة
لا نريد مقعدًا بين مئة مقعدٍ ذَكَري، ولا جائزة تمثيل مشرفة في يومٍ عالمي مزيف، ولا كوتة مغلفة بأدب المجاملة.
نريد إعادة هيكلة الوعي. نريد تعليمًا لا يبرمج البنات على العيب، ولغة لا تقول “ناقصة عقل”، وشرائع لا تُكفّر الحب، وقوانين لا تُبرّئ المُعنِّف باسم “الستر” و”العادات”.
4. نعرف أنكم خائفون… لأننا صرنا نرى
كل هذا الغضب الذكوري الذي وُجه نحو مشروعنا… ليس قوة. بل ذُعر.
ذُعر من فكرة أن تسقط الهالة. أن تقول المرأة: “أنا لست ظلّك، ولا خادمتك، ولا أمك البديلة”.
نحن نرى… والرؤية وحدها بداية الثورة.
5. ما بعد الضرورة: من الحلقات إلى الحركة
هذا المشروع لن يُطوى كورقة… بل سيُفتح كأفق.
من أرادت أن تجعل منه ورشة نقاش، فلتفعل.
من أراد أن يدرّسه لطلّابه، فليفعل.
من أرادت أن تكتبه في ندوة، أن تُحوّله إلى تدريب، إلى كتاب، إلى منصة، إلى حياة…
فهذا النص ليس ملكي… بل ملك كل من استفزّه القهر وأراد أن يردّ عليه.
في النهاية : نؤكد على أنه لا وصاية بعد اليوم
لا نريد وسطاء يشرحون لنا الدين، ولا آباء يُقررون متى نخرج وكيف نضحك، ولا رجال سياسة يُعلّموننا متى نثور ومتى نُسكت.
لا نريد من يُربّت على رؤوسنا، ولا من يرفع إصبعه في وجوهنا.
نحن لا نحتاج إذنًا لنكون.
نحن لسنا ممتلكات، ولا غنائم، ولا أوعية للشرف المستعار.
نحن نساء… نُفكر، نختار، نُحب، نصرخ، نرفض، نعيد تعريف المعنى.
وإن كنا صمتنا قرونًا… فنحن الآن نكتب التاريخ بأصواتنا.
لا وصاية بعد اليوم.
ولا رجعة بعد أن انكسر السور.
