كلما دخلت دورة المياة، وجدت صرصوراً مقلوباً على ظهره،قلبته على بطنه حتى تحمله أرجله،يهرب من النمل الجاثم فوقه !! بغباء قذر ينقلب على ظهره ثانية، وفى لذة أو شهوة , يحرّك جناحيه على الأرض، ويرتكز على أرجله .. محاولاً.. ماذا يريدأن يثبت؟!!
آه من جرح نازف .. مفتوح فى خريطة , تمتدبين خلايا الجسد .. مفتاحها فى الثلث الأخير من صلبى ،الكائن فيه صرصورى، الباقى منه فى عظام صدرحبيبتى .
ليتنى خنفساء جبلية، أفسو فسوة .. تحرق أعدائى .. أنا الآن أفسو من فمى كلاماً , يزيّن صوراً جوفاء .
كنا … ولن نكون على سابق عهدنا القديم،أنا الصرصورالصغير العديم العائلة الآن , أنا ابن الصرصور السلطان , والصرصورة السلطانة، إخوتى أمراء مثل ىكنت أميراً .. مدللين , نتباهىبين العوالم , بملك أبينا الواسع الكبير, مختالين فى الأرض نسير، يُزيّن أجنحتنا الحُلى كما ترى .. المرصّعة بالنفي سمنا لجواهر واللآلىء , هذه صدفة وأخر ىمحارة , شواربنا تلمع .. قرون استشعارنا تلمع بزيت العنبر الغالى .
أنا الصرصور الصغير الصابر على مأساتى،ن ميل بخدودنا على مَنْ حولنا،بكعوب أحذيتنا نضربهم .. لان بالى ممتط يين صهوات خنافسنا المدرعات الجبارات , ليتنى كخنفستى التى تخلّت عنى الآن .. أفسو فسوة تحرق أعدائى , أنا الآن أفسو من فمى كلاماً يزيّن صورا جوفاء .
*******
السريرجمرة،أتقلّب عليها قطعة من اللحم المفروم،المخلوط بالشوق ونار البعاد ، ودقات قلبى المضطرب , مضغوط أنا على سفود الهوى , أشم رائحة شواء نفسى المحمومة بالحريق، المهمومة بألم الفقرات، واهتراء النخاع، وهتك الترائب .
ملعونة البطن , تفسد مزاجى فى لحظات كثيرة .. أكون فيها ساكناً .. هادئاً .. ثابتاً ثبات هذا الجبل , الذىي حتضن المدرسة ,التى أعمل بها , كم احترمه ذا الجبل لأشياء كثيرة ساكنة فيه ، وربما لأنه يجذب عين ىدائم اًالىقمته , الجائع لا يستطيع النوم أو التفكير، أمعائى الغليظة تصدر صوتاً كثغاء الأغنام , تحث نىعلى القيام وافراغ ما فى جوفى من فضلات _ آه .. لو كان ريحا _ , من تثغ أمعاؤه لايستطيع النوم أو التفكير . انتفضت من فوق جمرتى .. رائحة شوائى تعبّق جوانب الغرفة بالقلق ؛ الذى يشمئز من هزم يلا ىالآن .. أشعل تعود الثقاب من غيظى , أسرجت المصباح المعتم بقرف ؛ أضاء بقرف , حملت زمزمية المياة ، ألبّىن داء أمعائى , فتحت الباب , خرجتب قلقى .. عرجت الى الحمام , لم أدرك ممن الوقت قضيت فى بيت الراحة،كلما أعيه جيداً , أننى رجت و رائحتى صرصوراً كبيراً , أحمل فى ظهرى نصف ابنى .
*******
أبىعلّمناالعزةبصرصوريتنا , اختارلكلمناطريقاًورفيقاً , يتشاورمعه .. يرشدهالصوابدوماً , لايسوقهالىالخراب . الفارسكان , والعالمفيناوالفقيه , الفارسنبيناالنبيليغزو , ويقيمقلاعاًومدائن , والعالمعقلنااللبيب , يخططللغزوالقادم،للنصرالقادم،والفقيهصورتنا . كناقوةلمتغلبمرة،تناولناخبزعزتنامنتعاليمأبيناالصرصورالسلطان،وحكاياتأمناالصرصورةالسلطانة , التىكانتتنهانابهاعناللهووالعبثالماجن . لمنعملبتعاليمأبينا،ولاحكاياتأمناتلكالأنثىالقويةالصارخةالأنوثةالبضةالطرية , التىكانيمتطيهاأبوناأمامنا , فتسيربهغانجةبيننا،فيصرخنشواناًفوقها :
– خذواقوتكممنإناثكم .
تعجبناكثيراًمنهذاالسلطانالزيرإناث , الذىيجمعناخصيصاًلرؤيةهذاالمشهدالرذيل،وهويضاجعأنثاه،أواحدىالصرصوراتالغانيات , ماذاكانيبغىأبوناالمسلوبالرأس،والمنزوعالجناحينالآن , بفعلهوقولههذا , تعليمناالفضيلةأمالرذيلة،بارادتناتعلّمناالرذيلة , أصبحناأرذلالمخلوقات .. كالذبابكنالايحطإلّاعلىالقبيحالنتن،واذاحطعلىالجميلالحلوأفسده , دنسه , صرناملوكاًفىاللهووالعبث , نبنىممالكامنالوساخات،وأضحىتمساكنافىدوراتالمياة , الفارسخاب،والعالمجن،والصورةمزّقتبفتاواه , لقدأهدردمصرصوراًصبياً , كانينشدنشيداً , فىحبأخيهالعالم .
*******
مرتسنونيابسات،كثرفيهاالنسل،وقلالعقلوضل . هبتريح،الريحيتبعهاالخيرأوالشر . غامالجو .. غامطويلاً،ونحنننتظرالفرجسقوطالمطر،والمطرعنيدلايهطل . انتظرناريحاًأخرى , تهزالغيم .. يسقطمطرايحيينا،والزمنيمروبيناليأسوالأمل؛نعيش .. نتعلمالصبر . جاءتالريحعنيفةكانت .. طاغيةمازالت،قلبتكلالأشياء , لمتتركشيئامكانه،أقامتالحدودبينقلوبنا , حركتالغيمهذاالثقيل , أمطرتالسماء , كانتقطرةالماء , ماتلبثأنترتطمبالأرض , حتىتصيرنملة , أمطرتالسماءنملا،ساحفىالأرضعلىمبدأ , النمليحبالنمل , أنيأكلكلصراصيرالعالم , يفتتأمتناالصرصورية , يخزنهافىخنادقهوأنفاقه , تكونمخزونغِلالهوأمانه،ينفعهوقتبياته ,هذاالنملغريب , لايبيتشتاء , لايهابالريحأوالمطر؟!! ابنالريح .. والغيم .. وليدالمطر؟!!
أظلمتالدنياعلىملكأبينا , كانالسواديطمسفيناماتبقىمكنوناًبداخلنامنفضيلة , بالعليناالنمل , فعصتناالجرذان , تبرزوافوقأشلائنا , انتشرتالقوارضفينا , تقاسمواجميعاًفيمابينهمخبزعزتنا،وكانلقوارضناالفتات !!!
وضعالنملخطةمحكمة , قالالنمل .. لابدأننكونكجدتناالنملة , ذكيةكانتفىأهلها , أمرتهمأنيدخلوامساكنهم ” لايحطمنهمسليمانوجنوده ” نحتال … , نبنىمملكةبأشلاءهؤلاءالصراصيرالمجانينالبلهاء , الصرصورغبىقذر, حتىلوصارأميراًأوسلطاناً , أوكانتفصيلتهطياراً , العاقلفيهمنغتصبرأسهطواعية،والطائرمنهمنقصأجنحته.
*******
حاصرناالنملعلىقلّته،وساريحثخطاهعلىالتقدمفىتنفيذخطّته،وأبىذلكالزيرممتطياًأمىمسرورا !!! يزهوبماتبقىمنفحولته .. فىالمرحاضالأخير .. مخبؤناالأخير , استعمرالنملباقىالمراحيض , طهّركلدوراتالمياة , أكلاللحم .. تزيّنبالعقل .. شربالدمولميشبع .. لابدأنيحظىبرأسالغبىأبينا !!!
يظفربأجنحته .. أبوناالذىتدوربهأمناالآن , فىجوانبالمرحاض , تهرولمنجدارالىجدار , تلهوالىالباب , تطلعلىالنملالرابضمتحفزاًللهجمةالأخيرة , تؤوببه .. يسقطمعهافىعينكانتتستقبلأدبارنا .. ماهرةكانتتصعدبه , تفوحمنهمارائحةألفناها .. أدمناها،ونهللنحنونصفق , لانعبأبالنملالذىيحفرأنفاقاً , تهدقواعدفينا،وتهدمأشياءأخرى،وأبىيصرحفائحةمنهرائحةذكورتهالواهنة :
_ خذواقوتكمخذوا .. منإناثكم 0
*******
قامتقيامتنا .. لالمتقم . أناموجودمازلت , خرجتأسرابالنملمنتحتأرجلنا , التفّتحولنا , انكمشناحولأبىالراكبأمىمازال00أخذالنمليهللويصيح , يرقصرقصاتنا , يؤدىبعضطقوسنا , هجمالنملعلينادونتفاوض،أسقطأبىبالكادمنفوقأمى،قلبوهعلىظهره،وهويحاولبحركةجناحيهعلىالأرض , أوالإرتكازعلىأرجله , أنينتصبصرصوراًقويامرةأخرى , عبثاًكانيفعل،والنمليصخب .. ويضحك , يلهوابأمىالباكية،وباقىالعائلة , حتىسكنتأجنحتهعنالحركة،وتوقفتأرجلهعنالإهتزازالمرتعش , صاحالنملصيحةواحدة .. الرأس , بترواشاربه , قروناستشعاره،وأخذوايقطعونالرأسالتىسريعاًماانفصلت،قصّواالأجنحةالمزدانةبالحلى،وكأنهميؤدونطقوسالهم , بالواجميعاًعلىماتبقىمنه،واصطفّوا،وانطلقوفىخطواتمنتظمةالىخنادقهم , يحملونغنيمتهمرأسأبىوأجنحتهوأمى،ويسوقونأمامهمباقىالعائلة , تاركينالبطنوالأرجلالميته .
*******
منخلفعقبالسيجارةحملتنى , بعدأنشفيتوشاهدتهذهالمهزلة،وحملتزمزميةالمياة،وخرجتودلفتالىحجرةنومك , التىكثيراًمادخلتها،ورأيتكمنكفئاًعلىهذهالتختةتكتب .. محموماًعلىهذاالسريرتتقلب،وزميلاكهذانالنائمان .. دائماًيشخّرالقاصىهناكأسفلالشباك،والدانىمنك .. يضعيدهتحتتكةسرواله .. يحك .. يحكماذا؟!!!
*******
بينفقراتىيعبثالآنببلطته , يحطمصلبى،بمنشاريدمّرعظامصدرحبيبتى.. بفقرتينيشعلالنارثائراً .. يفتّتالترائب , يحرقالنخاع , ببراءتهيخرقنفقاًواصلاً .. بينظهرالصرصورأنا , وصدرالصرصورةهى .. يبغىالتنصلمنأبيهالسلطان،وأمهالسلطانة , التىترتجفارتجافةالخوفحتىالموت .. عندرؤيةأبىالشواربالداكنالحمرة , حتىلوكانمسكيناصغيراً , يودالفرارمنظهرى،والإنتحاربعيداًعنصدرها .